مصراوي
كشف فريق دولي متعدد التخصصات من الباحثين عن آلية دماغية خفية تتحكم في الشعور بالجوع، حيث تم تحديد بروتين صغير يعمل “كدليل” لتوصيل مستقبل الشهية الرئيسي إلى سطح الخلية، مما يزيد من إشارات “الشبع”.
وبحسب الدراسة في “Nature Communications” وشارك فيها باحثون من مركز الأبحاث التعاونية في ألمانيا، بالإضافة إلى مؤسسات في كندا والمملكة المتحدة، يتوقع أن يلهم هذا الاكتشاف علاجات جديدة تستهدف السمنة والأمراض الأيضية المرتبطة بها.
وركزت الدراسة على مستقبل MC4R، وهو مستقبل أساسي في تنظيم الشهية، وتعد التغيرات في جينه من أكثر العوامل الوراثية شيوعًا المرتبطة بالسمنة المفرطة.
وباستخدام تقنيات المجهر الفلوري المتقدم وتصوير الخلية الواحدة، اكتشف الباحثون أن بروتينا يُسمى MRAP2 يلعب دورا حاسما. فبدلا من أن يؤثر مباشرةً على الإشارة، يعمل البروتين كمرشد، حيث يعد ضروريًا لنقل مستقبلات MC4R إلى سطح الخلية العصبية.
وبمجرد وصولها، تستطيع هذه المستقبلات إرسال إشارات مثبطة للشهية بشكل أكثر فعالية، أي تفعيل شعور “أنا ممتلئ”.
وتسلط هذه الرؤية الجديدة الضوء على مستوى إضافي من التحكم في تنظيم الجوع، مما قد يمهد الطريق لتطوير أدوية تُحاكي أو تُعدّل نشاط MRAP2.
وأوضح الدكتور باتريك شيرير، المؤلف المشارك للدراسة من معهد الفيزياء الطبية والفيزياء الحيوية في شاريتيه، أهمية هذا الفهم: “إن معرفة التركيبات ثلاثية الأبعاد للمستقبل النشط مكنتنا من فهم البيانات الوظيفية الجديدة بشكل أفضل”، مشيراً إلى أن هذه المعلومات مرتبطة بالعمل على أدوية معتمدة مثل سيتميلانوتيد، الذي يُنشّط هذا المستقبل ويقلل من الشعور بالجوع.
من جانبها، أشارت البروفيسورة هايكه بيبرمان، المؤلفة الرئيسية المشاركة وقائدة المشروع في مركز أبحاث السرطان 1423، إلى أن “هذا الجهد الدولي متعدد التخصصات جمع بين أساليب ووجهات نظر تجريبية متعددة للكشف عن رؤى فسيولوجية ومرضية رئيسية في تنظيم الشهية، مع إمكانية تحقيق تأثير سريري.”
وشددت البروفيسورة أنيت بيكسيكينجر، المتحدثة باسم مركز CRC 1423، على فخر المركز بالمساهمة في فهم آليات نقل وتوافر المستقبلات الحيوية.
ويعد هذا البحث نموذجًا لقوة العلوم متعددة التخصصات، حيث جمع خبراء في المجهر الفلوري وعلم الأدوية الجزيئي وعلم الأحياء البنيوي.