كتب محمود الهواري:


07:44 ص


15/12/2025

أقام ورثة سيدة أمريكية، قتلت على يد ابنها داخل منزلهما في ولاية كونيتيكت، دعوى قضائية بتهمة القتل الخاطئ ضد شركة “أوبن إيه آي” المطورة لروبوت الدردشة “شات جي بي تي”، وشريكتها التجارية “مايكروسوفت”، معتبرين أن الروبوت المدعوم بالذكاء الاصطناعي أسهم في تعزيز “أوهام مرضية” لدى الابن قبل إقدامه على قتل والدته ثم انتحاره.

وبحسب أوراق الدعوى، كان شتاينإريك سولبيرغ “56 عاما”، المدير التنفيذي السابق في شركة “ياهو”، قد أجرى محادثات مع “شات جي بي تي” قبل أن يقتل والدته سوزان إبيرسون آدامز التي تبلغ من العمر 83 عاما داخل منزلها في منطقة أولد غرينويتش أوائل أغسطس، ثم ينهي حياته بعد ذلك.

وتشير الدعوى، التي رفعت يوم الخميس أمام المحكمة العليا في ولاية كاليفورنيا بمدينة سان فرانسيسكو، إلى أن “أوبن إيه آي” “صممت ووزعت منتجا معيبا عزز أوهام المستخدم المرضية المتعلقة بوالدته”، وفق ما نقلته وكالة “أسوشيتد برس”.

وجاء في نص الدعوى أن محادثات الروبوت “عززت رسالة واحدة خطيرة مفادها أن سولبيرغ لا يمكنه الوثوق بأحد في حياته، باستثناء شات جي بي تي نفسه”، وهو ما أدى بحسب الورثة إلى تعميق اعتماده العاطفي على الروبوت، وتصوير الأشخاص المحيطين به بشكل ممنهج كأعداء.

وأضافت الدعوى أن الروبوت أخبره بأن والدته تراقبه، وأن سائقي التوصيل وموظفي المتاجر وضباط الشرطة، وحتى أصدقاءه، يعملون ضده، كما زعم أنه أبلغه بأن الأسماء المكتوبة على علب المشروبات الغازية تحمل تهديدات صادرة عن “دائرة خصومه”.

وشملت الدعوى اتهامات مباشرة إلى سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة “أوبن إيه آي”، بزعم “تجاهله شخصيا اعتراضات تتعلق بالسلامة والتعجيل بطرح المنتج في السوق”، إلى جانب اتهام شركة “مايكروسوفت” بالموافقة على إطلاق نسخة من “شات جي بي تي” عام 2024 رغم علمها، بحسب الدعوى، بأن اختبارات السلامة “تم اختصارها”.

ووردت في ملف القضية أسماء 20 موظفا ومستثمرا في “أوبن إيه آي” لم يكشف عن هوياتهم، أدرجوا كمدعى عليهم.

وكانت السلطات قد عثرت على سولبيرغ ووالدته متوفيين في 5 أغسطس داخل منزلها ذي الطراز الكولونيالي الهولندي، الذي تقدر قيمته بنحو 2.7 مليون دولار.

وفي بيان صدر يوم الخميس ونقلته “فوكس نيوز ديجيتال”، قال متحدث باسم “أوبن إيه آي”: “هذا وضع مفجع للغاية، وسنراجع الملفات لفهم التفاصيل”.

وأضاف أن الشركة “تواصل تحسين تدريب شات جي بي تي على التعرف إلى علامات الضيق النفسي أو العاطفي والاستجابة لها، وتهدئة المحادثات، وتوجيه الأشخاص نحو مصادر الدعم المتاحة على أرض الواقع”.

وأشار المتحدث إلى أن الشركة تعمل كذلك على “تعزيز استجابات شات جي بي تي في اللحظات الحساسة بالتعاون الوثيق مع مختصين في الصحة النفسية”.

في المقابل، تؤكد الدعوى أن روبوت الدردشة لم يقترح على سولبيرغ التواصل مع مختص في الصحة النفسية، ولم يرفض “الانخراط في محتوى وهمي” خلال محادثاته معه.

ولم تظهر المحادثات المتاحة للعامة أي نقاشات مباشرة تتعلق بانتحار سولبيرغ أو قتله لوالدته، فيما ذكرت الدعوى أن “أوبن إيه آي” رفضت تزويد ورثة آدامز بالسجل الكامل للمحادثات.

وتخوض “أوبن إيه آي” حاليا سبع دعاوى قضائية أخرى تتضمن اتهامات بأن “شات جي بي تي” أسهم في دفع أشخاص إلى الانتحار أو إلى تبني أوهام ضارة، حتى في حالات لم يكن أصحابها يعانون من مشكلات نفسية سابقة.

شاركها.