01:39 ص


الخميس 04 سبتمبر 2025

كتب نهى خورشيد:

يستعيد الوسط الكروي المصري والعربي ذكرى رحيل الجنرال محمود الجوهري، أحد أعظم المدربين في تاريخ الكرة المصرية والإفريقية، وصاحب البصمات الخالدة في مشوار الفراعنة والأندية العربية.

ويعرض “مصراوي” في السطور الآتية مواقف متعددة جمعت نجوم قطبي الكرة المصرية بالجنرال الجوهري..

في البداية، تحدث حازم إمام عن شخصية الجوهري في تصريحات تلفزيونية سابقة:” الله يرحمه كان راجل عظيم جداً، وأكتر شخص شفته في حياتي بيحب الكورة وبيحب شغله، حياته كلها كرة قدم، في البيت يتفرج على مباريات، في المعسكر نفس الشيء، وإحنا مسافرين مثلًا في الأتوبيس، بدل ما يشغل فيلم أو مسرحية، كان لازم يشغل ماتش كرة، ممكن يكون ماتش لمنتخب البرازيل أو الأرجنتين، أو حتى مبارياتنا عشان نراجع أداءنا، حياته كلها كرة، 24 ساعة”.

وحكي الثعلب موقفاً جمعه بالجوهري: “كنت محترف وقتها، وجيت ألعب مع المنتخب ماتش ودي ضد النرويج، في ليلة المباراة، جالي برد شديد وكنت مرهق جدًا عبد الستار راح قال للكابتن: حازم تعبان. دخل عليّ وسألني: إيه نظامك؟ قلت له: إن شاء الله أبقى كويس لكنه ما اكتفاش بكلامي، نزلني من الأوتيل يخليّني أجري قدامه علشان يتأكد بنفسه هو كان من النوع اللي لازم يشوف بعينه ويقرر في ساعتها، مش يسيبها لغيره وبعد ما شافني قال لي: لا، صعب تلعب بكرة”.

وأضاف:”فاكر أول مرة رجعت من إيطاليا سنة 1996، وإيطاليا وقتها كانت أقوى دوري في العالم، حاجة زي هوليوود أول تجمع ليا مع المنتخب، أخد ورقة وقلم وقال لي: اكتبلي التمارين اللي كنتوا بتعملوها هناك إزاي بتضغطوا؟ إزاي بتتمرنوا؟. كان فرحان بأي فكرة جديدة من برّه، عايز يطور، مش بيكتفي باللي عنده”.

وتابع:”التفاصيل الصغيرة دي كانت فرقه مثلًا، أول ما طلعت من ناشئين الزمالك وكنت لسه 17 سنة، قالي: لازم تروح الجيم كل يوم الساعة 9 الصبح وأنا صغير قلتله حاضر روحت الجيم الساعة 9، لقيته واقف مستنيني بنفسه، ومعاه كابتن مطراوي! تخيّل، لسه عيل صغير ما حدش يعرفني، وهو واقف منتظر يشوفه يقيس وزنه، يتابع تدريبه، ويهتم بأدق التفاصيل”.

وأكمل:”بصراحة، الله يرحمه، كان أكتر واحد شفته في حياتي بيحب شغله وعايش له بكل كيانه”.

وبالمثل، استعاد ربيع ياسين ذكرياته مع الجوهري، خاصة في مونديال 1990، قائلاً:

“دقيقة اللي عشناها في مونديال 90 ما بتتنسيش، لأنها محفورة في القلب، مع الكابتن محمود الجوهري الله يرحمه، وأنت كنت أحد نجومها”.

وأضاف:”لما كنت ماسك منتخب 89 و90، كنت دايماً أتواصل مع الكابتن الجوهري حتى وهو في الأردن كنت بقعد معاه بالساعات عشان أتعلم أنا من الناس اللي كانوا بيحتفظوا بأوراق محاضراته، وكان بالنسبة لي مدرسة كبيرة كان عنده قدرة على تحفيظ اللاعبين الخطط ذهنيًا، يجيب صور المنافس، يوضح إيجابياته وسلبياته، يحلل الخطوط والفرديات”.

وأردف:” الجوهري كان يهتم بالتحضير المبكر، والجانب البدني والتكتيكي في نفس الوقت وده اللي فرّق معانا في كأس العالم 1990 لما لعبنا قدام الجزائر أو هولندا، كنا واقفين صح خططياً، قعدنا شهور نحفظ طريقة لعب المنتخب الهولندي، وده انعكس في الأداء، كان عقلية كروية عظيمة، وصعب جدًا أن يتكرر في تاريخ التدريب”.

واختتم قائلاً:”الجنرال محمود الجوهري، الله يرحمه، واحد من أفضل المدربين في تاريخ مصر، وأتفق معاك إنه لا يمكن تعويضه”.

ومن ناحية أخرى، روى محمود أبو الدهب موقفاً آخر جمعه بالجوهري خلال مباراة ناميبيا:”كنا بنلعب الماتش والكابتن الجوهري غيّر طريقة اللعب 3 أو 4 مرات أثناء المباراة مرة يلعب 442 وبعدها يرجع لـ352، وأنا وقتها كنت في قمة مستواي مع الأهلي التغييرات المستمرة دي خلّتني أحس إني برا الماتش، مرة يدخلني ومرة يخرجني، فبدأت أتنرفز بيني وبين نفسي”.

وواصل:”بعد التمرين وإحنا راجعين في الأتوبيس، الكابتن الجوهري طلبني أنا، وحسام حسن كابتن الفريق، وياسر ريان. أنا نازل زعلان، كل اللي كان في دماغي إني عايز ألعب، لكن الجوهري اتكلم معايا بصراحة وبفهم كبير قال لي: أنا ما جبتش هاني رمزي، وجبتك إنت وكمونة، يعني ضحيت بقيمة كبيرة زي هاني بس اللي إنت عملته غلط”.

وأكمل:”كنت وقتها رميت التلج واتنرفزت، فقلت له: يا كابتن ده كان بيني وبين نفسي، ماحدش حس بيها لكنه رد: لا، اللي شافك قال لي… وطلع هو الكابتن فتحي مبروك”.

وتابع أبو الدهب:”من ساعتها ما رجعتش المنتخب، واحترفت بعدها”.

وروي ضاحكاً :”المضحك في القصة كان ياسر ريان، هو كمان الجوهري طلبه زينا، ولاقـيته داخل عليا في الأوضة بيقول: يا أبو الدهب أنا اتخنقت، ومش هسكت لو الكابتن كلمني نزلنا تحت، وأول ما الجوهري سأله، رد ياسر: أنا من إيديك دي لإيدك دي.. اعمل اللي إنت عايزه!”.

شاركها.