”هيئة الشارقة للمتاحف“ تستعرض دور الممارسات الرقمية في المتاحف والمؤسسات الثقافية
الشارقة في 18 مايو/ وام/ نظمت هيئة الشارقة للمتاحف اليوم مؤتمراً افتراضياً بعنوان ”دور التحويل الرقمي للمقتنيات في المتاحف والمؤسسات الثقافية نحو التنمية المستدامة لمجتمعاتنا“ وأعلنت عن فتح أبواب جميع متاحفها مجاناً وذلك احتفاءً باليوم العالمي للمتاحف الذي يصادف 18 مايو و يركز في نسخة هذا العام على مفاهيم الاستدامة وجودة الحياة.
ويهدف المؤتمر إلى توفير رؤى قيّمة حول التحديات والإمكانيات والفرص المتاحة في مجال استخدامات ودمج الواقع الافتراضي والممكنات الرقمية في الواقع المتحفي كما يسعى إلى اكتشاف أحدث الاتجاهات والتكنولوجيا والممارسات التي يتم توظيفها من قبل المتاحف والمؤسسات الثقافية في المنطقة العربية وسواها لرقمنة وتوثيق المقتنيات مستهدفاً تعزيز الممارسات المستدامة و جذب وإشراك الجمهور من خلال المنصات الرقمية.
وقالت منال عطايا، المدير العام لهيئة الشارقة للمتاحف: ”إن استخدام المنصات و التقنيات الجديدة بهدف حماية المعلومات والحفاظ عليها يعد أمراً ضرورياً لضمان الوصول الى التراث الثقافي لجمهور عالمي ومتنوع، مؤكدةً التزام الهيئة بتعليم وترويج الفنون والثقافة بطرق تدعم التنمية المستدامة للمجتمع.“
وأضافت ”يشكل مشروعنا الحالي عن الواقع المعزز في خورفكان نموذجاً لذلك، حيث يظهر الإمكانيات الهائلة لدمج العوالم الافتراضية والفعلية بهدف إشراك الزوار بطرق جديدة ومبتكرة ،وإحياء مقتنياتنا من خلال تجارب تفاعلية وغامرة تلبي التوقعات المتجددة لزوارنا.“
وأفادت عطايا أن المشروع يستخدم الحركة الطبيعية، والرسوم ثلاثية الأبعاد، وأحدث تقنيات الواقع المعزز للسماح للزائرين بالتفاعل مع البيئة المادية في نصب المقاومة ومعروضاته بسلاسة، حيث يقدم رواية فريدة عن المقاومة البطولية لأهل خورفكان خلال الغزو البرتغالي عام 1507، من خلال استثمار تقنية الذكاء الاصطناعي ودمجها مع تقنية التحديق وأحدث تقنيات الواقع المعزز.
وتضمن المؤتمر ثلاث جلسات تحمل الأولى عنوان ”المنصات والتقنيات الجديدة المستخدمة في رقمنة المقتنيات وتعزيز الممارسات المستدامة في المتاحف و المؤسسات الثقافية“، وادارتها هيزيل بيج مدير إدارة المقتنيات في الهيئة بمشاركة كل من شيخة المطيري، رئيسة قسم الثقافة الوطنية في مركز جمعة الماجد، ونصرة البلوشي مسؤول التخطيط والمتابعة في الأرشيف الرقمي للخليج العربي ودافيد جوزيف ريزلي الأستاذ في مجال الإنسانيات الرقمية في جامعة نيويورك أبوظبي .
اما الجلسة الثانية جاءت تحت عنوان ” كيف تقوم المؤسسات المختلفة برقمنة وأرشفة المقتنيات ذات الأهمية للمنطقة العربية؟“ لتسلط الضوء على التحول الرقمي وحفظ المقتنيات من خلال نخبة من المتحدثين المتخصصين من بينهم سمر طارق عبد الرحيم عزريل، باحثة ومؤرشفة ميدانية في المتحف الفلسطيني، والأستاذة فاتن رشدي، رئيس وحدة مركز المصادر في متحف اللوفر ابو ظبي، و الدكتور زكي أصلان، مدير المركز الإقليمي لحفظ التراث الثقافي في الوطن العربي (إيكروم الشارقة).
واستعرض المتحدثون عددا من مشاريع الرقمنة الناجحة، ومناقشة تأثير الأرشيف الرقمي على تسهيل الوصول إلى التراث الثقافي،كما ركزوا على التحديات والفرص المرتبطة بالمنصات والتقنيات الجديدة المستخدمة لحماية المعلومات والحفاظ عليها.
وتطرقت الجلسة إلى حزمة من المواضيع تضمنت استعمال تقنية البلوك تشين لتأمين وتتبع المصدر الأصلي للمقتنيات الرقمية، استعمالات الذكاء الاصطناعي وتعليم الآلة لتحويل التكنولوجيا الرقمية الى عملية آلية، واستخدام الواقع الافتراضي والمعزز لخلق تجارب غامرة للزوار.
وختتم المؤتمر أعماله بجلسة ”إشراك الجماهير من خلال المنصات الرقمية“ التي ادرتها الدكتورة جوكسي أوكاندان، أستاذ مشارك في جامعة الشارقة الامريكية وشارك فيها كل من الشيخة نوار القاسمي، نائب رئيس مؤسسة الشارقة للفنون و شمه الكتبي مدير إدارة التسويق والاتصال في هيئة الشارقة للمتاحف.
وسلط المشاركون خلال الجلسة الضوء على أهمية استخدام الواقع الافتراضي، والواقع المعزز، ووسائل التواصل الاجتماعي، وتطبيقات الجوال وغيرها من التقنيات الناشئة، لاستقطاب وتعزيز تجربة الجمهور، وتكريس التعليم، و تحفيز المشاركة.
وتزامناً مع المؤتمر، اعلنت هيئة الشارقة للمتاحف عن تنظيمها 28 برنامجاً للجمهور تركز على الاستدامة وزرع ثقافتها في الحياة اليومية، بالإضافة إلى تسليط الضوء على أهمية جودة الحياة للفرد من خلال طرق للتخلص من التوتر والصحة النفسية.
و تتضمن البرامج سلسلة من ورش العمل خلال الفترة من 19وحتى 25 مايو الجاري بما يلبي ذائقة واهتمام جميع الزوار ويتيح لهم اكتشاف ألغاز أنظمة الري القديمة في الدولة، والبيئة البحرية، وأشجار النخيل، والتعرف إلى أبرز الحرف التقليدية، كما تتناول ورش العمل المصاحبة موضوعات ثرية ومتنوعة تشمل إعادة التدوير، وصناعة الفخار، والطاقة المتجددة، وتزيين الأكياس الورقية بأنماط وأشكال هندسية، بالإضافة إلى العملات المعدنية من الحضارات القديمة.
وتوفر الفعاليات مجموعة من الأنشطة تشمل نشاط ” يوغا الضحك“، يتعرف من خلاله زوار متحف الشارقة للحضارة الإسلامية على تمارين الضحك غير المشروط بهدف تعزيز مشاعر الفرح والحصول على حياة صحية فيما يقدم مربى الشارقة للأحياء المائية فعالية التأمل التي تتيح للزوار الاستمتاع وسط أجواء تزخر بالهدوء والاسترخاء في غرفة مهيأة لممارسة التأمل متاحة خلال أوقات الزيارة من 19 حتى 25 مايو.
ويعد اليوم العالمي للمتاحف الذي يصادف ال 18 من شهر مايو كل عام حدثاً عالمياً يديره المجلس الدولي للمتاحف ويسلط من خلاله الضوء على محور حيوي يناقش التحديات التي تتعامل معها المتاحف العالمية، وتحتفي المناسبة كذلك بالدور الحيوي الذي تلعبه المتاحف لصالح حماية التراث الثقافي وتعزيز المعرفة.
المصدر: وكالة انباء الامارات