“سيارات البوطا الغاز”.. قنابل النقل السري تهدد سلامة الركاب وتشوه عاصمة الاقتصاد

في الوقت الذي يحاول فيه المواطنون البيضاويون التأقلم مع موجة الإصلاحات التي تشهدها مدينة الدار البيضاء منذ مجيء الوالي محمد امهيدية، والتكيف مع التحولات الجارية بالأشغال استعدادًا للمحافل القارية والدولية، لا تزال بعض الممارسات الشاذة، تطغى على مواقع حيوية بالعاصمة الاقتصادية، علماً أن هذه النقاط الرئيسية بالمدينة قد شهدت تطورًا ملحوظًا خاصة على مستوى البنيات التحتية.
وبات شارع محمد السادس بالمدينة، المعروف بين البيضاويين باسم “طريق مديونة”، الذي يتوفر على أحدث وسائل النقل، أبرزها “الترامواي” و”الباصواي”، يعاني من طغيان أصحاب “النقل السري”، الذين أنشأوا أمام مرأى ومسمع السلطات الأمنية والمحلية محطة فوق ممر “الحافلات الكهربائية”، رغم تدخل رجال الأمن في مرات عديدة لفض التجمعات العشوائية لممتهني هذه الخدمة.
ويتجمع أصحاب “النقل السري” بمختلف أنواعهم سواء بالسيارات التي تشتغل بـ”البوطا غاز” أو الدراجات النارية المعدلة وغير المرقمة، فوق ممر الباصواي بحثًا عن زبائن لنقلهم إلى وجهاتهم، التي تكون في الأغلب منطقة مديونة أو الدروة، وأحيانًا مدينة برشيد.
وحسب شهادات متفرقة استقتها جريدة “” من ساكنة المنطقة، وأيضًا من الأشخاص الذين يترددون باستمرار على المنطقة التي تقع في دائرة نفوذ مقاطعة سباتة، فإن أصحاب النقل السري بواسطة السيارات ينقلون الأشخاص الذين يترددون على منطقة الدروة أو مديونة أو المناطق المجاورة لها بحثا على استهلاك الممنوعات.
وأكدت شهادات متطابقة أن أصحاب النقل السري بواسطة الدراجات النارية يعمل بعضهم في ترويج المخدرات، وخاصة المخدر الفتاك “البوفا”، بالإضافة إلى الأقراص المهلوسة ومخدر الشيرا، علماً أن أغلبهم يأتون من المناطق المجاورة للدار البيضاء، وهي معقل انتشار شتى أنواع الممنوعات.
وقال يونس بولاق، رئيس الجامعة المغربية للمقاولات الصغرى والمتوسطة للنقل، إن النقل السري بشارع محمد السادس، أو ما يُعرف عند البيضاويين باسم “طريق مديونة”، بات يشكل خطرًا حقيقيًا على المواطنين، بسبب تهور سائقي السيارات والدراجات النارية، مما يهدد حياة المارة”، مشددا على ضرورة”تدخل على السلطات المختصة للحد من خطورة هؤلاء الأشخاص الذين يشتغلون بشكل عشوائي وبدون أي سند قانوني”.
وأضاف بولاق، في تصريح لجريدة “”، أن أصحاب سيارات أو دراجات النقل السري، يستغلون صعوبات وصول وسائل النقل القانونية إلى بعض الأماكن، بينما يتجاهل أغلب المواطنين هذه الوسائل غير القانونية، علما أن المنطقة تتوفر على خطوط الترامواي والباصواي إلى جانب سيارات الأجرة الصغيرة والكبيرة”.
وتابع المتحدث عينه: “يقوم النقل السري في المنطقة المذكورة على نقل المواطنين إلى محيط الدار البيضاء، سواء منطقة مديونة أو الدروة أو برشيد”، مشددا أنه “على السلطات أن تضرب بيد من حديد على كل الممارسين لهذه المهنة، لاسيما أن المغرب مقبل على تنظيم تظاهرات رياضية قارية وعالمية”.
وسجل الفاعل المهني ضرورة تدخل الجهات المختصة للبحث عن سبل إنهاء هذه الظاهرة، وتقنين خدمات أخرى أكثر أمانًا”، مضيفا أنه “يعد النقل السري من بين الأسباب التي تؤدي إلى وقوع حوادث السير وإصابات خطيرة، خاصة إذا كانت المحاور الطرقية ضيقة أو غير معبدة بالشكل المطلوب”.
وأشار بولاق إلى أن “أغلب السيارات التي تُستخدم في النقل السري تشتغل بـ”البوطا غاز”، وهذا من أكبر المخاطر التي تهدد المواطنين الذين يختارون هذه الوسائل للتنقل، على غرار الدراجات النارية المعدلة، التي أصبحت خطراً يقض مضجع جميع المواطنين بالمنطقة”.
وأوضح أيضا أنه “على السلطات بمدينة الدار البيضاء أن تأخذ هذا الموضوع على محمل الجد، خاصة أن المدينة تسير بوتيرة نمو سريعة، وأن مثل هذه المشاهد تخدش صورتها وتضعها في خانة المدن الهجينة، التي تنحصر بين التنمية والتهميش”.
المصدر: العمق المغربي