اخبار السودان

رسائل من “محامو الطوارئ” بمناسبة مرور عام على حرب 15 أبريل اللعينة

الرسالة الأولى إلى الشعب السوداني

يأتيكم بياننا في هذا الوقت الحرج، حيث تمر بلادنا بأصعب الأوقات في تاريخها الحديث، ويندى لنا الجبين بذكرى مؤلمة ولا تزال تنتهش الوطن بألمها وتحدّياتها، مما يدفعنا لنستعرض التحديات التي يواجهها السودان في الوقت الحاضر. فقد قتل الآلاف من أبناء السودان المدنيين منهم و العسكريين نترحم على أرواحهم ، و جرحى و أصيب الالاف و فقد قرابة العشرون مليونا منازلهم و راحوا بين ملاجئ و دور إيواء و آخرين سكنوا العراء و ترملت مئات النساء و لا يزال مصير العشرات من المخفيين قسريا و المعتقلين مجهولين، ولا يزال القابعين وسط النيران يتكبدون شقاء الأيام على أمل وقف الحرب وعودة الحياة.

الرسالة الثانية الى أطراف النزاع

منذ نشوب الحرب بين القوات المسلحة و قوات الدعم السريع إتخذت الحرب أشكالاً مختلفة و أدخلت مجموعات أخرى صوب الصراع المسلح وتعددت أنماط الإنتهاكات والجرائم وراحت البلاد في حمام دم وأخذ العنف طوابع مختلفة، دون أن يعي الطرفين إن العنف والنزاعات العسكرية والعمليات الحربية لن تجلب سوى المزيد من الدمار والمعاناة ، ولذا فإنه من الضروري أن تتكاتف جهودنا من أجل السلام والتعايش السلمي.

إننا ندعو جميع الأطراف المتحاربة إلى التفاوض الجاد والبناء من أجل التوصل إلى حل سلمي ودائم لهذا الصراع المدمر. فنحن نؤمن بأن لا سبيل إلا الحوار وانه طريق السلام الوحيد،  فالسلام لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الحوار المفتوح والإرادة الصادقة لبناء مستقبل أفضل.

الرسالة الثالثة إلى المجتمع الدولي

إن مرور عام على حرب 15 أبريل 2023 في السودان وإستمرار معاناة المدنيين وتدمير البني التحتية يجلب معه الحنين للسلام والعدالة، ولكنه أيضاً يذكّرنا بالعجز الذي ما زلنا نعانيه في تحقيق ذلك، لكننا مازلنا نرفع صوتنا بكل قوة وعزم للتأكيد على حقنا في العيش بسلام وكرامة، إن هذه الذكرى المؤلمة تجسد واحدة من أكثر اللحظات تأثيراً ومعاناة في تاريخنا المعاصر. في هذا السياق نستنكر بقوة العنف والتعدي على حقوق الإنسان الذي شهدناه خلال هذه الحرب المأساوية من قبل الطرفين ونتذكر بحزن الاطفال والنساء والشباب الذين فقدوا حياتهم ومستقبلهم في هذه الظروف الصعبة، وندين الآثار السلبية الكبيرة التي تركتها على السودان ومواطنيه، كما  لا يمكننا أن ننسى المعاناة التي عاشها الناس جراء هذا النزاع، والجراح التي لم تندمل، والأحلام التي تحطمت خلال هذا النزاع الدموي، لذلك نجدد التأكيد على ضرورة إحترام القوانين الدولية الإنسانية وحقوق الإنسان في جميع الأوقات وتحت جميع الظروف، دون إستثناء، إننا ندعم جهود المجتمع الدولي في توفير المساعدات الإنسانية للمتضررين من النزاع، ونحث على تقديم الدعم اللازم للجهود المبذولة لإنهاء هذه الأزمة الإنسانية.

في النهاية، نجدد إلتزامنا بمواصلة عملنا للدفاع عن حقوق الإنسان و الكشف بحيادية عن جميع الإنتهاكات وتوثيق كل الجرائم الواقعة على المدنيين والإحترام بالسعي نحو تحقيق العدالة لجميع الضحايا، كما ندعو الجميع للعمل معنا وتضافر الجهود وتوثيق التعاون، لبناء مستقبل يضمن الكرامة والعزة للشعب السوداني.

نقدم هذا البيان بكل إحترام وتضامن، على أمل أن يكون صوتنا مسموعًا وجهودنا مجدية في التغلب على التحديات الحالية وبناء مستقبل أفضل لشعبنا.

#إعلام_محامو_الطوارئ

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *