02:09 م
الجمعة 05 سبتمبر 2025
وكالات
أطلقت حكومة طوكيو مقطع فيديو مولدا بالذكاء الاصطناعي يجسد سيناريو مرعبا لثوران بركان جبل فوجي، يظهر كيف يمكن أن تتحول العاصمة المزدحمة إلى مدينة مشلولة في غضون ساعات قليلة.
ورغم الصور المقلقة التي عرضت، أكدت السلطات أن البركان، الذي يغط في سبات منذ أكثر من ثلاثة قرون، لا يُشكل تهديدا وشيكا بالانفجار.
الفيديو، الذي انتشر على نطاق واسع منذ نشره في 22 أغسطس، صمم خصيصا بمناسبة يوم التأهب للكوارث البركانية 2025، ليكون بمثابة إعلان توعوي يُبرز المخاطر المحتملة في حال ثار البركان الأشهر في اليابان، والواقع على بُعد نحو 100 كيلومتر جنوب غرب العاصمة طوكيو.
ويحاكي المقطع كيف يمكن للرماد البركاني أن يصل إلى المدينة خلال ساعة أو ساعتين فقط، ليغطي طرقها ومبانيها وسككها الحديدية، ويؤدي إلى شلل كامل في شبكات النقل، وانقطاع الكهرباء، وتهديد صحة أكثر من 37 مليون شخص يعيشون في العاصمة.
وجاء في الترجمة المصاحبة للفيديو: “قد تأتي اللحظة دون سابق إنذار إذا ثار جبل فوجي، فقد يتساقط الرماد البركاني على طوكيو ويؤثر علينا بطرق متنوعة”.
ويأخذ الفيديو المشاهد في جولة افتراضية تبدأ بامرأة تتلقى تنبيها على هاتفها بشأن ثوران البركان، قبل أن يستعرض بالتفصيل تأثيرات الرماد على حركة القطارات والطائرات والطرق، حيث يكفي تراكم طفيف لإخراجها من الخدمة، فضلا عن تسببه في ضعف الرؤية وزيادة خطر الحوادث المرورية.
ويحذر الفيديو من أن كميات كبيرة من الرماد قد تسد شبكات الصرف الصحي وتلوث مصادر المياه وتؤدي لانهيار الأسقف الخشبية وانقطاع الكهرباء، بل وقد تغرق العاصمة في ظلام دامس نتيجة حجب أشعة الشمس. ويوضح المقطع المخاطر الصحية لاستنشاق الجزيئات البركانية، خاصة على مرضى الجهاز التنفسي.
جبل فوجي، الذي يبلغ ارتفاعه 3776 مترا ويعد أعلى قمة في اليابان، لم يثر منذ عام 1707، حين استمر تساقط الرماد أسبوعين متواصلين.
ورغم أن البركان كان يثور تاريخيا كل 30 عاما تقريبا، إلا أنه ظل خامدا منذ أكثر من 318 عاما، ما يثير مخاوف بعض اء من احتمالية انفجاره في أي وقت.
لكن الحكومة اليابانية شددت على أن الفيديو لا يستند إلى أي مؤشرات حقيقية على قرب حدوث ثوران، وإنما هو مجرد محاكاة لرفع الوعي.
وتضمنت الرسائل الإرشادية المرافقة للفيديو نصائح عملية للسكان، منها تخزين الطعام والمياه والأدوية ومستلزمات الإسعافات الأولية تحسبًا لأي طارئ، إذ يظهر أحد المقاطع أسرة يابانية تعرض لطفلها مخزنا مجهزا بالكامل بالمؤن.
الجدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تحذر فيها السلطات من الخطر المحتمل، إذ نشرت حكومة طوكيو في مارس الماضي توصيات تدعو السكان إلى تخزين مؤن تكفي أسبوعين في منازلهم باستمرار.