11:36 ص
الإثنين 15 مايو 2023
كشفت دراسة جديدة عن أنّ انقطاع النفس النومي غير المنضبط، وهو اضطراب يتوقف فيه الأشخاص عن التنفس لمدة 10 ثوانٍ أو أكثر في المرة الواحدة مرات عدة في الليلة، قد يضر بصحة المخ مستقبلًا.
وتشير بيانات إحصائية إلى أن نحو 936 مليون بالغ في جميع أنحاء العالم تتراوح أعمارهم بين 30 و69 سنة قد يعانون من توقف التنفس أثناء النوم. وإذا كان انقطاع النفس النومي شديدًا ولم يتم علاجه، فإن الأشخاص عرضة لخطر الوفاة بمعدل ثلاثة أضعاف لأي سبب.
وأظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين يعانون من انقطاع النفس النومي الحاد، والذين يقضون وقتا أقل خلال مرحلة النوم العميق، أصيبوا بضرر أكبر في المادة البيضاء في المخ مقارنة مع الأشخاص الذين يعانون من نوم الموجة البطيئة.
والمادة البيضاء هي الأنسجة التي تشكل الروابط بين خلايا المخ وبقية الجهاز العصبي. وعند فحص الدماغ، تظهر بقع بيضاء صغيرة، تُسمى فرط كثافة المادة البيضاء، حجم الضرر، وفقا لشبكة سي إن إن.
وقال الدكتور دييجو كارفاليو، المؤلف المشارك في الدراسة، وطبيب الأعصاب في “مايو كلينك”، إنه لا يوجد علاج لمثل هذه التغييرات في الدماغ، وإننا نحتاج إلى إيجاد طرق لمنع حدوثها أو الحد من تفاقمها.
ويربط اء بين فرط كثافة المادة البيضاء وضعف قدرة المخ على معالجة المعلومات، والانتباه، والتذكر. كما تم ربط المستويات المنخفضة من المادة البيضاء بمشاكل الصحة العقلية مثل الاكتئاب، والقلق، والانفعال.
وقالت كريستين كنوتسون، اختصاصية النوم والأستاذة المساعدة في طب الأعصاب والطب الوقائي بكلية فاينبيرج للطب في جامعة نورث وسترن الأمريكية “وجدنا أيضًا ارتباطات بين نوعية النوم السيئة وارتفاع ضغط الدم، ويمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى ضرر في المخ قد يصل إلى السكتة الدماغية”.
وحسب الدراسة، التي نُشرت في مجلة Neurology فإن مثل هذه التغييرات في المادة البيضاء ترتبط بزيادة خطر التدهور المعرفي، والزهايمر، وأنواع الخرف.
وتفيد المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها أن النوم العميق يُعتبر أحد أفضل مؤشرات جودة النوم، لأنه يجب أن يحصل الشخص عادةً على نوم غير متقطع نسبيًا لتحقيق ذلك. ونظرًا لأن كل دورة نوم تستغرق 90 دقيقة تقريبًا، فإن غالبية البالغين يحتاجون إلى 7 أو 8 ساعات من النوم غير المنقطع نسبيًا لتحقيق النوم الصحي.
والأشخاص الذين يعانون من توقف التنفس أثناء النوم يمكن أن يستيقظوا عشرات المرات جزئيًا خلال الليل أثناء الشخير أو اللهاث من أجل التنفس. ويسبب هذا صعوبة الحصول على قسط كافٍ من النوم العميق والانتقال إلى المرحلة النهائية، التي تُسمى حركة العين السريعة أو نوم الريم، حيث تحدث الأحلام.
وأظهرت الدراسات أن فقدان نوم حركة العين السريعة، قد يؤدي إلى عجز في الذاكرة، وضعف النتائج المعرفية، بالإضافة إلى أمراض القلب والأمراض المزمنة الأخرى، والموت المبكر.
