أكد مستشار وزير الأوقاف المصري الأسبق الشيخ سلامة عبد القوي، في فتوى نشرها عبر منصاته الرسمية، أن الاعتداء على الحجاج أو المعتمرين داخل الحرم المكي حرام شرعا.

 

 

وأشار الشيخ إلى قول الله تعالى: ﴿وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ (سورة الحج: 25)، موضحًا أن هذه الآية تُعدّ تحذيرًا إلهيًّا صريحًا من ارتكاب أي ظلم أو عدوان داخل الحرم، ، مشددًا على أن إثمه مضاعف بسبب عظمة المكان، وقداسة الزمان، وحرمة الإنسان المُحرِم.

وأكد أن القاعدة الشرعية لا تستثني أحدًا، حتى لو كان مرتكب الاعتداء من منسوبي الأمن، إذ إن ذنبه يكون أعظم، لأنه خان الأمانة التي وُكّل بها، وانتهك حرمة بيت الله الذي أُمر بحفظه وتأمينه، لا بالبطش أو التعدي فيه.

وشدّد الشيخ عبد القوي على أن الاعتداء الذي وقع من فرد الأمن على المُحرِم داخل الحرم المكي يُعد جريمة محرّمة شرعًا، وإثمه أشد عند الله من غيره، لما لحرمة الحرم من مكانة عظيمة في الشريعة الإسلامية.

وطالب بـمحاسبة الفاعل ومعاقبته بما يُرَدّع غيره، مؤكدًا أن العدوان في الحرم ليس كأي عدوان في غيره من الأماكن، بل يُضاعف فيه الإثم والعقوبة.

وختم فتواه قائلاً: “حرمة الحرم والمحرمين فوق كل سلطة، ومن ظلم في الحرم فقد تحدّى الله عز وجل.”

ويظهر الفيديو – الذي لم تتجاوز مدته دقيقة واحدة – لحظة تجاوز رجل الأمن لصلاحياته، حيث رفع يديه على المعتمر أثناء جلوسه مع زوجته داخل الحرم، في حين طالبه المعتمر قائلًا: “إيدك ما تتمد… أنا بكلمك بكل ذوق واحترام، المفروض تتعامل كدا انت كمان”.

كما يوثّق المقطع طلب المعتمر من زوجته تصوير الحادث بهاتفها المحمول، معلّقًا: “صوري… إحنا بتبهدل في السعودية من فرد الأمن”.

ولم تُكشف حتى الآن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى هذا التوتر داخل المسجد الحرام، ولا ما إذا كان هناك سوء تفاهم أو خرق من أحد الطرفين للأنظمة المعمول بها في الحرم.

وأثار المقطع موجة استياء واسعة بين رواد التواصل الاجتماعي في مصر، حيث عبّر كثيرون عن صدمتهم من وقوع مثل هذا الحادث في بيت الله الحرام.

شاركها.