01:41 م


الخميس 28 أغسطس 2025

وكالات

اكتشف العلماء بركا نادرة من المياه المالحة في قاع البحر الأحمر، وصفت بأنها من أكثر البيئات قسوة على سطح الكوكب، وقد تحمل مفاتيح لاكتشافات طبية مهمة.

وبحسب الدراسة، التي أجريت بالتعاون مع منظمة “أوشن إكس” (OceanX) غير الربحية لاستكشاف البحار، استخدم فريق من الباحثين بجامعة ميامي مركبة تعمل عن بعد لاستكشاف خليج العقبة، حيث رصدوا بركا ضخمة من المحلول الملحي على عمق يتجاوز الميل تحت سطح الماء، وعلى بُعد أقل من ميل من الساحل.

ويُعد هذا الاكتشاف استثناء مهما، إذ كان يُعتقد سابقا أن جميع برك المحلول الملحي في البحر الأحمر تقع على مسافة لا تقل عن 15.5 ميلا من الشاطئ.

ووفقا للباحثين، لا تُوجد مثل هذه البرك العميقة سوى في ثلاثة أماكن بالعالم: خليج المكسيك، والبحر الأبيض المتوسط، والبحر الأحمر.

وتتميز هذه البيئات بانعدام الأكسجين تماما، ما يجعلها قاتلة لأي كائن بحري يدخلها، لكنها في الوقت ذاته تعج بالحياة الميكروبية.

وقال سام بوركيس، رئيس قسم علوم الأرض البحرية بجامعة ميشيغان والمشرف على الدراسة، لموقع “لايف ساينس:

“فهمنا الحالي يشير إلى أن الحياة نشأت على الأرض في أعماق البحار، ومن شبه المؤكد أنها كانت بيئات خالية من الأكسجين. لذا تعد برك المياه المالحة مثالا حيا على الظروف الأولى التي قد تكون ساعدت على ظهور الحياة على كوكبنا، كما قد توجه أبحاثنا في البحث عن حياة محتملة في عوالم مائية أخرى داخل نظامنا الشمسي وخارجه.”

ويرى العلماء أن هذه البرك القاسية تُخزن معلومات مهمة عن التغيرات المناخية عبر آلاف السنين، بما في ذلك آثار موجات تسونامي قديمة، وفيضانات مفاجئة، وزلازل تاريخية.

ويأمل الباحثون في أن تسهم دراسة هذه البيانات في فهم أفضل للتاريخ الجيولوجي للمنطقة والتنبؤ بالتغيرات المستقبلية التي قد تؤثر على بنيتها التحتية.

كما يطمح الفريق إلى استغلال الميكروبات التي تعيش في هذه البيئات النادرة لتطوير علاجات طبية جديدة، خصوصا أن بركا أخرى في البحر الأحمر أظهرت احتواءها على جزيئات نشطة بيولوجيا بخصائص واعدة مضادة للبكتيريا والسرطان.

شاركها.