الكناري تدعم الجهد الأممي في الصحراء .. والأولوية لاستقرار المنطقة

قال رئيس حكومة جزر الكناري، فرناندو كلافيجو باتل، إن “هناك استعدادات قصوى بيننا والمغرب من أجل افتتاح الخط البحري بين بالماس وطرفاية، ومن الممكن أن يكون ذلك هذا العام”.
وأضاف كلافيجو، في حوار أجرته معه جريدة هسبريس الإلكترونية، أن “مسألة ترسيم الحدود بين الكناري والمغرب يجب أن تخضع للشرعية الدولية والاتفاقيات الدولية في هذا المجال”.
وأقر رئيس حكومة جزر الكناري بأنه لا معلومات لديه حول مسألة تسليم إسبانيا إدارة المجال الجوي في الصحراء المغربية للرباط”، مؤكدا أن جزر الكناري تدعم القرارات الأممية والتوصل إلى حل مقبول ودائم في ملف الصحراء المغربية.
نص الحوار:
بداية، كيف تقيمون زيارة وزير الخارجية الإسباني، إيمانويل ألباريس، إلى المغرب؟ هل ترون أنه حمل مطالب الكناري؟
نرى أنه من المهم جدا أن يكون لإسبانيا والمغرب اتصال وحوار مرن للغاية، لأننا دولتان جارتان لديهما الكثير من الارتباطات الاقتصادية والتاريخية والثقافية… ويجب أن نتصدى للتحديات العالمية بطريقة منسقة، وذلك بهدف رئيسي هو تحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة.
كيف تعلقون على تصريحات الجانب المغربي الذي أصر على ضرورة استمرار المفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية بين الطرفين؟
في هذه المسألة، نفهم أن المبدأ المعترف به دوليا هو تساوي البعد، ويجب الاتفاق على أي تعيين للواجهة الأطلسية في إطار الشرعية الدولية والاتفاقيات الدولية في هذا المجال. وينبغي إيلاء اهتمام خاص لحماية البيئة في المنطقة، لأن كلا البلدين لديهما قطاع سياحي هام للحفاظ عليه وتعزيزه.
في هاته المسألة تحديدا، هل هنالك مستجدات حول هاته المشاورات؟ ومتى ستنطلق؟
لقد أعربت حكومة جزر الكناري عن اهتمامها بالمشاركة في المجموعات المشتركة التي يروج لها البلدان، ولا سيما في المسائل الأكثر تأثيرا علينا مثل الهجرة وتعيين حدود الحيز البحري.
وقد كان هناك تعليق من قبل نواب في الكناري على الخطاب الملكي الذي أصر فيه على ضرورة التنقيب عن الموارد المعدنية في المحيط الأطلسي، لماذا كان هذا الرد بذلك الشكل؟ وهل أنتم قلقون من قيام المغرب بهذه الخطوة؟
أقول هنا إنه ينبغي الاتفاق معا على استكشاف الموارد. كما يجب أن نفهم أيضا أن الأولوية العليا هي ضمان حماية البيئة، إذ لا يمكننا أن نسمح لحادث محتمل أن يكون له تأثير سلبي على اقتصادات كل منا.
بخصوص المجال الجوي، هل الكناري مستعدة لقبول إسبانيا تسليم المجال الجوي للمغرب؟ وهل يمكن أن توضح لنا كيف تجري هاته المفاوضات؟ وعلى أي مستويات؟
ليست لدي معلومات عن هذا الموضوع.
كيف تقيمون التبادل التجاري بين الكناري والمغرب في الوقت الحالي؟
كانت لدينا أوقات من العلاقات التجارية الأكبر، عندما كان صيد الأسماك قطاعا مهما في جزر الكناري، وحاليا يجب أن نشجع مزيدا من التعاون، خاصة في مجال الطاقة المتجددة والسياحة على سبيل المثال. وأشير إلى أننا قمنا بتحسين الاتصال الجوي ونريد الآن دعم الاتصال البحري مع طرفاية، ونحن مقتنعون بأن إعادة فتح هذا الخط ستعني قفزة في العلاقات التجارية والاقتصادية، لا تعود بالفائدة على المغرب وجزر الكناري فحسب، بل أيضا على بلدان أخرى في المنطقة.
في هذا الشق، نرى وجود نية كبيرة لإعادة الربط البحري بين طرفاية ولاس بالماس، متى سيكون ذلك؟
نأمل أن يكون في أقرب وقت ممكن، هناك أقصى استعداد من جميع الأطراف لإعادة فتح هذا الاتصال البحري المهم، لذلك من الممكن أن تظهر النتائج هذا العام.
كيف تقيمون التعاون في مجال الهجرة مع المغرب؟
من الواضح أنه يجب علينا تحسين تدفقات الهجرة، لأنها طريق خطرة للغاية حيث يموت الكثير من الشباب وهم يعبرون بشكل غير منتظم. في الوقت نفسه، يجب على أوروبا أن تقدم قنوات للهجرة المنتظمة والشرعية، لأن الديموغرافيا مهمة، إذ إن متوسط العمر في بلدان منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي هو 42، ومتوسط العمر في أفريقيا هو 19، ما يعني أن العديد من القطاعات تتطلب في إسبانيا وأوروبا عمالة شابة، لكن يجب أن تكون هذه التدفقات مصحوبة ومنتظمة كما قلت. وفيما يتعلق بالقاصرين، هناك مشكلة بالغة الأهمية، لأن الشباب في وضع أفضل مع أسرهم وفي بيئتهم الأسرية والثقافية. لا يمكن لجزر الكناري دمج 4500 قاصر، إذ يجب أن تكون هناك مسؤولية مشتركة من المغرب وإسبانيا والاتحاد الأوروبي.
دعنا نتحدث عن قضية الصحراء، هل جزر الكناري تساند موقف مدريد الداعم للحكم الذاتي في الصحراء؟
أولويتنا هي الاستقرار في المنطقة وتهيئة ظروف الرفاه للشعوب التي تتقاسم هذا الحيز الجغرافي، سنقف دائما إلى جانب ما تقرره المنظمات الدولية وندعم حلا عادلا ودائما ومقبولا للطرفين في إطار الأمم المتحدة.
هل ترغبون في الاستثمار في هاته المناطق؟
المغرب بلد يتمتع بالتوسع التجاري عبر العالم، ويتيح فرصا لقطاعنا الخاص وللتعاون مع مؤسساتنا، مثل الجامعات ومعاهد البحوث، وبالطبع القطاع الخاص، وجميعها تشتغل داخل إسبانيا والاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى ذلك، فإن جزر الكناري هي منطقة “RUP” في أوروبا (منطقة تجارية أوروبية خارجية)، ما يعني أننا سنكون قلعة وسط هذا الحي.
في الأخير، في حالة وجود زيارة لسانشيز إلى المغرب، هل ستحضرون معه؟
سيقرر الرئيس سانشيز من سيرافقه، إذا تمت دعوتي، فسأكون سعيدًا بالطبع بمرافقته. أضيف فقط أنه بالنسبة إلينا المغرب شريك مهم للغاية نريد أن تكون لنا علاقة اقتصادية أكبر معه، إذ مع أزمة عام 2008، انخفض التعاون الممتاز الذي بنيناه، حيث كانت بعض شركاتنا الرئيسية في طور الاستثمار في تنمية السياحة في منطقة أكادير، وكان رئيس الوزراء الحالي، عزيز أخنوش، أحد المحركات الكبرى لذلك التعاون الذي أطاح بالأزمة المالية، لذا من المهم إعادة بنائه، ويمكن أن يكون الاتصال البحري دافعا جيدا ومثيرا للإعجاب.
المصدر: هسبريس