“ابنتي ولدت في الحرب”.. كيف يعيش محمود سلمي لاعب الأهلي السابق في غزة؟
12:51 م
الثلاثاء 07 مايو 2024
كتبتهند عواد:
عادة ما تكون آلاف المئات والسيارات الفاخرة، قيمة تعاقد لاعبي كرة القدم في مختلف الدوريات، إذ يضع بعض اللاعبين العقود أمامهم ويفاضلون بين الأندية وفقا إلى العائد المادي، إلا أن الوضع في فلسطين، جعل من مجرد تذكرة خروج قيمة عقد لاعب كرة القدم، ولا يحتاج محمود سلمي لاعب بيت حانون الرياضي الحالي والأهلي المصري السابق، سوى نادي يتعاقد معه مقابل الخروج مع عائلته من غزة، التي تشهد حربا من الاحتلال الصهيوني، استمرت لما يقرب من نصف عام.
ونشر سلمي، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، صورتين له الأولى بقميص الأهلي قبل الحرب والثانية حاليا، وكتب: “مفيش نادي يتعاقد، قيمة التعاقد أنه يخرجني فقط من هادي الحرب”.
ويعاني سلمي من النزوح وقلة الطعام والعيش في المخيمات، أسوة ببني بلدته، وازداد الأمر صعوبة بولادة ابنته سيلا في الحرب، مع قلة الأدوية والرعاية الطبية، وكان يطمح في زوال الحرب وحصول سيلا على تطعيم الأسبوع في منزلهم، إلا أنها تلقت تطعيم الأسبوع والشهر والشهرين والـ4 أشهر، وما زال الوضع مستمر، حسبما ذكر في تصريحات خاصة لـ”مصراوي”.
وكان سلمي لاعبا في صفوف الأهلي، عام 2018، لكنه لم يستمر طويلا، وانتقل إلى نادي شباب العقبة في الأردن، وبعدها عاد إلى اتحاد الشجاعية وحصد وصيف الدوري الفلسطيني 3 مرات، وانتقل في الأخير إلى بيت حانون، ولكن لم يكمل بسبب الحرب، وكان مصير النادي مثل باقي عزة، قصف وتجريف، وشرد لاعبي الفريق، ما بين رفح والوسط، ومنهم استشهد مثل محمد التتري وحسام جنيد، زملاء سلمي في الفريق.
ونزح سلمي هو وأسرته إلى الزوايدة، وتقع بين رفح وشمال غزة، لكن في أول 4 أشهر في الحرب لم يكن مجتمعا مع عائلته، وقال عن هذا الأمر: “رمضان كان صعب جدا عليها، كنا معتادين عليه في البيت ومنطقتنا، ولكن الحرب وجدنا أنفسنا في خيمة وقليل من الطعام، ودمر بيتي ومنطقتي، وولدت ابنتي في ظروف صعبة”.
وكعادة الشعب الفلسطيني، يأخذ مفتاح بيته معه، على أمل العودة مرة أخرى، إلا أن سلمي يعتبر أن هذا المفتاح ليس له أهمية حاليا، لأن بيته دمر بالكامل.
ولم تنج الرياضة الفلسطينية من الاعتداءات المتواصلة، التي يشنها الاحتلال على فلسطين، وسبق ومنع خمسة من لاعبي المنتخب الفلسطيني لكرة القدم من السفر إلى قطر للمشاركة مع الفريق في مباراته ضد أوزبكستان ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2006.
ويقول سلمي عن ما يواجهون مع الاحتلال: “قبل الحرب كان من المفترض الذهاب إلى الدوري الاحترافي بالضفة الغربية (الدوري الفلسطيني الذي يقام في الأراضي الفلسطينية ويجمع بين أفضل الأندية المحلية)، لكن بسبب منعي من الاحتلال لم أستطع الذهاب هناك، ويوجد لاعبين في قطاع غزة يصعب عليهم الانضمام إلى المنتخب بسبب الاحتلال”.
واختتم سلمي حديثه لـ”مصراوي”: “بالنسبة لي كرياضي أتمنى من الرياضة العربية من مشجعين وصحافة ولاعبين وأندية، تظل مساندة لنا ولا تمل من الحديث عننا، لأن الوضع في غزة صعب جدا”.