أعلنت شركة جوجل إيقاف زر “مساعدة الواجبات المنزلية” في متصفح كروم، وذلك بعد موجة انتقادات من أساتذة الجامعات في أنحاء الولايات المتحدة.

وأطلقت جوجل في أوائل سبتمبر، هذا الزر الذي يظهر تلقائيا على مواقع التعليم الإلكترونية، إذ تعتمد الميزة على خدمة Google Lens لمسح محتوى الاختبارات على الشاشة وتوليد إجابات باستخدام الذكاء الاصطناعي، حتى أثناء أداء الطلاب للاختبارات.

انتقادات للغش

وأثار إطلاق الميزة ردود فعل سريعة من جامعات مثل جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس (UCLA)، وجامعة كاليفورنيا في بيركلي (UC Berkeley)، وجامعة إيموري، حيث أكد أساتذة لتقارير واشنطن بوست أن الزر قد يسهل الغش بشكل كبير.

وقال إيان لينكليتر، أمين مكتبة في معهد كولومبيا البريطانية للتكنولوجيا: “جوجل تقوض النزاهة الأكاديمية بدفع الذكاء الاصطناعي في وجوه الطلاب أثناء الاختبارات”،مضيفا أن الشركة تحاول إجبار المعلمين على التخلي عن تنظيم الذكاء الاصطناعي في الفصول، وقد ينجح ذلك.

وتابع:”كروم لديه القدرة على تغيير سلوك الطلاب، ويبدو أن هذا هو الهدف”.

المخاوف حول النزاهة الأكاديمية وخصوصية البيانات

وانتقد النقاد الزر واعتبروه بمثابة “زر غش”، حيث يتجاوز سيطرة المعلمين ويضعف عملية التعلم بدلاً من دعمها.

وأعرب النقاد عن قلقهم من احتمال كشف بيانات الطلاب من مواقع الاختبارات أو الدورات المحمية بكلمات مرور.

وقال جيفري فاولر، مراسل واشنطن بوست: إن جوجل أبلغتهم أنها أوقفت الميزة مؤقتاً بعد عدة أيام من تواصله مع الشركة، لكنها لم تلتزم بإزالتها نهائيا.

وأوضح كريغ إيوير، المتحدث باسم جوجل: “الطلاب أخبرونا أنهم يقدرون الأدوات التي تساعدهم على التعلم بصريا، لذا نجري اختبارات لتسهيل الوصول إلى Lens أثناء التصفح.

وتابع “نستمر في التعاون مع المعلمين والشركاء لتحسين أدواتنا الداعمة لعملية التعلم”.

شركات البرمجيات التعليمية تعارض الغش

وقالت ميليسا لوبل، المسؤولة الأكاديمية في شركة Instructure صانعة برنامج Canvas: “نحن لا ندعم أو نوافق على هذه الأداة أو أي شيء يؤدي إلى خرق النزاهة الأكاديمية”.

وأضاف كولين هورجان، المتحدث باسم D2L (الشركة المطورة لبرنامج Brightspace): “نحن سعداء لإيقاف جوجل للميزة مؤقتًا، لكننا نشارك القلق بشأن النزاهة الأكاديمية وخصوصية بيانات الطلاب وأمنها”.

القلق من البيانات واختلاف ظهور الميزة

أبدى المعلمون قلقهم من الظهور غير المنتظم لأداة “مساعدة الواجبات المنزلية” على صفحات الدورات والاختبارات، وتساؤلوا عن كيفية اختيار المحتوى الذي تعرضه.

وأعرب بعضهم عن خشيتهم من إرسال بيانات من مواقع محمية بكلمات مرور إلى جوجل.

وصف سيج فريمان من كلية Chemeketa Community College هذه العملية بأنها “غير مسؤولة وغير أخلاقية”.

وأكد فاولر أن جوجل قالت إنها لا تحتفظ بالبيانات إلا لفترة مؤقتة أثناء المعالجة ولا تستخدمها لتدريب الذكاء الاصطناعي.

قيود على الإيقاف وحلول محدودة

يمكن للمدارس تعطيل الأداة عبر حسابات Google for Education، لكن هذا لا يغطي الجامعات حيث يستخدم الطلاب غالبًا أجهزتهم الشخصية.

وقال براندون كووك، أستاذ الفلسفة في جامعة مينيسوتا الحكومية في مانكاتو: “من المدهش أن تصف جوجل هذا الأمر بأنه ‘دعم عملية التعلم’.

وتابع ” أنا أفضل أن يأتي الطلاب إليّ طلبًا للمساعدة بدلًا من الاعتماد على هذه الأداة”.

شاركها.