20 دقيقة تحمي من الإصابة بأمراض مزمنة
حذّر أطباء من تجاهل الفحوص الدورية، مؤكدين استقبال مرضى تفاقمت حالتهم، وأصيبوا بأمراض مزمنة، مستعصية، كان من الممكن تفاديها مبكراً في حال الخضوع لإجراء دوري قد لا يستغرق أكثر من 20 دقيقة.
وأكدوا أن كثيراً من أفراد المجتمع تحكمهم ثقافة التقليل من خطورة الأعراض، والإصرار على عدم إجراء الفحوص الدورية، لاعتقادهم بأن الأمراض تأتي وتذهب وحدها، دون تدخل طبي.
وأكد مرضى أنهم تجاهلوا زيارة الطبيب، حتى لا يجدوا أنفسهم عالقين في دائرة مغلقة من الوصايا والتحذيرات الطبية، التي تدفعهم إلى تغيير نمط حياتهم المريح.
وشدّد أطباء على ضرورة إجراء الفحوص لاكتشاف الأمراض في وقتها، وتفادي الإصابات الخطرة.
وقال الأستاذ في جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية استشاري الغدد الصماء والسكري، الدكتور محمد حسانين، إن كثيراً من الناس يعانون أمراضاً مزمنة تستدعي مراقبة وظائف أعضاء الجسم، ومستوى أدائها، تفادياً لأي مضاعفات خطرة قد تصيب أصحابها. وأضاف أن «هناك أشخاصاً أصحاء لا يعانون أي نوع من الأعراض الصحية. ومع ذلك، فهم أيضاً مطالبون بإجراء فحوص دورية، كل أشهر عدة، للاطمئنان إلى وضعهم الصحي».
ودعا إلى وضع أي عرض صحي في الاعتبار، وعدم تجاهله، كونه قد يكون مؤشراً لأمراض خطرة، تستوجب التدخل الطبي العاجل لتفادي تطوّر الحالة.
وأكد أن دراسات عالمية كشفت أن الذكور أكثر تجاهلاً للفحوص الدورية، والأعراض المرضية البسيطة مقارنة بالإناث، لأسباب تتعلق بطبيعتهم وانشغالهم في أعمالهم.
وأكد أن العيادات تستقبل مرضى أصيبوا بأمراض كالسكري في مراحل متقدمة بسبب تجاهل الأعراض الأولية المبكرة لها، وأصبحت حالتهم تتطلب تدخلات علاجية مكثفة، وعمليات جراحية معقدة للتعافي منها، فضلاً عن النفقات المالية الكبيرة.
وذكر استشاري أمراض القلب التداخلية، الدكتور سلمان عدي، أن الإنسان بمجرد تجاوزه الـ30 يجب أن يجري فحوصاً دورية كل ثلاثة أشهر، لقياس نسب الدهون في الدم، خصوصاً من لديهم عوامل خطورة مرتفعة، مثل المدخنين، ومن لديهم تاريخ عائلي للإصابة بأمراض وراثية معينة. وحذّر من يتجاوزون الـ40، على وجه الخصوص، من تجاهل الفحص الدوري.
وقال إن على النساء فحص الثدي بشكل مستمر للوقاية من سرطان الثدي، فضلاً عن ضرورة قياس قوة عمل وظائف الجسم الحيوية لتفادي أمراض خطرة مثل قصور الكلى أو الكبد.
أمّا استشاري المخ والأعصاب، الدكتور سهيل عبدالله الركن، فأكد أن كثيراً من أفراد المجتمع يتلافون الذهاب للطبيب لإجراء فحوص دورية، لأن صحتهم ممتازة، ولا يعانون أي أعراض تستدعي ذلك. وأضاف أن هؤلاء يخشون أن يكشف الطبيب عن وجود أمراض معينة، لم تسبب لهم أي معاناة، في السابق، وهو ما يضطرهم لإجراء تغييرات جذرية على عاداتهم اليومية، ونمط حياتهم.
وأكد أن العازفين عن إجراء الفحوص الدورية لا يعرفون شيئاً عن وجود فحوص محددة يمكن إجراؤها في وقت قصير جداً، لا يتجاوز 20 دقيقة من وقتهم، لمنع حدوث الأمراض. وأضاف إلى قائمة أسباب العزوف وجود تاريخ عائلي للإصابة ببعض الأمراض «فهو يجعل البعض يتخوّف من إجراء الفحوص مخافة اكتشاف الإصابة بالمرض نفسه».
وذكر الركن أنه من الضروري أن يبدأ الرجال والنساء من عمر الـ30 في إجراء فحص مستوى السكر والكوليسيرول وضغط الدم، على الأقل مرة واحدة في السنة، وذلك بسبب ارتفاع معدلات الإصابة بهذه الأمراض خلال السنوات الماضية. ونصح بقياس كتلة الوزن، كونها من أبرز مسببات أمراض السكري والضغط. وتابع: «يتعين على الرجال والنساء إجراء الفحوص السابقة بمعدل مرتين في السنة على الأقل، بعد بلوغ سن الـ40».
وقال إن على النساء إجراء فحص دوري (الماموغرام) للكشف عن سرطان الثدي وسرطان عنق الرحم، بداية من عمر الـ30. أمّا الرجال فيتعين عليهم فحص «البروستاتا» مرة واحدة خلال هذه الفترة.
وشدّد على أهمية الفحوص الدورية في اكتشاف كثير من الأمراض الصامتة، مثل الضغط والسكري، التي لا تظهر أعراضها إلا بعد سنوات من الإصابة، وقد تسبب تلفاً في أعصاب القدمين واليدين، إضافة إلى ضيق شرايين الدماغ والعين. كما أكد ضرورة فحص القلب للمدخنين.
ولفت إلى ارتفاع نسب الإصابة بضغط الدم في الدولة خلال السنوات الأخيرة بشكل ملموس، مضيفاً أن الشباب في مرحلتي الـ30 والـ40 من العمر، لم يعودوا في منأى عن الإصابة به، بسبب سوء التغذية وعدم ممارسة الرياضة والتدخين، وارتفاع نسب الأملاح في الجسم، إضافة إلى العوامل الوراثية، الأمر الذي يستدعي تغيير نمط الحياة بشكل عام، وتناول الأدوية لضبطه.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
المصدر: الإمارات اليوم