09:00 ص
الجمعة 30 مايو 2025
كتبتهند عواد:
من شرفة أحد المنازل في إحدى مدن القاهرة، تنظر طفلة في عمر 6 سنوات، إلى أقرانها الذين يلعبون كرة القدم في الشارع، وتطمح لأسابيع في تشاطرهم حماسهم وهم يركضون خلف المستديرة.
وفي إحدى المرات تمكنت هذه الطفلة من إقناع والدها بمشاركة هؤلاء الأولاد اللعب بالكرة، حتى تحول الأمر من فضول لموهبة انطلقت وسط الشارع. ومع مرور الوقت لفتت أنظار المدربين في الشارع، ليتوجهون على الفور إلى والدها قائلين: “خليها تلعب في نادي بدل الشارع”.
وبعد 10 سنوات على ملعب ستاد الترسانة بـ”ميت عقبة”، ارتدت هذه الطفلة حذاء رياضي وزي أحمر يمثل أحد الأندية الشعبية في مصر، لتضع اللاعبات آمالهن عليها، أثناء نزولها كبديلة في الوقت الإضافي الأول للمباراة.
ولم تخيب الفتاة ظن الجميع فيها، وبعدما استلمت إحدى الكرات من بعد منتصف الملعب، انفردت بحارسة مرمى المنافس، وأحرزت هدفا غاليا، نتج عنه أول بطولة في تاريخ هذا الفريق.
أشرقت عادل صاحبة الـ16 عاما، تلك الفتاة التي حققت حلمها وانضمت إلى الأهلي، الفريق الذي تشجعه منذ الصغر، وسطرت اسمها في تاريخ القلعة الحمراء، عندما أحرزت هدف التتويج بكأس مصر للسيدات، البطولة الأولى في تاريخ حديث العهد.
وقالت أشرقت لمصراوي: “في البداية لم يوافق والدي على لعبي لكرة القدم، لكنه اقتنع وانضممت إلى مركز شباب المعادي وعمري 6 سنوات، وبعدها انتقلت إلى السكة الجديد، الفريق الذي استمريت معه لـ5 سنوات”.
من المفارقات أن الفتاة التي مارست كرة القدم في الشارع، لعبت لما يقرب من 5 سنوات مع فريق “ولاد” بمركز شباب المعادي، حتاى أصبحت قائدة هذا الفريق، الأمر الذي بدا غريبا على مجتمع شرقي ممارسة فتاة فيه لكرة القدم، أمرا غريبا.
وفي إحدى المباريات، سجلت أشرقت هدف الفوز لفريقها لتسمع بعد اللقاء مدرب المنافس يقول: “بنت تعمل فيكم كده”، لكنها بعدها اتخذت قرارا بعدم الاستماع إلى أي من التعليقات السلبية التي تقال إليها أثناء ارتداء الزي الرياضي في الشارع.
وحسبما ذكرت أشرقت، استمرت مع السكة الحديد لمدة 5 سنوات، وصعدت معه من القسم الثالث إلى الثاني، وأثناء تلك الفترة تلقت أكثر من عرض، لكنها كانت تطمح في الصعود مع الفريق إلى الدوري الممتاز، حتى أكتوبر الماضي عندما تلقت عرض الأهلي.
وقالت أشرقت: “المكالمة الأولى تلقيتها من كابتن شادي محمد، وكنت سأوقع لفريق آخر، لكنني غادرت الجلسة وأخبرتهم برغبتي في الانتقال إلى الأهلي، بعدها حدثت المفاوضات وتواصل كابتن شادي مع إدارة النادي وتمت الصفقة، أنا أشجع الأهلي منذ صغري، وسعادتي بالهدف الذي سجلته في نهائي الكأس لأنها أول بطولة للنادي”.