03:56 م
الثلاثاء 09 سبتمبر 2025
وكالات
كشفت مشاهدات جديدة أجراها تلسكوب جيمس ويب الفضائي عن احتمال وجود غلاف جوي حول الكوكب الخارجي TRAPPIST1e، الذي يبعد نحو 40 سنة ضوئية عن الأرض، ما قد يجعله قادرا على دعم الحياة. وأظهرت التحليلات الأولية أن الكوكب، المشابه في حجمه لكوكبنا، يحمل تلميحات على وجود غلاف غازي قريب من غلاف الأرض، وهو ما قد يسهل بقاء الماء السائل على سطحه.
وبحسب ما نشرته مجلة ” The Astrophysical Journal Letters” في بحثين منفصلين، فإن هذه النتائج تعد خطوة جديدة ومهمة في رحلة البحث عن “الأرض الثانية”، رغم أن الصورة ما تزال غير مكتملة وتحتاج إلى مزيد من التدقيق العلمي.
توضح عالمة الفلك سارة سيجر من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، المشاركة في أحد البحثين، أن الكوكب TRAPPIST1e يظل واحدا من أكثر الكواكب إقناعا في المنطقة الصالحة للحياة.
وتقول: “هذه النتائج تقرّبنا خطوة من فهم طبيعة هذا العالم”، مشيرة إلى أن وجود أدلة تقلل من احتمالية تشابه غلافه مع المريخ أو الزهرة يعزز من فرضية غلاف جوي قد يسمح بالحياة.
ويعتبر العلماء أن الأرض هي المرجع الوحيد عند دراسة إمكانية وجود حياة في عوالم أخرى، كونها الكوكب الوحيد المعروف بقدرته على احتضانها.
ويشكل الماء السائل العنصر الأهم في هذه المعادلة، إذ لا يمكن أن يبقى مستقرا دون غلاف جوي يحميه من التبخر أو التجمد.
وكان نظام TRAPPIST1 قد اكتُشف عام 2016، ويضم سبعة كواكب صخرية تدور حول نجم قزم أحمر، يقع بعضها في “المنطقة الصالحة للحياة” لكن قربها من النجم يجعلها عرضة لتوهجات قوية قد تجرّدها من أجوائها.
قاد فريق علمي بقيادة نيستور إسبينوزا من معهد علوم تلسكوبات الفضاء (STScI) وناتالي ألين من جامعة جونز هوبكنز، رصد عبور الكوكب TRAPPIST1e أمام نجمه باستخدام تلسكوب جيمس ويب.
وقامت عالمة الفيزياء الفلكية آنا غليدن من MIT وزملاؤها بتحليل البيانات بحثًا عن إشارات غلاف جوي.
ورغم أن النتائج جاءت غامضة، فإنها بدت واعدة.
ويقول العالم رايان ماكدونالد من جامعة سانت أندروز: “الاحتمال الأكثر إثارة أن الكوكب يمتلك غلافا جويا ثانويا غنيا بالغازات الثقيلة مثل النيتروجين، لكن لا يمكننا استبعاد فرضية أنه مجرد صخرة عارية بلا غلاف.”
أظهرت التحليلات الطيفية مؤشرات على وجود ثاني أكسيد الكربون والميثان بنسب متفاوتة، إلى جانب احتمال كبير لوجود غاز النيتروجين الجزيئي، الذي يشكل نحو 78% من غلاف الأرض وإذا تأكد ذلك، فقد يصبح TRAPPIST1e أكثر الكواكب الخارجية شبهًا بالأرض حتى الآن.
رغم الحذر في التفسيرات، يرى العلماء أن هذه النتائج كافية لتشجيع المزيد من الرصد، حيث من المخطط أن تُجرى ملاحظات إضافية عبر تلسكوب جيمس ويب للتأكد من طبيعة الغلاف الجوي للكوكب.
وتقول غليدن: “نحن في المراحل الأولى من هذا النوع المذهل من العلوم تخيل أننا نقيس ضوء النجوم حول كواكب بحجم الأرض تبعد 40 سنة ضوئية، ونبحث عن دلائل على إمكانية الحياة هناك إنه حقا عصر جديد من الاستكشاف.”