اخبار

رفات مجمع الشفاء.. مأساة إنسانية جديدة تعصف بالفلسطينيين في غزة

🔴جروح جديدة تتكشف بين الفلسطينيين مع نقل جثث من مجمع الشفاء بــ #غزة في محاولة للتعرف على هوية ضحايا سقطوا خلال الحرب الإسرائيلية على القطاع👇 pic.twitter.com/jEa9GgHVc7

— وطن. يغرد خارج السرب (@watanserb_news) March 15, 2025

وطن تعيد عملية استخراج رفات الشهداء من مجمع الشفاء الطبي في غزة تُعيد فتح جراح الفلسطينيين من جديد، حيث تجمّعت العائلات في مشاهد يملؤها الحزن والترقب، على أمل التعرف على أحبائهم الذين فقدوهم خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة. عمليات انتشال الجثث بدأت بعد انسحاب قوات الاحتلال من المستشفى، لتكشف عن مأساة إنسانية تفوق كل التصورات، حيث دفنت العائلات ضحاياها مؤقتًا داخل المستشفى أو في ساحاته بسبب القصف المتواصل وصعوبة الوصول إلى المقابر.

قبل عام، تحولت مستشفى الشفاء إلى مأوى للنازحين، لكنه سرعان ما تحول إلى مقبرة جماعية عندما فرض الاحتلال حصارًا قاسيًا استمر لأسبوعين، مُنع خلاله إخراج الجثث أو دفنها بشكل لائق. ومع استمرار القصف واستهداف المستشفى والمنشآت الطبية، وجدت العائلات نفسها مجبرة على دفن أحبائها في ساحات المشافي أو تحت الأنقاض، في ظل غياب أي ممرات آمنة تتيح لهم دفنهم في المقابر المخصصة.

اليوم، ومع بدء عمليات البحث والانتشال، تخرج الجثث المتحللة واحدة تلو الأخرى، بينما تحاول فرق الدفاع المدني بذل كل ما بوسعها للتعرف على الضحايا ومنحهم دفنًا كريمًا. بين الحاضرين، كانت هناك أمهات وأشقاء وأبناء ينتظرون، بعضهم يأمل في إيجاد جثة يستطيعون وداعها، فيما يخشى آخرون أن تظل جثامين أحبائهم مجهولة الهوية إلى الأبد.

من بين هؤلاء، كانت هناك سهى الشريف، التي فقدت ابنها جهاد خلال الحرب، لكنها لم تستطع دفنه بسبب القصف العنيف واضطرت للفرار جنوبًا. عادت اليوم إلى مجمع الشفاء، متشبثة بأمل العثور على رفاته، أو على الأقل التأكد من أنه حصل على دفن لائق. تقول وهي تكفكف دموعها إنها كانت تظن أنه دُفن أثناء الحصار، لكنها صُدمت عندما علمت أن دفنه لم يتم تأكيده بعد، مما جعلها تعيش في دوامة من الألم والانتظار.

الجهود التي تبذلها فرق الإنقاذ تُظهر حجم الكارثة التي خلفها الاحتلال في المستشفى، حيث اكتُشف أكثر من 160 جثة، بعضها تحلل بالكامل بسبب تجريف الاحتلال للمنطقة. حتى الآن، تم نقل 48 جثمانًا إلى المقابر، بينما تم التعرف على هوية 38 شهيدًا، في حين نُقلت 10 جثث أخرى إلى قسم الطب الشرعي لمزيد من الفحوصات.

إلى جانب عمليات البحث، هناك خطط لإعادة تأهيل مستشفى الشفاء وتحويله إلى مستشفى ميداني، ليستقبل الجرحى الذين ما زالوا يعانون من آثار القصف الإسرائيلي المستمر. لكن بالنسبة للعائلات التي لا تزال تنتظر العثور على جثامين أبنائها، فإن المأساة مستمرة، والسؤال الكبير الذي يؤرقهم هو: متى تنتهي هذه المعاناة؟

مقبرة جماعية في ساحة مستشفى الشفاء بغزة.. ماذا لو كانت في أوكرانيا؟ (شاهد)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *