كتب محمود الهواري:



02:33 م


25/09/2025


صعد تطبيق اجتماعي ناشئ يُدعى “نيون” (Neon) بسرعة إلى المرتبة الثانية على متجر “أبل” للتطبيقات، وسط موجة جدل واسعة حول ممارساته المثيرة للريبة.

ويعرض التطبيق على مستخدميه فرصة “كسب المال بسهولة” مقابل مشاركة مكالماتهم الهاتفية، ليبيع هذه التسجيلات لشركات الذكاء الاصطناعي.

كيف يعمل التطبيق؟

وفقا لشروط الخدمة، يقوم “نيون” بتسجيل المكالمات الهاتفية الواردة والصادرة، مدعيا أنه يحتفظ فقط بصوت المستخدم ما لم يكن الطرف الآخر أيضا مستخدما للتطبيق.

ويعرض التطبيق دفع 30 سنتا لكل دقيقة اتصال بين مستخدمي “نيون”، مع حد أقصى يصل إلى 30 دولارا يوميا، وفق الموقع الرسمي.

ويكمن المثير للجدل في أن هذه التسجيلات تباع مباشرة لشركات الذكاء الاصطناعي “لتطوير وتحسين نماذجها”، ما يثير تساؤلات حول الخصوصية والأمان.

وأظهرت بيانات شركة Appfigures أن “نيون” قفز من المركز 476 إلى المراتب العشر الأولى خلال أيام قليلة، ليحتل المرتبة الثانية بين تطبيقات التواصل الاجتماعي المجانية على أجهزة “آيفون”، وفق تقرير نشره موقع “تك كرانش”.

يشير خبراء قانونيون إلى أن التطبيق يستغل ثغرات في قوانين التنصت الأمريكية، إذ يكتفي بتسجيل طرف واحد لتفادي اشتراط موافقة الطرفين في بعض الولايات.

لكن المخاطر تتجاوز الجانب القانوني، إذ يمكن استخدام تسجيلات الصوت لاحقا في عمليات انتحال هوية أو احتيال رقمي، خاصة مع الترخيص الواسع الذي تمنحه الشركة لنفسها للتصرف في البيانات.

ويحذر خبراء الأمن السيبراني من إمكانية توليد مكالمات مزيفة أو نسخ أصوات شبيهة بالمستخدمين، ما يعرضهم وأصدقائهم لمخاطر كبيرة.

لم يعلق حتى الآن مؤسس التطبيق، أليكس كيام، على موجة الانتقادات، بينما يرى محللون أن صعود “نيون” يعكس استعداد شريحة من المستخدمين للتخلي عن خصوصيتهم مقابل مكاسب مالية سريعة، غير مدركين أن الثمن الحقيقي قد يكون أكبر بكثير.

شاركها.