ندوة تقارب مركزية الإنسان في العالم
احتضنت قاعة العروض الكبرى بمدينة جرف الملحة في إقليم سيدي قاسم، أول أمس السبت، ندوة ثقافية في موضوع “الإنسان بين اللغة والإبداع والمجال”.
الندوة، التي نظمها مركز ورغة للدراسات والفكر، أثمرت نقاشا رصينا ومتميزا بين ثلة من الباحثين ينتمون إلى مشارب علمية وفكرية متعددة، التأمت لمقاربة مركزية الإنسان في عالم يسير بوتيرة متسارعة.
ونافش الموعد الثقافي مجموعة من القضايا والإشكاليات، معطيا بذلك صورة حضارية عن البناء من داخل منظومة المعرفة، باعتبارها رأسمال حقيقيا يعتد به ويعول عليه لمواجهة تحديات المستقبل على المستويين الجيوسياسي الدولي والإقليمي والاقتصادي.
محمد الكرافس، رئيس المركز سالف الذكر وأستاذ باحث متخصص في النقد المعاصر، جرد، خلال كلمة افتتاحية، أهمية العمل الثقافي والفكري في تنوير المجتمع وتوفير لبنات وقواعد معرفية متينة وصلبة يمكن استثمارها لتعود بالنفع على التنمية المستدامة التي يعتبر الإنسان محورها اليوم وغدا.
وانطلقت أشغال الندوة بمداخلة في موضوع “الإنسان والمحيط.. رؤية إسلامية”، قدمها أناس الكبيري، أستاذ باحث في العلوم الشرعية والفقهية وخطيب جمعة بالمسجد المركزي بمدينة جرف الملحة، تناول فيها مختلف زوايا مركزية الإنسان في علاقته الشرعية بالكون، سواء باعتباره كائنا مبجلا عند الله تعالى أو باعتباره كائنا مستخلفا ومكلفا برسالة كونية ثقيلة.
وجاء محور المداخلة الثانية موسوما بــ”الإنسان والأدب والمجتمع.. أية علاقة؟” ألقاها الدكتور خالد زروال، أستاذ باحث وناقد متخصص في النقد السردي المعاصر، انفتح على إشكالية الأدب وتصوره النظري قديما وحديثا لدى العرب ولدى الغرب. كما انتقل إلى تناول تجارب تطبيقية من المدونة الروائية المصرية والمغربية المعاصرة، انفتح عبرها على روايات مثل “نجمة أغسطس” لصنع الله إبراهيم و”المرايا” لنجيب محفوظ.
كما قارب زروال وظائف الأدب من زوايا متنوعة، متوقفا عند إشكالات وتجليات الخطاب الأدبي في علاقته بالهم الإنساني، من خلال بعض روايات عبد الكريم غلاب (المعلم علي) وعبد الله العروي (الغربة) وصلاح الوديع (العريس).
من جانبه، تناول تاج الدين الرحماني، باحث متخصص في الجغرافيا البيئية وشؤون التنمية المجالية، في مداخلة له تمحورت حول موضوع “الموارد المائية.. الإمكانات، التحديات، التدابير جماعة عين الدفالي نموذجا”، لامست واقع الجماعة الترابية سالفة الذكر من زاوية الموارد المائية وإكراهات الواقع الحالي.
وتطرق الرحماني لعدد من النقط استهلها بفرش نظري أولي حول الموارد المائية والتساقطات المطرية بالمغرب وسياسة ترشيد الماء من خلال السدود، ثم انتقل لمقاربة الجانب التطبيقي في البحث وهو مصادر المياه الجوفية والسطحية بالجماعة الترابية عين الدفالي، وأهم المعيقات التي تساهم في تلويث هذه المصادر والتدخلات اللازمة والحلول المقترحة للحفاظ على هذه الثروة البيئية الأساسية في حياة الإنسان.
واختتم اللقاء بفتح المجال أمام الحاضرين لإبداء تفاعلهم، حيث تناول الكلمة مجموعة من الفاعلين وطرحوا أسئلة مباشرة على الباحثين، كما قدم بعضهم شروحات وإضافات أغنت النقاش، ليختتم النشاط بعد ذلك بتقديم شهادات تقديرية للمشاركين.
المصدر: هسبريس