كتب محمود عبده :



11:00 ص


01/10/2025


في وقت تزداد فيه معدلات التوتر النفسي وضغوط الحياة اليومية، تظهر دراسة علمية حديثة لتسلط الضوء على عنصر بسيط ومتوفر قد يكون مفتاحا مهملا للسيطرة على الإجهاد وهو الماء.

وفقا لموقع News Medical، توصل باحثون إلى أن انخفاض مستوى الترطيب في الجسم قد لا يؤثر فقط على الأداء البدني، بل يرتبط بشكل مباشر بارتفاع مستويات “الكورتيزول”؛ هرمون التوتر الأساسي في الجسم.

وهذه النتائج تفتح بابا جديدا لفهم العلاقة بين العادات اليومية البسيطة، كشرب الماء، والصحة النفسية على المدى الطويل.

كشفت دراسة حديثة، أن الأشخاص الذين يستهلكون كميات غير كافية من الماء يوميا قد يعانون من استجابة فسيولوجية أقوى للتوتر، مقارنة بأولئك الذين يحافظون على ترطيب أجسامهم بانتظام.

وقد أجريت الدراسة على 32 شخصا من الأصحاء غير المدخنين، تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاما، وجرى تقسيمهم إلى مجموعتين: الأولى تستهلك كميات كافية من السوائل، والثانية تستهلك كميات أقل من الموصى بها.

وبعد أسبوع من تتبع العادات اليومية لكل مجموعة، خضع المشاركون لاختبار ضغط نفسي اجتماعي، مع قياس مستويات هرمون الكورتيزول في اللعاب قبل وبعد الاختبار.

نتائج لافتة تربط الترطيب بمستوى الإجهاد

أظهرت النتائج أن المجموعة ذات الترطيب الضعيف سجلت ارتفاعا ملحوظا في مستويات الكورتيزول بعد التعرض للضغط النفسي، مقارنة بالمجموعة الأخرى.

ورغم أن كلتا المجموعتين أظهرت علامات توتر جسدي كزيادة معدل ضربات القلب، إلا أن التأثير الهرموني كان أكثر حدة لدى الأشخاص الذين لم يشربوا كميات كافية من الماء.

آلية فسيولوجية تفسر العلاقة

يفسر العلماء هذه الظاهرة بأن قلة شرب الماء تحفز إفراز هرمون يعرف بـ”فازوبريسين”، المسؤول عن تنظيم توازن السوائل في الجسم، وهذا الهرمون بدوره ينشط إفراز الكورتيزول، مما يؤدي إلى استجابة أكثر حدة عند مواجهة التوتر.

ويعد الكورتيزول جزءا من النظام الطبيعي للجسم في التعامل مع الضغوط، لكنه عند الارتفاع المتكرر والمزمن، يمكن أن يسبب اضطرابات في النوم، ضعف المناعة، وزيادة خطر الإصابة بأمراض مثل السكري وارتفاع ضغط الدم.

شرب الماء

تشير الدراسة إلى أن الحفاظ على ترطيب كاف لا يساعد فقط في دعم العمليات الحيوية داخل الجسم، بل قد يشكل درعا واقيا ضد الآثار السلبية للتوتر اليومي.

ويوصي الباحثون بشرب ما بين 1.5 إلى 2.5 لتر يوميا للنساء و1.6 إلى 2.9 لتر للرجال، مع الأخذ بعين الاعتبار درجات الحرارة ومستوى النشاط البدني.

شاركها.