كتب : محمود الهواري


11:12 ص


15/12/2025

في مشهد فريد التقطه رائد فضاء، تحول نهر ألاباما لفترة وجيزة إلى ما يشبه تنينا صينيا ذهبيا متعرجا، نتيجة ظاهرة بصرية نادرة تعرف باسم “وميض الشمس”.

والتقطت الصورة المذهلة من الفضاء، لتظهر انعكاس أشعة الشمس على سطح الماء الهادئ للنهر، مانحة إياه لمعانا ذهبيا يشبه المرآة، إذ يعد هذا الانعكاس ظاهرة نادرة لا يمكن ملاحظتها إلا من المدار، حيث يبرز التباين بين الماء واليابسة بشكل مذهل.

ويمتد نهر ألاباما على طول 318 ميلا (512 كيلومترا)، من عاصمة الولاية مونتغمري، مرورا بمدن مثل برمنغهام وسيلما، وصولا إلى خليج موبايل حيث يصب في خليج المكسيك.

ويظهر في الصورة منعطف كبير على شكل حرف U يعرف باسم منعطف جي، ويحيط ببلدة بوكين الصغيرة، المعروفة بفنها الشعبي المميز.

ويعود التوهج الذهبي للنهر إلى انعكاس ضوء الشمس المثالي على سطح الماء الساكن، وهو ما يشبه بريق البحيرات أو المحيطات عند غروب الشمس، لكن هذه الظاهرة لا ترى إلا من الفضاء.

وتشكل انحناءات النهر الكبيرة والمياه الهادئة انعكاسا يشبه شكل التنين الصيني، وفقا لملاحظات رواد الفضاء ومستخدمي الإنترنت.

يمثل رأس “التنين” في الصورة خزان ويليام “بيل” دانيلي الاصطناعي، الذي أنشئ في ستينيات القرن الماضي عبر بناء سد جزئي على النهر لتوليد الطاقة الكهرومائية.

ويمتد الخزان على مساحة 70 كيلومترا مربعا (27 ميلًا مربعًا)، ويعد وجهة شهيرة لصيد الأسماك، خاصة أسماك الكرابي والباس والسلور.

وتظهر الصورة أيضا الفياض المحيطة بالنهر، مثل تشيلاتشي كريك وجيز بيند، الناتجة عن ارتفاع مستويات المياه بعد بناء السد.

وعادة ما تعكس معظم المسطحات المائية الضوء بشكل فضي، مما يجعل التوهج الذهبي لنهر ألاباما ظاهرة نادرة ولافتة للنظر، ويعود سبب اللون الذهبي جزئيا إلى تشتت الضوء في الغلاف الجوي بواسطة الغبار والضباب.

ويحرص رواد الفضاء على مراقبة ومضات الشمس باستمرار، لأنها تكشف عن ظواهر طبيعية خفية مثل الدوامات والأمواج الداخلية، وكذلك عن آثار الأنشطة البشرية، بما في ذلك السفن وبقع الزيت، وفقا للخدمة الوطنية للأقمار الصناعية البيئية والبيانات والمعلومات.

شاركها.