رحلة مو عامر من لاجئ فلسطيني إلى نجم نتفليكس

وطن على الرغم من نجاحه الكبير في عالم الكوميديا، يحمل الفنان الفلسطيني مو عامر مشاعر متباينة عند الحديث عن مسلسله الشهير على منصة نتفليكس، حيث يصف تجربته بأنها مزيج من “الفخر” و”الألم”.
في حديثه مع BBC Newsbeat، أكد عامر أنه كان من الصعب عليه مناقشة العمل دون التأثر عاطفيًا، مشيرًا إلى أن تصوير المسلسل كان “مرهقًا للغاية” بسبب المشاعر الجياشة المرتبطة به.
يقوم عامر في المسلسل بدور مو نجّار، وهو لاجئ فلسطيني يحاول التكيف مع حياته الجديدة في الولايات المتحدة بينما يسعى للحصول على الجنسية الأمريكية، وسط تعقيدات عملية الهجرة والتوفيق بين ثقافته الأم والعالم الجديد الذي يعيش فيه.

التحديات التي واجهها مو عامر في إنتاج المسلسل
يقول عامر إنه استثمر “روحه” بالكامل في هذا العمل، ما جعله تجربة مرهقة عاطفيًا. فعلى الرغم من أنه فخور بما أنجزه، إلا أن العملية لم تكن سهلة عليه، حيث عكست العديد من المشاهد تفاصيل من حياته الحقيقية.
الجانب السياسي والتاريخي
تم تصوير الموسم الثاني من المسلسل بحيث ينتهي في 6 أكتوبر 2023، أي قبل يوم واحد فقط من اندلاع الحرب الأخيرة في غزة. وأوضح عامر أن تجاهل أحداث 7 أكتوبر في المسلسل كان “قرارًا متعمدًا”، إذ أراد إبقاء المسلسل في سياق الكوميديا دون الانجراف نحو السرد السياسي المكثف، والذي قد يطغى على الشخصيات والقصة.
يؤكد عامر أن “التركيز على هذا التاريخ قد يعطي انطباعًا خاطئًا بأن الأحداث بدأت لتوها”، مشيرًا إلى أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يمتد لعقود طويلة.


تمثيل الفلسطينيين في الإعلام وصعوبات الإنتاج
يتناول المسلسل قضايا حساسة مثل الهوية الفلسطينية، والعوائق التي يواجهها الفلسطينيون في حياتهم اليومية، وخاصة عند المرور عبر الحواجز الإسرائيلية في الضفة الغربية. في إحدى الحلقات، يتعرض مو نجار لإطلاق الغاز المسيل للدموع، وهي مشاهد تعكس واقع الفلسطينيين تحت الاحتلال.
يوضح عامر أنه تلقى ردود فعل قوية من الجمهور، حيث تواصل معه العديد من المشاهدين الذين تأثروا بشكل عميق بالحلقة الأخيرة، والتي وصفها البعض بأنها “أقرب إلى فيلم سينمائي” نظرًا لأهميتها العاطفية.
هل سيكون هناك موسم جديد؟
مع النجاح الكبير الذي حققه المسلسل، يتساءل الجمهور عمّا إذا كان هناك موسم ثالث. لكن وفقًا لعامر، فإن احتمالية استمرار المسلسل ضعيفة، حيث يخطط الآن للتركيز على جولته العالمية في عروض الستاند أب كوميدي.


يعترف عامر بأنه يشعر بـ”ضغط كبير” كونه أحد الفنانين الفلسطينيين القلائل الذين نجحوا في الإعلام الغربي، حيث يتلقى توجيهات وانتقادات من جميع الأطراف حول ما يجب أن يقوله أو يتجنبه. لكنه يؤكد أنه يفضل التركيز على رواية قصته كما عاشها، بعيدًا عن أي أجندات خارجية.
يقول عامر: “لا يمكنني الهروب من كوني فلسطينيًا، لكنني لن أخجل من الحديث عن قضيتي.”
الأمل رغم الصعوبات
بالرغم من الأوضاع الصعبة في غزة والضفة الغربية، يبقى عامر متفائلًا. “أنا دائمًا أؤمن بالأمل”، يقول، مضيفًا أن فقدان الأمل يجعل الحياة أكثر قسوة.
يقدم مو عامر من خلال مسلسله نظرة فريدة عن حياة الفلسطينيين في المهجر، مستخدمًا الكوميديا كأداة لإيصال رسائل عميقة عن الهوية والانتماء. وبينما يواصل مسيرته في عالم الفن، لا يزال صوته يمثل نافذة نادرة تتيح للعالم رؤية الفلسطينيين من منظور إنساني بعيد عن الصور النمطية.