كتب محمود الهواري:
ترك البشر عبر العصور آثارا ودلائل على حياتهم اليومية، من أدوات شخصية وقطع أثرية إلى هياكل عظمية، لكن هوية أصحاب هذه البقايا غالبا ما بقيت غامضة.
ومع تقدم تقنيات الطب الشرعي والتحليل العلمي، أصبح بإمكان العلماء إعادة بناء وجوه هؤلاء الأشخاص الذين رحلوا منذ آلاف السنين، مما يمنحنا لمحة حية عن ملامحهم، شكلهم، وطبيعة حياتهم.
ولا تقتصر هذه التكنولوجيا على رسم ملامح الوجه فحسب، بل تساعد في استنتاج العمر عند الوفاة، الطول، وحتى بعض السمات الجسدية والسلوكيات، لتتحول بقايا الماضي إلى قصص يمكن للعلماء والجمهور التعرف عليها وفهمها.
وفيما يلي أبرز الحالات التاريخية التي أعاد العلم إحياء وجوهها:
1 امرأة نياندرتال بجمجمة مهشمة
تمكن فريق من الباحثين من إعادة بناء نموذج مفصل لامرأة من نوع إنسان نياندرتال، رغم أن جمجمتها كانت محطمة إلى مئات القطع قبل نحو 75 ألف عام.
وأطلق الباحثون عليها اسم “شانيدار ز” نسبة إلى موقع اكتشافها في كهف شانيدار بكردستان العراق، إذ أظهر تحليل العظام أنها توفيت في منتصف الأربعينيات من عمرها، وكان طولها يقارب 1.5 متر.
2 مومياء مصرية قديمة داخل مدرسة ثانوية
في اكتشاف غير متوقع، عثر علماء الآثار على مومياء امرأة مصرية قديمة ضمن مكتبة مدرسة ثانوية في نيو ساوث ويلز، أستراليا.
وكشف التحليل العلمي للبقايا أن عمر المرأة عند الوفاة كان بين 50 و60 عاما، وأن بقع ورق الذهب الملتصقة بجمجمتها تشير إلى أن عملية التحنيط تمت في العصر اليوناني الروماني في مصر (332 ق.م 395 م)، حيث كان استخدام ورق الذهب شائعا.
3 الإمبراطور الصيني وو
اعتمد الباحثون على تحليل الحمض النووي لإعادة بناء وجه الإمبراطور الصيني “وو” من سلالة تشو الشمالية، الذي توفي عام 560 ميلاديا عن عمر يناهز 36 عاما.
وأكدت التحاليل الوراثية أن سبب وفاته المبكرة كان سكتة دماغية، وهو ما تتوافق معه النصوص التاريخية التي ذكرت فقدان القدرة على الكلام، تدلي الجفون، وطريقة المشي غير الطبيعية.
4 زلاتي كو
في جمهورية التشيك، اكتشف علماء الآثار جمجمة مقطوعة في كهف قبل أكثر من سبعين عاما، وتم استخدام التصوير المقطعي المحوسب لإعادة تجميعها، حيث كانت النتيجة بأنها امرأة ذات فك قوي وتجويف دماغي أكبر من الإنسان الحديث اليوم.
وكشف تحليل الحمض النووي أنها عاشت قبل نحو 45 ألف عام، وأن جينومها يحمل حوالي 3% من أصول إنسان نياندرتال، ما يجعلها جزءا من مجموعة البشر الأوائل الذين تزاوجوا مع النياندرتال.
5 عبد مصلوب من بريطانيا الرومانية
في عام 2017، اكتشف علماء الآثار هيكلا عظميا في إنجلترا مثبتا بمسمار في كعبه، ما أشار إلى أنه عبد سابق. التحليل الوراثي بين أن عمر الرجل كان بين 25 و35 عاما عند وفاته قبل نحو 1700 عام.
ودلت رقة عظام ساقيه على أنه ربما كان مقيدا بالسلاسل لفترة طويلة، مما حد من حركته وألقى الضوء على طرق العقاب والإقامة القسرية في تلك الفترة التاريخية.
6 خوانيتا العذراء الجليدية
على قمة جبل في بيرو، عثر على مومياء فتاة إنكا صغيرة توفيت قبل 500 عام.
وباستخدام مسح ضوئي متقدم وبالاشتراك مع فنان متخصص في الطب الشرعي، أعيد بناء وجهها مع شعرها وملابسها الحقيقية، لتظهر “خوانيتا” كما كانت عند وفاتها، محتفظة بكل تفاصيل حياتها في لحظة مأسوية من التاريخ.
7 امرأة من العصر البرونزي في اسكتلندا
عام 1997، اكتشف العلماء هيكلا لامرأة مدفونة بوضعية القرفصاء داخل قبر حجري.
ورغم قلة المعلومات عنها، تعاون الباحثون مع فنان جنائي لإعادة بناء وجهها باستخدام جمجمة مطبوعة بتقنية ثلاثية الأبعاد وطين، مما أتاح تصور شكلها وملامحها بشكل دقيق.
8 قزم من العصور الوسطى في بولندا
أظهر تحليل ثلاثي الأبعاد لبقايا رجل عاش بين القرنين التاسع والحادي عشر أنه كان يعاني من نوعين من التقزم. إعادة البناء أظهرت رجلا برأس أكبر من المعتاد، وهي سمة شائعة بين المصابين بخلل التنسج الهيكلي، وهو اضطراب وراثي نادر يُسبب نموا غير طبيعي للعظام والمفاصل والغضاريف.
9 فتى العصر الجليدي في النرويج
بقايا رجل يُعرف باسم “فيستيغوتن” يعود عمرها إلى 8300 عام أعيد بناؤها ثلاثيا، ويعرضها متحف ها جاملي بريستيجارد في جنوب النرويج.
التحليل أظهر أنه توفي في سن الخامسة عشرة وربما كان بمفرده في الكهف، وعانى من التحام مبكر لعظام الجمجمة.
10 ضحية سفينة “فاسا” السويدية
بعد غرق السفينة الحربية السويدية عام 1628، تم العثور على رفات ضحايا، بينهم امرأة كانت تُظن في البداية رجلا، فأطلق عليها اسم “جيرترود” بعد إعادة تحليل الحمض النووي.
أعيد بناء وجهها عام 2023، وكشف النموذج أنها كانت في منتصف العشرينات، ذات شعر أشقر وعيون زرقاء، وارتدت قبعة حمراء عند غرق السفينة.
11 امرأة من العصر البرونزي
في اسكتلندا، أعاد العلماء بناء وجه امرأة تعرف بـ “آفا” باستخدام بيانات جمجمتها البالغة 3800 عام وتحليل الحمض النووي، وتبين أنها كانت طويلة القامة بشعر أسود، عيون بنية وبشرة داكنة، لتقدم صورة دقيقة عن ملامحها الحقيقية.
12 الملك توت عنخ آمون
أحدث فحص للفرعون المصري باستخدام الأشعة المقطعية أظهر حجم دماغه الكبير مقارنة بالمتوسط، كما أكدت الدراسات الحديثة ملامح وجهه الدقيقة، لتوفر رؤية جديدة لشاب الفرعون عند وفاته.
13 فتاة النخبة الأنجلوساكسونية
عُثر على فتاة تبلغ 16 عاما، دُفنت على سرير خشبي وترتدي صليبا ذهبيا مرصعا بالياقوت في إنجلترا.
إعادة بناء وجهها أضاءت جانبا من حياة النخبة المسيحية المبكرة في القرن السابع.
14 “الهوبيت”، أحد أقارب البشر المنقرضين
في إندونيسيا، عثر على بقايا إنسان فلوريسي صغير الحجم لم يتجاوز طوله 106 سم.
وباستخدام مسح الجمجمة ومقارنة مع جمجمة إنسان وشمبانزي معاصرين، تمكن الباحثون من تقريب ملامحه بشكل واقعي.
15 امرأة من العصر الحجري بجمهورية التشيك
تم اكتشاف جمجمة فتاة عمرها 17 عاما عاشت قبل نحو 31 ألف عام، وعادت الدراسات الحديثة لتؤكد أنها من أقدم أنواع الإنسان العاقل التي عُثر عليها في أوروبا، مع إعادة بناء وجهها وفقا للمعايير العلمية الدقيقة.
16 امرأة من العصر البرونزي في إسبانيا
تم العثور على بقايا رجل وامرأة في إناء خزفي في موقع “لا ألمولويا”، وأعاد الرسام العلمي بناء وجه المرأة باستخدام أجزاء من جمجمتها وتاجها الفضي، لتوضيح ملامحها الدقيقة ومكانتها الاجتماعية.
17 امرأة من العصر الحجري في السويد
بقايا هيكل عظمي لامرأة في أواخر العشرينيات من عمرها أعيد بناء وجهها باستخدام جمجمتها الممسوحة ضوئيا، مع مراعاة معلومات عن الهجرة إلى الدول الإسكندنافية القديمة، ما منح الباحثين صورة واقعية عن ملامحها.
18 بوهيميا البرونزية
تم العثور على عظام امرأة ثرية من مقبرة قرب قرية ميكولوفيتسه بجمهورية التشيك، تعود بين 1880 و1750 قبل الميلاد.
كانت المرأة جزءا من ثقافة أونيتيس، وعُثر معها على خمسة أساور برونزية وقرطان ذهبي وقلادة تضم أكثر من 400 حبة كهرمان.
19 امرأة من بينانغ في ماليزيا
باستخدام مزيج من الصور ثلاثية الأبعاد للأشخاص المعاصرين والمسح المقطعي المحوسب، أعاد الباحثون بناء وجه امرأة عمرها 40 عاما عاشت في العصر الحجري الحديث قبل حوالي 5700 عام، لتقدم تصورا دقيقا عن الملامح البشرية في تلك الحقبة.
20 امرأة اسكتلندية من العصور الوسطى
إعادة بناء وجهها باستخدام تقنيات الطب الشرعي أظهرت دقة مذهلة في ملامح الجمجمة، وأتاح للباحثين إلقاء نظرة شاملة على حياة النساء في اسكتلندا خلال العصور الوسطى.
21 كاهن وأسقف اسكتلنديان
في نفس سرداب القرون الوسطى، أُعيد بناء وجهي رجلين، أحدهما كاهن والآخر أسقف، باستخدام مسح ثلاثي الأبعاد لكل جمجمة، مع التركيز على التفاصيل الدقيقة مثل الحنك المشقوق والشفة الأرنبية.
22 شاب نياندرتال من هولندا
تم بناء نموذج وجه “كريجن” باستخدام قطعة جمجمة فقط عُثر عليها في قاع بحر الشمال، ليعكس ملامحه البشرية البدائية بما في ذلك الورم فوق حاجبه الأيمن.
23 ثلاثة مصريون قدماء
باستخدام الحمض النووي للمومياوات من مدينة أبوصير الملق، أعاد الباحثون بناء وجوه ثلاثة رجال عاشوا قبل أكثر من ألفي عام، في سن الخامسة والعشرين، عبر تقنية التنميط الظاهري للحمض النووي الجنائي.
24 والد الملك توت
تمت إعادة بناء وجه فرعون يُعتقد أنه أخناتون، والد توت عنخ آمون، باستخدام بقايا مومياء من وادي الملوك، مع حذف الزينة والتركيز على الملامح الحقيقية للفرد.
25 مصاص دماء” القرن الثامن عشر
في غريسولد، كونيتيكت، وجدت رفات رجل توفي عن عمر 55 عاما، وُضعت عظام فخذه متقاطعة مع صدره، نتيجة اعتقاد السكان المحليين بأنه مصاص دماء، وهو اعتقاد شائع بين ضحايا السل في تلك الفترة، رغم عدم وجود أي أنياب أو علامات حقيقية لمصاص الدماء.
26 رجل من العصر الحجري على رمح
عُثر على جمجمة رجل في الخمسينيات من عمره، توفي قبل نحو 8000 عام في موتالا بالسويد، مثبتة على وتد. رغم فقدانه لفكه، أعيد بناء الفم باستخدام قياسات الجمجمة الأخرى.
27 أفجي
أعاد النحات السويدي أوسكار نيلسون بناء وجه امرأة عاشت قبل 9000 عام في وسط اليونان، مستخدما مسح العظام الأصلي وطباعة ثلاثية الأبعاد للجمجمة، ثم وضع العضلات والجلد السيليكوني.
استغرق النحات حوالي 220 ساعة لإعادة تشكيل عضلات الوجه بدقة، لتظهر أفجي كما كانت في حياتها، رغم قلة المعلومات عن حياتها.
28 طفل مصري صغير
استخدم علماء في النمسا وألمانيا المسح المقطعي لمومياء صبي من مقبرة قريبة من هرم هوارة، جنوب غرب القاهرة، لإعادة بناء وجهه ثلاثي الأبعاد.
أظهرت المقارنة أن الصورة الرقمية كانت دقيقة للغاية، مع فارق وحيد وهو أن الصبي بدا أكبر قليلا من عمره الحقيقي بين 50 ق.م و100 م.
29 امرأة “شامان” قديمة
عثر على امرأة من السويد دفنت منتصبة في قبر بسكيتهولم، بين 5500 و4600 ق.م، ترتدي عباءة من الريش وقلادة من الأردواز وحزاما مصنوعا من 130 سنا حيوانيا.
أشارت بقاياها إلى أنها كانت شخصية مرموقة ومهمة في مجتمع الصيد وجمع الثمار.
30 امرأة نياندرتال من جبل طارق
بقايا امرأة نياندرتال عاشت قبل 40 ألف عام، تم دفنها مع طفل صغير على صدرها، مما يشير إلى وفاتها أثناء الولادة في العصر الحجري الحديث.
31 امرأة وايت هوك
عاشت قبل 5500 عام في إنجلترا، ويبدو أنها ماتت أثناء الولادة، وتم دفنها مع تمائم حظ لحمايتها من الشر.
32 أوتزي رجل الجليد
اكتشف في جبال الألب، عاش بين 3350 و3100 ق.م، وتوفي عن عمر 46 عاما، وأظهر إعادة البناء الرقمي أنفه طويل وعيناه غائرتان وبشرته وشعره متآكل.
33 الملك هنري السابع
أعاد الفنان مات لوغري بناء وجه الملك الإنجليزي باستخدام قناع الموت الخاص به من عام 1509، موضحا ملامحه الطبيعية بعيدا عن تصوير شكسبير الكاريكاتوري.
34 هيلدا الدرويدية
عاشت في العصر الحديدي باسكتلندا، وعمرها عند الوفاة تجاوز الستين، وعُثر على جمجمتها الخالية من الأسنان قبالة الساحل الشمالي لاسكتلندا، وأظهر النموذج الشمعي تجاعيدًا وعزيمة واضحة.
35 جثث المستنقع في كراموند
شملت ثمانية بالغين وخمسة رضع، وكان معظمهم مسافرون من مناطق بعيدة، حيث أظهرت إعادة البناء أن العديد منهم ماتوا في ظروف عنيفة.
36 بلير أثول مان
رجل عاش قبل حوالي 1600 عام في اسكتلندا، لم يكن من سكان المنطقة، وأظهر التحليل الكيميائي أنه قضى حياته لاحقًا قرب الساحل.
37 الملك ريتشارد الثالث
أعيد بناء وجهه بعد اكتشاف رفاته في ليستر، إنجلترا، ليظهر وجها أكثر لطفا مقارنة بالتصوير المسرحي لشخصيته.
38 ملكة واري القديمة
عاشت قبل 1200 عام في بيرو، وعُثر على جمجمتها ضمن ضريح هرمي فخم، وتم إعادة بناء وجهها باستخدام طين النمذجة.
39 امرأة دينيسوفان
فتاة عمرها 13 عاما من نوع بشري منقرض، عاشت قبل 200 ألف عام، وأظهر إعادة البناء أنها كانت تمتلك رؤوسًا أعرض وأقواس أسنان أطول من النياندرتال والإنسان الحديث.
40 رجل كرومانيون
عاش في أوروبا بين 40 ألف و10 آلاف عام، وأظهرت الدراسات أنه على الأرجح كان ذو بشرة داكنة.
41 رجل سلونك هيل
مدفون في المملكة المتحدة، عاش منذ 2400 إلى 2200 عام، ويعتقد أن بشرته أفتح وشعره وعيناه داكنتان.
42 امرأة باتشام
عاشت جنوب إنجلترا في العصر الروماني البريطاني، ويُرجّح أنها قُتلت بين 25 و35 عامًا، وكانت لها عيون زرقاء وشعر أشقر.
43 رجل طريق ستافورد
عاش حوالي عام 500 ميلادي، وتوفي بسبب مضاعفات ألم الأسنان، وكان محاربًا محتملًا وفق أسلحة قبره.
44 مومياء أنثى مصرية
أعاد فريق مشروع وارسو بناء وجه المرأة الغامضة باستخدام تقنيات التصوير المقطعي والأشعة السينية، مع مقارنة عدة طرق لإعادة البناء للتأكد من دقة الملامح.
45 نزلة خاطر 2
عاش قبل 30 ألف سنة في وادي النيل، مصر، وكان عمره عند الوفاة بين 17 و29 عامًا، وأعيد بناء وجهه رقميًا باستخدام التصوير الفوتوغرامتري، وهو أقدم مثال على الإنسان العاقل في مصر.