“COP28” لفت انتباه قادة العالم إلى ضرورة معالجة أزمة المناخ الملحة
قالت البروفيسور لين جاك، المدير المساعد (الأبحاث الدولية) ومدير مركز التميز في البناء الذكي والمستدام في جامعة هيريوت وات دبي، إن “مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) لفت انتباه قادة العالم لضرورة معالجة أزمة المناخ الملحة. وسط التوقعات المتزايدة والإلحاح، كان لمؤتمر الأطراف الثامن والعشرين وزن كبير في تحديد مسار العمل لمكافحة تغير المناخ. ومع انتهاء هذا الحدث العالمى، يعد تقييم ما إذا كان المؤتمر يرقى إلى مستوى هذه التوقعات وفهم تأثيره على البيئة المبنية أمرا بالغ الأهمية. استقطب مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) مجموعة من القادة العالميين وصانعي السياسات وخبراء البيئة، مما يمثل لحظة حاسمة حيث شكلت المناقشات والإجراءات مسار سياستنا المناخية العالمية. وشهد السادس من ديسمبر الماضي، يوم “العمل المتعدد المستويات والتحضر والبيئة المبنية/النقل”، وهو يوم قمة الأمم المتحدة للمناخ. أصدر المجلس العالمي للأبنية الخضراء، الذي يضم أكثر من 75 مجلسا وطنيا للأبنية الخضراء (GBCs) والجهات الفاعلة الرئيسية في صناعة البناء والتشييد، نداء موحدا للقادة السياسيين. وشددت رسالتهم على الدور الحاسم للبيئة المبنية في دفع الحلول المناخية”.
وأضافت البروفيسور لين جاك: “اجتمع أكثر من 40 وزيراً بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (موئل الأمم المتحدة) ومناصر الأمم المتحدة الرفيع المستوى لتغير المناخ في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28). وقد تميز اجتماعهم بتقديم مبادرات جديدة تهدف إلى دفع العمل المناخي داخل المدن، والتي تشمل قطاعات حيوية مثل المباني، وإدارة النفايات، والنقل، والحفاظ على المياه، والموارد الطبيعية. ومن بين هذه المبادرات كانت “الاختراقات في مجال الأسمنت والخرسانة” و”الاختراق في المباني”، والتي كانت جزءًا لا يتجزأ من مجموعة واسعة من “الاختراقات” التي تم تقديمها خلال COP26 وCOP27. في الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف، أطلقت كندا والإمارات العربية المتحدة مبادرة “اختراق الأسمنت والخرسانة”. وتهدف المبادرة، التي يقودها البلدان، إلى تمكين الدول من تبادل أفضل الممارسات بشأن السياسات وغيرها من التدابير للحد من انبعاثات الكربون في صناعات الأسمنت والخرسانة.
وتابعت: “تساعد هذه المبادرات في حشد الدعم الحكومي لتمويل الحلول الحاسمة لتعزيز مستوطنات بشرية أكثر صحة واستدامة وإنصافا. وامتد نطاق الإعلانات ليشمل مختلف القطاعات، ليشمل المباني، وأنظمة إدارة النفايات، ومرونة المياه في المناطق الحضرية، واستعادة المناظر الطبيعية الحضرية. ورافق هذه الدعوة رسالة مفتوحة مدعمة بإحاطة سياسية شاملة. وحددت الرسالة النتائج التنظيمية الملحة اللازمة لدفع العمل وتسخير الإمكانات الهائلة للقطاع. وهو يتوافق مع “اختراق المباني”، وهو إعلان رسمي أقرته أكثر من 25 دولة ضمن المبادرة العالمية الأوسع لجدول أعمال الاختراق. وتدعو هذه المبادرات معًا إلى إنشاء “مباني ذات انبعاثات قريبة من الصفر ومباني مرنة” كمعيار بحلول عام 2030″.
وأكدت البروفيسور لين جاك، أن الالتزامات بخفض انبعاثات الكربون، والانتقال إلى مصادر طاقة أنظف، وتعزيز ممارسات الاستدامة تؤثر بشكل مباشر على التنمية الحضرية والبناء. يواجه المهندسون المعماريون والمهندسون والمطورون ضغوطًا متزايدة لتبني مبادئ التصميم المستدام وأساليب البناء. وسوف يرتفع الطلب على المباني ذات صافي الانبعاثات الصفرية، القادرة على توليد الطاقة أو تعويض انبعاثاتها. ويتطلب هذا التحول ابتكارات في مواد البناء والتكنولوجيا والممارسات. علاوة على ذلك، من المرجح أن تظهر المزيد من الأنظمة والمعايير، مما يؤثر على قوانين البناء وأنظمة إصدار الشهادات. قد تصبح الشهادات الخضراء مثل LEED (الريادة في الطاقة والتصميم البيئي) وBREEAM (طريقة التقييم البيئي لمؤسسة أبحاث البناء) أكثر صرامة، مما يدفع الصناعة نحو معايير استدامة أعلى.
وأشارت إلى أن الطريق إلى الأمام يتطلب التعاون على نطاق عالمي. ويتعين على الحكومات والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية والمجتمعات المحلية توحيد جهودها لتسريع عملية الانتقال نحو التنمية المستدامة. وتشكل الشراكات التي تعمل على تعزيز تبادل المعرفة والابتكار التكنولوجي والدعم المالي أهمية بالغة في دفع التغيير المنهجي.
ونوهت بأن الاستثمار في البحث والتطوير في مجال التكنولوجيا المستدامة له أهمية قصوى. ويشكل التقدم في مجال الطاقة المتجددة، واحتجاز الكربون، والبنية التحتية الذكية أهمية مماثلة لتحقيق الأهداف المناخية. علاوة على ذلك، تلعب حملات التثقيف والتوعية دورًا مهمًا في تعزيز الوعى لأهمية العمل المناخي. تسمح المشاريع البحثية التعاونية بين الأوساط الأكاديمية والصناعة بتطوير الحلول والتقنيات المتطورة التي تعالج تحديات العالم الحقيقي. (KBRIQ) هو أحد هذه الابتكارات. في جامعة هيريوت وات، قمنا بتصنيع أول قالب بناء في العالم مصنوع من 90% من مخلفات البناء والهدم المعاد تدويرها. لا يتم حرق (KBRIQ)، وينتج عُشر انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الصادرة عن الطوب الطيني العادي، كما يتطلب تصنيعه عُشر الطاقة فقط.
إن القرارات التي نتخذها اليوم فيما يتعلق بالتخطيط الحضري، وممارسات البناء، والاختيارات المادية لها عواقب بعيدة المدى على كوكب الارض. إن تصميم المباني المستدامة، باستخدام مواد منخفضة الكربون، وتقنيات موفرة للطاقة، وأساليب بناء مبتكرة، يمثل فرصة هائلة لتقليل الانبعاثات بشكل كبير. وقد وفر مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) منصة للحوار العالمي والالتزامات تجاه معالجة أزمة المناخ. ورغم أن التقدم كان واضحا، إلا أن الحاجة الملحة لتكثيف الجهود لا يمكن إنكارها. وتقع البيئة المبنية في صلب هذا التحدي العالمي، مما يتطلب اتخاذ إجراءات فورية ومتضافرة. تؤكد نتائج مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) على ضرورة حدوث تحول جذري في التنمية الحضرية وممارسات البناء. إنها دعوة للبيئة المبنية لتبني الاستدامة والابتكار والتعاون كما لم يحدث من قبل. إن الطريق إلى الأمام يتطلب التزاماً لا يتزعزع، وإجراءات جريئة، وتصميماً جماعياً لضمان مستقبل مستدام ومرن للأجيال القادمة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
المصدر: الإمارات اليوم