03:39 م
الإثنين 01 سبتمبر 2025
وكالات
كشفت دراسة حديثة أن الغلاف الجوي للأرض سيتغير بشكل جذري خلال نحو مليار سنة، مع انخفاض مستويات الأكسجين وارتفاع الميثان، ما سيؤثر على الحياة كما نعرفها اليوم.
ووتوقع الدراسة، التي نشرت في مجلة Nature Geoscience، أن هذا التحول سيعيد الكوكب إلى حالة تشبه تلك التي كانت عليها قبل حدث الأكسدة العظيم منذ حوالي 2.4 مليار سنة.
وأشار الباحثون إلى أن انخفاض الأكسجين سيكون سريعا نسبيا عند حدوثه، ما يعني أن معظم أشكال الحياة المعتمدة عليه ستكون مهددة.
وقال عالم البيئة كازومي أوزاكي من جامعة توهو في اليابان: “لسنوات طويلة، ناقشنا عمر المحيط الحيوي للأرض استنادا إلى زيادة سطوع الشمس والدورات الجيوكيميائية العالمية للكربونات والسيليكات إحدى النتائج الأساسية لهذا الإطار هي الانخفاض المستمر في مستويات ثاني أكسيد الكربون والأكسجين، ما سيؤثر على القدرة على دعم الحياة”.
ويشير الفريق البحثي إلى أن هذه النتائج لها آثار مهمة على جهود اكتشاف علامات الحياة في الكواكب الأخرى، حيث أن الأكسجين الجوي قد لا يكون سمة دائمة للعوالم الصالحة للسكن.
وأضاف الباحثون: “من المرجح أن يؤدي انخفاض الأكسجين إلى مستويات تشبه الأرض في العصر الأركي، قبل حدوث الاحتباس الحراري الرطوبي وفقدان المياه السطحية”.
وللتوصل إلى هذه الاستنتاجات، اعتمد الباحثون على نماذج مفصلة للمحيط الحيوي للأرض، مع مراعاة زيادة إشعاع الشمس وانخفاض ثاني أكسيد الكربون، الذي يؤدي بدوره إلى قلة الكائنات الحية التي تقوم بالتمثيل الضوئي، وبالتالي تراجع الأكسجين.
وأوضح عالم الأرض كريس راينهارد من معهد جورجيا للتكنولوجيا: “انخفاض الأكسجين سيكون حادا للغاية، بمعدل يصل إلى نحو مليون مرة أقل مما هو موجود اليوم”.
وبينما كان العلماء يعتقدون سابقا أن زيادة إشعاع الشمس ستؤدي إلى تبخر مياه المحيطات خلال نحو ملياري سنة، توضح الدراسة أن انخفاض الأكسجين سيكون التهديد الأكبر للحياة أولا، قبل أي تأثير للمياه.
وتؤكد الدراسة أن الحياة الميكروبية اللاهوائية قد تستمر رغم التغيرات، بينما الحياة المعتمدة على الأكسجين ستواجه انقراضا تدريجيا.
وأضاف أوزاكي: “الغلاف الجوي بعد إزالة الأكسجين سيشهد مستويات مرتفعة من الميثان، منخفضة من ثاني أكسيد الكربون، وغيابا لطبقة الأوزون، مما يجعل الأرض عالما مليئا بأشكال الحياة اللاهوائية”.
وتوضح الدراسة أهمية البحث عن بصمات حياة أخرى غير الأكسجين عند استكشاف الكواكب الصالحة للسكن خارج النظام الشمسي، ضمن مشروع ناسا NExSS الذي يركز على قابلية الكواكب الأخرى للسكن.