في ضربةٍ نوعية توصف بأنها من أعقد العمليات الميدانية منذ بداية الحرب، نفذت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس عملية كمين مركب في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، أدت إلى مقتل خمسة جنود إسرائيليين من كتيبة “نيتسح يهودا” التابعة للواء “كفير”، بحسب ما اعترف به جيش الاحتلال صباح اليوم.
وفي بيان رسمي، قال الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، إن العملية “ضربة إضافية لهيبة جيش الاحتلال ووحداته الخاصة”، مؤكداً أن معركة الاستنزاف الممتدة من شمال إلى جنوب القطاع ستستمر، وأنه “رغم تمكن الاحتلال من إنقاذ بعض جنوده من الجحيم، فقد لا ينجح بذلك لاحقاً”، في إشارة إلى إمكانية أسر جنود في عمليات مقبلة.
البيان تضمن تحذيرًا لقيادة الاحتلال من أن الإبقاء على القوات داخل قطاع غزة سيكون “القرار الأكثر غباءً”، مشيرًا إلى أن صمود الشعب الفلسطيني ومقاتليه هو من “يرسم معالم المرحلة القادمة”.
صحيفة معاريف الإسرائيلية علّقت على العملية معتبرة أن الجيش الإسرائيلي يواجه تحدياً حقيقياً في التعامل مع تكتيكات “حرب العصابات” التي تعتمدها المقاومة في غزة، مشيرة إلى أن حماس استوعبت أساليب الجيش وبدأت بتكبيده خسائر متكررة ومؤلمة.
وأضافت الصحيفة أن هناك حاجة لمراجعة استراتيجية الحرب بشكل عاجل، بل وربما تحديد “خط نهاية واضح” للعملية العسكرية المستمرة منذ أكثر من 9 أشهر، في ظل تآكل الروح المعنوية بين القوات وتزايد الخسائر البشرية.
وفي السياق ذاته، دعا زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد إلى إنهاء الحرب قائلاً: “من أجل الجنود والأسرى وعائلاتهم وإسرائيل… يجب إنهاء هذه الحرب.”
وبدأت عملية بيت حانون مساء الاثنين، عندما تمكنت وحدات المقاومة من استدراج قوة إسرائيلية خاصة إلى منطقة ملغمة ومعدة مسبقاً للهجوم، استخدمت فيها القنابل والأنفاق والمباغتة، ما أدى إلى وقوع عدد من الجنود بين قتيل وجريح، بينما كانت طائرات الاحتلال تغطي انسحاب قواته تحت النيران.
كتيبة “نيتسح يهودا” التي تكبدت الخسائر، هي وحدة عسكرية تضم غالبًا جنودًا متدينين وتخدم في مهام مواجهة ميدانية، وقد طالتها انتقادات في السنوات الأخيرة بسبب سلوكها في الضفة الغربية.
العملية تشكل رسالة مزدوجة من المقاومة فعلى الصعيد الميداني أثبتت القدرة على ضرب العمق الميداني حتى في مناطق يفترض أنها “مؤمنة”.
وسياسيًا دفعت إسرائيل إلى التفكير بإعادة التموضع أو الخروج التدريجي من القطاع تحت ضغط الاستنزاف.
وفي المقابل، تبرز حالة من التخبط الاستراتيجي الإسرائيلي، بين الإصرار على مواصلة العمليات لتحقيق “صورة نصر”، والخشية من الغرق أكثر في المستنقع الغزّي.
قد يهمك أيضـــــــــــــا: