كتب : محمود الهواري
02:14 م
28/10/2025
رصد علماء الفلك باستخدام مركبة الفضاء TESS التابعة لوكالة ناسا، ثلاثة كواكب شبيهة بالأرض تدور حول نظام نجمي مزدوج، في اكتشاف يعد الأول من نوعه في تاريخ علم الكواكب الخارجية.
يشير التقرير، الذي نشر في مجلة علم الفلك والفيزياء الفلكية، إلى أن الكواكب الثلاثة تدور ضمن نظام يعرف باسم TOI2267، وهو نظام ثنائي يبعد نحو 190 سنة ضوئية عن الأرض.
ويعد هذا الاكتشاف استثنائيا لأن النظريات السابقة كانت ترى أن الأنظمة الثنائية تعيق تكون الكواكب واستقرارها، بسبب الاضطرابات الجاذبية الناتجة عن دوران نجمين قريبين من بعضهما البعض.
وقال الباحث سيباستيان زونيغا فرنانديز من جامعة لييج: “تحليلنا يظهر ترتيبا كوكبيا فريدا إذ يعبر كوكبان أحد النجمين، بينما يعبر الثالث النجم المرافق، ما يجعل TOI2267 أول نظام ثنائي معروف تُرصد فيه كواكب عابرة حول كلا النجمين.”
ويصف العلماء المشهد بأنه أشبه بمشهد كوكب تاتوين في فيلم حرب النجوم، حيث يمكن رؤية نجمين يسطعان في السماء معا.
من جانبه، أوضح الباحث فرانسيسكو بوزويلوس من معهد الفيزياء الفلكية في الأندلس أن: “هذا الاكتشاف حطم عدة أرقام قياسية، فهو النظام الأكثر برودة وكثافة بين الأنظمة الثنائية التي تحتوي على كواكب معروفة، كما أنه أول نظام يُرصد فيه عبور الكواكب حول النجمين معا.”
جاء الاكتشاف الأولي بعد تحليل بيانات القمر الصناعي TESS باستخدام برنامج خاص يعرف باسم SHERLOCK، قبل أن تؤكد عمليات الرصد اللاحقة نتائجه عبر شبكة من التلسكوبات الروبوتية مثل SPECULOOS وTRAPPIST في كل من تشيلي وبلجيكا وتينيريفي.
وتم تصميم هذه المراصد خصيصًا لدراسة الكواكب الصغيرة حول النجوم الباردة والخافتة، مما مكن الفريق من تحديد طبيعة النظام بدقة.
ويرى العلماء أن هذا النظام يُعد “مختبرا طبيعيا” لدراسة كيفية تشكل الكواكب الصخرية واستمرارها في بيئات ديناميكية معقدة.
ومن المتوقع أن يواصل تلسكوب جيمس ويب الفضائي دراسته للكواكب الثلاثة في المرحلة المقبلة لقياس كُتلها وكثافاتها وربما تحليل تركيبها الجوي.
وختم زونيغا فرنانديز قائلا: “هذا النظام يمنحنا فرصة فريدة لاختبار حدود نظريات تكوّن الكواكب في بيئات صعبة، ويساعدنا على فهم تنوّع الأنظمة الكوكبية داخل مجرتنا بشكل أعمق”.
