اخبار المغرب

كلاب ضالة تنهش مسنا بـ”الوطية” وغياب مصل “السعار” بجهة كلميم يعود للواجهة

تحولت مشكلة الكلاب الضالة إلى مصدر قلق كبير لسكان الجماعات الترابية في منطقة كلميم وادنون، نظرًا للخطر الذي تشكله على صحة وسلامة الأفراد، وتأثيرها السلبي على نوعية حياتهم. هذا الوضع أثار قلق العديد من الناس، الذين بدأوا بدق ناقوس الخطر، مطالبين المسؤولين بضرورة اتخاذ إجراءات فعّالة للحد من مخاطر هذه الظاهرة.

النموذج من جماعة الوطية التابعة ترابياً لإقليم طانطان، التي شهدت في الأشهر الأخيرة ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد الكلاب الضالة، وقد تم تسجيل عدة حوادث تؤكد الخطر الكبير الذي باتت تشكله هذه الحيوانات الضالة، وكان آخرها إصابة رجل في الستين من عمره بجروح بالغة نتيجة لعضات كلاب ضالة صباح يوم الإثنين الماضي.

ووفق المعلومات التي حصلت عليها جريدة “العمق”، فإن المعني الذي يدعى ب.الركيبي، والبالغ من عمره حوالي 68 سنة، قد تعرض لهجوم شرس من قبل الكلاب الضالة، وذلك حينما كان يجلس أمام بيته في حي المخيم بالوطية، ما تسبب له في جروح خطيرة على مستوى الأذن والظهر ومناطق أخرى متفرقة من جسده، الأمر الذي تطلب نقله صوب المركز الصحي الحضري الوطية، إلا أنه تفاجأ كغيره من الضحايا السابقين بعدم توفر المرفق الصحي المذكور على مصل وحقن ضد داء الكلب، الأمر الذي أثار استياء كبيرا في صفوف عائلة وأقارب الضحية.

وفي تصريح خص به لجريدة “العمق”، أوضح المدير الجهوي لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بجهة كلميم واد نون، بونان إبراهيم، أن الواقعة، تزامنت فعلا مع نفاذ مخزون الأمصال المضادة للسعار أو “داء الكلب” في المركز الصحي الحضري بالوطية خلال اليومين الأخيرين، موضحا أن توفير هذا النوع من اللقاحات، يدخل ضمن اختصاصات مصلحة حفظ الصحة التابعة للجماعة.

وشدد بونان، على أن “صحة المواطنين تبقى فوق كل اعتبار، فلا يمكن رهن إنقاذ أرواح الأشخاص الذين تعرضوا لعضات الكلاب أو القطط أو غيرها، فقط لأن بعض المجالس الجماعية لم تقتن مصل ولقاح داء السعار لأسباب مختلفة”.

وأكد المدير الجهوي أن مديرية الصحة والحماية الاجتماعية، لم تقف مكتوفة الأيدي إزاء هذا الوضع، بل عملت على توفير مخزون من اللقاح والمصل السالفين الذكر، بمركز الوطية الصحي وغيره من المراكز الصحية والمستشفيات التي نفذ فيها على مستوى كلميم واد نون ابتداء من اليوم الأربعاء، تنفيذا لاستراتيجية الوزارة الوصية وخدمة وحفاظا على السلامة الصحية للمواطنين”.

الوعبان نافع، رئيس مجلس جماعة الوطية، أوضح بدوره، أن انتشار الكلاب المشردة، ظاهرة وطنية، وهي قاسم مشترك بين جميع مدن وقرى المملكة دون استثناء، وذلك راجع بالأساس إلى فرض تدابير جديدة تتطلب موارد مادية وبشرية لوجستيكية متخصصة.

وأبرز ذات المسؤول الجماعي في حديثه للجريدة، أن مجلسه الجماعي، اتخذ عددا من الإجراءات بتنسيق مع مع الشركاء المعنيين، رغم الإكراهات والعراقيل، قصد التحكّم في انتشار الكلاب الضالة على مستوى النفوذ الترابي للجماعة، وآخرها كانت المصادقة على اتفاقية شراكة مع جمعية مدنية خلال الدورة الاستثنائية المنعقدة في الثامن من أبريل الماضي، لمحاربة هذه الظاهرة المشينة.

وكانت وزارة الداخلية قد قررت منع إعدام الكلاب الضالة باستعمال الأسلحة النارية أو المواد السامة، استجابة لمطالب عدد من جمعيات الرفق بالحيوانات، داعية الجماعات الترابية إلى ضرورة اللجوء إلى حلول بديلة غير القتل، مثل الإخصاء لمحاصرة انتشار هذه الظاهرة.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *