03:53 م
السبت 13 سبتمبر 2025
كتب محمود الهواري:
نجح فريق من الباحثين في تطوير شريحة صغيرة تعتمد تقنية الجيل السادس للاتصالات، قادرة على نقل الإشارات بسرعة مذهلة عبر تسعة نطاقات تردد لاسلكي، ما قد يغير مستقبل الإنترنت في المناطق الريفية ويجعل سرعات البيانات البطيئة شيئا من الماضي.
وتأتي هذه الشريحة بعد سنوات من الاعتماد على الجيل الخامس (5G)، الذي يستخدم عادة ترددات أقل من 6 جيجاهرتز ويحقق سرعات تنزيل تصل إلى نحو 300 ميجابت في الثانية في أفضل شبكاته، فيما يتوقع أن يوفر الجيل السادس 6 G سرعات تفوق 5G بعشرة آلاف مرة، مع إمكانية دعم التطبيقات عالية السرعة مثل الحوسبة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي والبث عالي الدقة.
وباستخدام نهج كهروضوئي مزدوج، تمكن الباحثون في الصين والولايات المتحدة من دمج الطيف اللاسلكي الكامل من 0.5 إلى 110 جيجاهرتز في شريحة صغيرة بقياس 0.07 × 0.43 بوصة، قادرة على تحقيق معدل نقل بيانات يزيد عن 100 جيجابت في الثانية، مع الحفاظ على استقرار الاتصال في النطاقات المنخفضة المستخدمة في المناطق النائية.
ويتيح هذا التصميم الجديد إعادة تكوين نطاقات التردد ديناميكيًا حسب الحاجة، ما يجعلها حلا شاملا للأجهزة المستقبلية التي ستحتاج إلى استخدام الموجات الدقيقة والموجات المليمترية ونطاقات التيراهيرتز، دون الحاجة إلى مكونات متعددة لكل نطاق.
وتعتمد الشريحة على نيوبات الليثيوم الرقيق (TFLN) لتعديل الضوء بسرعات عالية، ما يوفر نطاق ترددي أكبر وزمن وصول أقل، فيما تعتمد إدارة الطيف التكيفية على تجميع الإشارات وتبديلها بين الترددات المختلفة لتقليل مشاكل التداخل حتى في الفعاليات الكبرى والأماكن المزدحمة.
وقال وانج شينغ جون، الباحث الرئيسي في الدراسة، إن هذه التكنولوجيا تشبه بناء طريق سريع واسع للإشارات الإلكترونية، حيث تُمثل الإشارات المركبات وحارات التردد هي المسارات التي تتحرك عليها، ما يجعل الشريحة الجديدة خطوة كبيرة نحو شبكة اتصالات أسرع وأكثر موثوقية للجيل القادم من الأجهزة المحمولة.