ربما لا نراها اليوم بالعين المجردة بسبب التلوث الضوئي، لكن أجدادنا قبل آلاف السنين كان بمقدورهم رؤية مجرتنا درب التبانة بشكل أوضح، حيث تغطي سماء الليل بمجموعاتها النجمية المألوفة وجداول النجوم الكثيفة.
من الصعب رؤية الجمال الكامل لمجرتنا بالعين المجردة، ولكن بمساعدة الكاميرات الحديثة، يمكن للمصورين التقاطها بتفاصيل نابضة بالحياة.
وتعرض مسابقة مصور درب التبانة السنوية صورًا مذهلة تسلط الضوء على عظمة منزلنا السماوي. هنا، نستكشف مجرتنا المذهلة من خلال عدسة الفائزين لهذا العام.
بحيرة البرق.. توم راي
يقطع الشريط الجريء لمجرة درب التبانة السماء وهو يصطدم بقمة أوراكي في جبل كوك، أعلى جبل في نيوزيلندا. سافر توم راي عبر وادي جليدي لالتقاط صورة للسماء المتوهجة مقابل البحيرة الزرقاء السماوية والتضاريس الجليدية في إحدى ليالي الشتاء.
عرين الأسود.. لورينزو رانييري تينتي
التقط لورنزو رانييري تينتي هذه الصورة الجذابة للألوان المتعددة لمجرة درب التبانة في سماء الليل، في محمية الأسود الجبلية في صحراء أتاكاما في تشيلي موطن العديد من التلسكوبات الفلكية، بما في ذلك مرصد فيرا سي روبين المرتقب، وكذلك الكوجر (Puma concolor).
الألعاب النارية الجوية.. جوليان لوتن
تبدو الصورة وكأنها مأخوذة في وسط فقاعة، تلتقط هذه الصورة البانورامية قوس درب التبانة بأكمله إلى جانب وهج هوائي مذهل يضيء سماء الليل في جنوب غرب فرنسا.
التقط جوليان لوتن ودمج صورا بانورامية لـ 40 تعريضًا مختلفًا لالتقاط الأشرطة متعددة الألوان. وقال لوتن: “تحدث هذه الظاهرة الطبيعية بسبب تفاعل كيميائي في الغلاف الجوي العلوي، ينبعث منه ضوء خافت يُعرف باسم اللمعان الكيميائي”.
شجرة الزجاجة المزهرة.. روزيتسا ديميتروفا
تلتقط هذه الصورة المذهلة مجرة درب التبانة فوق شجرة الزجاجة المزهرة (Adenium socotranum) وهي شجرة لا توجد إلا في جزيرة سقطرى اليمنية.
استغلت روزيتسا ديميتروفا غياب التلوث الضوئي في الجزيرة لالتقاط هذه الصورة المذهلة. وقالت ديميتروفا: “السماء الليلية في سقطرى مصنفة على أنها بورتل 1 على مقياس السماء المظلمة وهو أحلك ما يمكن أن تحصل عليه”.
غرور الحياة.. ميخائيل مينكوف
في صحراء وادي رم في الأردن، والمعروفة أيضًا باسم وادي القمر، التقط ميخائيل مينكوف صورة لشخصية وحيدة في عالم آخر. في الأعلى، تتلألأ النجوم الساطعة في مجرة درب التبانة.
أرض العجائب المرصعة بالنجوم.. ستيفاني ثي
التقطت هذه الصورة فوق مدينة كاناب بولاية يوتا، حيث تغطي مجرة درب التبانة السماء فوق منظر طبيعي خلاب من التكوينات الصخرية المتوازنة، المعروفة باسم القلنسوات. تتشكل هذه التكوينات على مدى ملايين السنين بسبب التآكل.
العلاج بضوء النجوم.. كافان تشاي
في هذه الصورة المذهلة، تتقوس درب التبانة برشاقة فوق مخيمين على جبل أوراكي. صعد كافان تشاي إلى المخيم تحت الوهج الأثيري لسماء الليل، وهو مشهد وصفه في البيان بأنه “يخطف الأنفاس”.
الطريق إلى الجنة الشتوية.. أندريا كورزي
فوق الممر الجبلي المرتفع لباسو جياو في إيطاليا، يضيء الشريط اللامع لمجرة درب التبانة على الأرض المغطاة بالثلوج. التقطت أندريا كورزي مجال رؤية للمجرة يبلغ حوالي 300 درجة بينما كانت الأجواء شديدة البرودة (8 درجات مئوية تحت الصفر).
السيمفونية السماوية فوق بحيرة صحراوية عالية.. كيري آن ليكي هيبورن
في هذه الصورة، التي التقطت على ارتفاع حوالي (4500 متر) فوق مستوى سطح البحر، تتوهج بحيرة هادئة تحت نسيج من نجوم درب التبانة في صحراء أتاكاما. لاحظت كيري آن ليكي هيبورن أنه خلال النهار ترتد أشعة الشمس من بركة المياه وكررت ذلك باستخدام مصباح يدوي لالتقاط المشهد السحري في الليل.
درب التبانة في بركة مجد الصباح.. جيري تشانج
تمت تسمية الربيع الحار لشبهه بزهرة ملونة. وقال تشانج في البيان إن مياهها الزرقاء الكريستالية الشهيرة تغيرت إلى اللون الأخضر الساطع بسبب التلوث.
مجرة فوق الكوخ.. راشيل روبرتس
في بعض الأحيان، تأتي أفضل الصور بشكل غير مخطط له على الإطلاق، وهذا بالضبط ما حدث في هذه الرحلة إلى كوخ بلوف، التي تقع في جبال الألب الجنوبية في الجزيرة الجنوبية لنيوزيلندا.
لا يمكن الوصول إليه إلا من خلال رحلة صعبة أو رحلة بطائرة هليكوبتر، وتقول راشيل: طلبت من قائد المروحية اختيار أفضل مكان للسماء الصافية في ذلك المساء. ولحسن الحظ، لم يخيب ظني، وتمكنت من التقاط صورة لدرب التبانة وهي تتقوس بشكل مهيب فوق الكوخ من أحد أحلك الأماكن على هذا الكوكب.
وقت أحلام مونجو.. جون روتر
هذه المناظر الطبيعية الشبيهة بالمريخ هي شواطئ بحيرة مونجو القديمة، التي تضم أقدم بقايا بشرية خارج أفريقيا وهو موقع مهم للبشرية. يمنحها موقعها البعيد سماء صافية، ما يسمح لك بالوقوف حيث فعل الأستراليون الأوائل ذات يوم والتحديق في نفس السماء التي رأوها منذ 100000 عام. إن جمال المناظر الطبيعية القاحلة التي تحملها الرياح والسماء البكر لا يحجبها إلا التاريخ الغني لهذه المنطقة.
أحلام الزهور.. براندت رايدر
تسبب نهر جوي في شتاء عام 2023 في سقوط كميات قياسية من الرطوبة في جبال سييرا الشرقية والسفوح المحيطة بهذه المنطقة. وكانت النتيجة واحدة من أفضل الأزهار البرية أو الأزهار الفائقة المسجلة في الولاية.
يقول براندت: كنت أعلم أنني أريد إنشاء صورة تنقل المشاهد إلى بحر من الزهور الأرجوانية التي تحيط بها جبال سييرا المغطاة بالثلوج ودرب التبانة التي ترتفع فوقها. وعلى الرغم من أن هذه البقعة كانت مميزة، إلا أن مجموعة الألوان المذهلة في سماء الليل التي التقطتها في هذه الليلة هي التي ترفع مستوى هذه الصورة حقًا.
الجمال الخفي.. ماكسيميليان هوفلينج
يقول ماكسيميليان: كانت مغامرتي الفلكية في تينيريفي لا تُنسى. توفر جزر الكناري، وخاصة تينيريفي، الظروف المثالية للتصوير الفلكي. في متنزه تيد الوطني، الذي يقع على ارتفاع حوالي 2000 متر، تكون السماء صافية تقريبًا، مع وجود سحب منخفضة تحمي أضواء المدينة، وتقلل من التلوث الضوئي.
هدفي الأساسي في التصوير الفلكي هو الكشف عن الجمال الخفي لسماء الليل وراء النجوم المرئية. أنا متحمس بشكل خاص لعرض مجرتنا، درب التبانة، بكل مجدها. وأعتقد أن هذه الصورة تحقق هذا الهدف بشكل مثير للإعجاب، حيث تلتقط التألق الساحر لمجرة درب التبانة على الخلفية النقية لسماء تينيريفي الليلية.
وادي قوس قزح.. بيلي فارلي
يقول فارلي: كانت رحلتي الأخيرة إلى المناطق النائية في وسط أستراليا تجربة مذهلة، حيث عرّضتني لاتساع المناطق النائية القاسية وبعض من أحلك سماء الليل الجنوبية في العالم. تلتقط هذه الصورة المشهد المذهل في محمية وادي قوس قزح، حيث تمتد مجرة درب التبانة الجنوبية برشاقة فوق تشكيل رائع من صخور الحجر الرملي الملونة. تنضح هذه المنطقة بسحر فريد من نوعه، بألوانها النابضة بالحياة وتكويناتها الجيولوجية المذهلة التي تخلق مناظر طبيعية ساحرة.
شجرة العرعر والمجرة.. بنيامين بركات
يقول بركات: تكشف حكمة العرعر عن نفسها في جذورها القديمة، الملتوية والمنحوتة على مدى آلاف السنين، والتي تحملت ويلات الزمن وعقبات لا حصر لها. وسط المد والجزر المتغير باستمرار، يبقى ثابت واحد: ارتباطه العميق بسماء الليل ودرب التبانة. تتشابك مساراتها وتتقارب، وتبلغ ذروتها في محاذاة مثالية. في تلك اللحظة المشؤومة، وجدت نفسي تحت أغصان العرعر، أحدق في الرقص الكوني أعلاه، وألتقط جوهره في سكون الليل.
المجرة متعددة الألوان.. كاري ليتيلير
يقول ليتيلير: هنا وادي قوس قزح، الذي يقع على ارتفاع حوالي 3200 متر فوق مستوى سطح البحر في صحراء أتاكاما داخل سلسلة جبال دوميكو.
تحت سماء الليل يوفر أواخر شهر أكتوبر منظرًا واسعًا بشكل مذهل لقبو السماء. يتميز الوادي بتركيبة جيولوجية فريدة من نوعها، في تلك الليلة، ساد الصمت، ما أتاح لنا رؤية ظلالنا مضاءة فقط بسطوع النجوم. لالتقاط هذا المشهد، قمت بإنشاء بانوراما بزاوية 360 درجة × 90 درجة مع 65 إطارًا باستخدام كاميرا معدلة فلكيًا ورأسًا بانوراميًا.
صورة للمجرة فوق بحيرة سوبيريور مينيسوتا.. مارك راسيل
يقول راسيل: بعد رحلة استغرقت 4.5 ساعات بالسيارة شمالًا، ومحاولة التغلب على ارتباك التوقيت الصيفي، وصلت في الوقت المناسب تمامًا لارتفاع النواة. بعد تجهيز معداتي، تسابقت مع الزمن لالتقاط جميع اللوحات قبل الفجر. شكلت نافذة الظلام القصيرة في شهر مارس تحديًا آخر.
وعلى الرغم من ذلك، تمكنت من إكمال إطارات السماء ومعظم المقدمات. يتطلب التعديل النهائي مزج المقدمة بسلاسة مع اقتراب الشفق. والنتيجة تجسد جمال وهدوء شواطئ بحيرة سوبيريور بشكل مثالي.
صورة للمجرة فوق جراوبوندن.. الكسندر فورست
تعد هذه البحيرة واحدة من أجمل البحيرات في سويسرا، وتشتهر بلونها الأزرق المذهل، وهي مثالية لتصوير درب التبانة في أواخر يوليو. يقول فورست: كانت خطتي الأصلية عبارة عن تصوير منفصل باستخدام مبيت تحت الماء ونموذج مارينا، لكن المبيت تعطل في المحاولة الأولى. ولحسن الحظ، قدمت البحيرة تركيبات جميلة أخرى.. جاءت الغيوم وذهبت، مهددة بحجب النجوم، لكن الحظ كان إلى جانبنا. كانت لدي رؤية واضحة لمجرة درب التبانة لمدة 30 دقيقة فقط قبل أن تختفي خلف السحب مرة أخرى.
