كتب : محمود الهواري



03:04 م


24/10/2025


تشهد صناعة الهواتف الذكية اتجاها تصاعديا في الأسعار، لكن بوتيرة أكثر استقرارا مقارنة بالسنوات الماضية، وذلك وفقا لتقديرات مؤسسة “Counterpoint Research” المتخصصة في أبحاث وتحليلات الأسواق العالمية بقطاع التكنولوجيا.

وبحسب المؤسسة من المتوقع أن يرتفع متوسط سعر الهاتف عالميا من نحو 370 دولارا خلال العام الحالي إلى أكثر من 412 دولارا بحلول عام 2029، بنسبة نمو سنوية تقترب من 3%.

وتشير التقديرات إلى أن الإيرادات الإجمالية للقطاع ستبلغ حوالي 564 مليار دولار بنهاية العقد، مدفوعة بزيادة أسعار البيع وتوسع سوق الهواتف الفاخرة، بينما تتراجع وتيرة نمو أعداد الأجهزة المبيعة.

وتبقى أمريكا الشمالية السوق الأكثر تأثيرا في رفع الأسعار، بفضل الإقبال على الطرز الفاخرة والحملات الترويجية المكثفة، إلى جانب الاهتمام المتزايد بالهواتف القابلة للطي، إذ تشير التوقعات إلى أن متوسط سعر الهواتف في المنطقة سيقترب من 984 دولارا بحلول 2026.

أما في الصين، فتتجه الأسعار للارتفاع بوتيرة أهدأ، مع استعادة “هواوي” موقعها القوي في السوق المحلي وتزايد الطلب على سلسلتي “Mate” و”P”، إلى جانب استمرار “آبل” في تحقيق مبيعات قوية لهواتف “برو”.

في المقابل، تواصل الهند الحفاظ على مكانتها كأحد أكثر الأسواق التي تقدم هواتف بأسعار منخفضة، إذ يتوقع أن يظل متوسط السعر دون 250 دولارا في 2025، مع زيادة تدريجية قد تصل إلى 287 دولارا بحلول 2029 مع اتساع قاعدة المشترين في المدن الصغيرة.

وعلى صعيد الشركات، تحافظ آبل على صدارتها لسوق الهواتف الفاخرة، إذ ينتظر أن يرتفع متوسط سعر أجهزتها من 919 دولارا في 2025 إلى نحو 1000 دولار في 2029، مدعوما بخطط الشركة لإطلاق أول هاتف قابل للطي عام 2026.
أما سامسونج فتواجه أداء أكثر تذبذبا، إذ تأثر متوسط مبيعاتها بتراجع الطلب على السلاسل الرائدة في بداية 2025، قبل أن تراهن على الهواتف القابلة للطي وتقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين نتائجها.

وفي خلفية هذه التحولات، تلعب التقنيات الجديدة دورا رئيسيا في ارتفاع الأسعار، إذ رفعت شركة TSMC التايوانية أسعار رقائقها المصنعة بتقنية 3 نانومتر (N3P) بنسب تراوحت بين 16% و24%، ما انعكس على تكاليف الإنتاج لدى شركات مثل “كوالكوم” و”ميدياتك”، التي تزود بدورها معظم الشركات المصنعة للهواتف بشرائح المعالجة.

ومن المتوقع أن تزداد الضغوط السعرية العام المقبل مع بدء الإنتاج التجاري للرقائق المصنعة بتقنية 2 نانومتر، والتي يتوقع أن تكون أغلى بنحو 50% مقارنة بالجيل السابق، خصوصا مع احتفاظ “آبل” بحصة كبيرة من القدرة الإنتاجية لمصنع TSMC.

وتشير التقديرات إلى أن الشركة ستنتج نحو 60 ألف شريحة 2 نانومتر شهريا، وهي التقنية التي ستعتمد عليها هواتف “آيفون 18” المقبلة، إلى جانب أجهزة “غالاكسي S26” من سامسونج.
وتتميز هذه الرقائق باستخدام ترانزستورات GateAllAround (GAA)، التي توفر أداء أعلى وكفاءة أكبر في استهلاك الطاقة.

ومع استمرار التنافس بين الشركات الكبرى على تبني أحدث التقنيات، يبدو أن عام 2026 سيكون نقطة تحول رئيسية في سوق الهواتف الذكية، من حيث الأسعار والمواصفات معا، مع دخول الجيل الجديد من المعالجات حيز الإنتاج التجاري، وارتفاع تكلفة الابتكار في مقابل توقعات بنمو متوازن ومستدام في السنوات المقبلة.

شاركها.