اخبار السعودية

السعودية تطلق مشروع “المدارس المركزية”.. تعليم إلكتروني متزامن يُحدث نقلة نوعية في المناطق النائية

في إطار مواكبة التطورات العالمية في قطاع التعليم، أطلقت وزارة التعليم السعودية مشروع “المدارس المركزية” كأحد أبرز المبادرات الرقمية التي تستهدف ضمان استمرارية التعلم في كل زمان ومكان، مع تركيز خاص على المناطق النائية وقليلة الكثافة السكانية، في خطوة وصفها مراقبون بأنها “تغيير جذري في فلسفة التعليم الإلكتروني”.

 مشروع المدارس المركزية

المشروع يطبق نموذج تعليمي مدمجً يجمع بين التعليم الحضوري للمواد الأساسية، والتعليم الإلكتروني المتزامن للمواد الأخرى عبر منصات تفاعلية تشرف عليها مدارس مركزية افتراضية، بإشراف نخبة من المعلمين المتخصصين، ما يتيح للطلاب فرصة التعلم من أفضل الكفاءات بغض النظر عن موقعهم الجغرافي.

وأكدت الدكتورة نورة المهنا، مدير عام قنوات التعليم الإلكتروني بوزارة التعليم، أن المشروع أثبت فاعليته في التجارب الأولية التي نفذت في الرياض والباحة، حيث أظهرت البيانات تحسن في أداء الطلاب بنسبة 15٪، وارتفاع ملحوظ في دافعيتهم نحو التعلم، مما يؤكد أن التعليم الرقمي المتقن قادر على إحداث فرق ملموس في نتائج التحصيل الدراسي.

  • المعهد العالي للصناعات البلاستيكية

تفاعل رغم المسافات

واحدة من أبرز ميزات المشروع، كما تشير المهنا، هي تعزيز التفاعل الإنساني بين الطلاب والمعلمين، رغم اعتماد التعليم عن بُعد، إذ أفاد العديد من الطلاب بأنهم شعروا بوجود المعلم إلى جوارهم، في حين عبرت طالبات من مناطق مختلفة عن استفادتهن من التفاعل مع أقرانهن في بيئة افتراضية موحدة، بما يحقق التكامل التعليمي بين مناطق المملكة.

تعزيز العدالة التعليمية

يعكس المشروع توجه وزارة التعليم إلى تعزيز العدالة في فرص التعلم، لا سيما للطلبة في المناطق التي تعاني نقص الكوادر التعليمية المتخصصة، حيث تمكن “المدارس المركزية” هؤلاء الطلاب من تلقي تعليم عالي الجودة يُضاهي ما يتلقاه نظراؤهم في المدن الكبرى.

وزارة التعليم السعودية

أوضحت المهنا أن الوزارة بصدد إطلاق أربع مدارس مركزية جديدة في مناطق مختلفة من المملكة، لتوسيع نطاق المشروع والوصول إلى شرائح أوسع من الطلاب. كما بينت أن هناك خططًا مستقبلية لدمج المزيد من المواد التعليمية ضمن النموذج الرقمي، ما يُتيح تجربة تعليمية أكثر شمولية وتكاملًا.

رؤية مستقبلية مدعومة من القيادة

يمثل مشروع “المدارس المركزية” أحد الركائز الأساسية ضمن جهود التحول الرقمي التعليمي، المدعومة من رؤية السعودية 2030، والتي تسعى لبناء نظام تعليمي ذكي ومستدام، يُهيئ الطلاب لاقتصاد رقمي متسارع، ويُسهم في بناء جيل يمتلك المهارات التقنية والاجتماعية المطلوبة للمستقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *