ملتقى الشارقة للمسرح العربي يناقش ثنائية “المسرح والموسيقى”
الأحد، ٢٨ مايو ٢٠٢٣ ٤:٢٧ م
الشارقة في 28 مايو/ وام / شهدت فعاليات الدورة السادسة من مهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي في يومه الثاني ثلاثة أنشطة عرفت إقبالاً جماهيرياً واسعاً حيث شهدت قاعة المؤتمرات في المركز الثقافي لدبا الحصن، انطلاق النسخة الـ18 من “ملتقى الشارقة للمسرح العربي”، الذي جاء هذا العام تحت شعار “المسرح والموسيقى”.
حضر الملتقى أحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح مدير المهرجان، وافتتحت وقائع الملتقى بكلمة للمشاركين القاها الباحث المسرحي المغربي عبدالمجيد فنيش، وأعرب فيها عن خالص الشكر والامتنان لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على مبادراته الريادية غير المسبوقة، في إنعاش ودعم وتشجيع البحث والإبداع عل طول الامتداد العربي، وهو الذي جعل الشارقة علامة ثقافية متفردة، شملت ظلالها آفاقاً رحبة، أعطت للمسرح العربي نفساً جديداً.
وأكد المشاركون في ملتقى الشارقة الثامن عشر للمسرح العربي، أن الملتقى أسهم على مدى عقدين من الزمان في رفد جهود التنظير والتفكير في الممارسة المسرحية العربية معربين عن أملهم أن يكون لقاءهم هذا محطة أخرى من محطات التناظر والحوار والنقاش العلمي، انسجاماً مع ثنائية الفرجة والمرجعية البحثية..
وبدأت جلسات الملتقى التي أدارها عبدالله راشد ، بمداخلة الباحث التونسي نوفل عزارة، وجاءت بعنوان “الموسيقى والشعر والرقص والتراجيديا”، استهلها بالحديث عن الموقع البارز الذي احتلته الموسيقى في الحضارة اليونانية القديمة، وكيف لعبت دوراً علاجياً، قبل أن ينتقل بحديثه إلى الدور الجوهري للموسيقى الرقص في بنية العرض التراجيدي الإغريقي.. مشيراً إلى أن الموسيقى كانت ضرورية لتخفيف الوقع المأساوي والمفزع لما ترويه المسرحيات المعروضة وكان للموسيقى الدور الناجع وبالغ الأهمية حتى ينتقل الإنسان من حالة الخوف والرعب المنبعثة من صورة العدم البدئي للعالم، إلى حالة الاستقرار النفسي وحالة الانسجام المجتمعي.
وتحت عنوان “المسرح والموسيقى.. التجربة العربية وإشكالياتها” جاءت مداخلة الباحثة المصرية رانيا يحيى، التي ركزت على تناول حالة الإلتباس في مفهوم المسرح الغنائي وارتباطه بعدد من المعاني الأخرى التي تربط بين “أبو الفنون” والموسيقى، كما تطرقت إلى كيفية تعامل الموسيقيين العرب تطبيقياً في العروض المسرحية، محللة بعض الإبداعات المسرحية التي ظهرت في القرن الحادي والعشرين.
وجاءت المداخلة الثالثة بعنوان “المسرح الغنائي العربي.. خاصياته وتأثيراته على أشكال التأليف الموسيقي” قدمتها الباحثة والناقدة التونسية عائشة القلالي، التي استعرضت بدايات تداخل المسرح بالغناء منذ نهاية القرن التاسع عشر، حيث ظهرت المسرحيات الغنائية الأولى في مصر، وذلك مع تجربة مؤسّس ورائد المسرح الغنائي سلامة حجازي “18521917”، الذي نشط في عدد من الفرق المسرحية، ثمّ كوّن فرقته الخاصة سنة 1905، ثم خليفته سيّد درويش “18921923” الذي واصل بعده وضع أسس المسرح الغنائي التعبيري في بداية القرن العشرين.
وركزت القلالي على إبراز التأثير المسرحي في مسار التأليف الموسيقي في العالم العربي بوجه عام، ففي رأيها أسهمت تجارب المسرح الغنائي في إثراء المدوّنة الموسيقية العربية بأشكال وأنماط جديدة للتأليف الموسيقي، منذ نهاية القرن التاسع عشر ولغاية ظهور تجربة “الرحابنة” أواخر ثمانينيات القرن الماضي.
وتتبعت الباحثة والناقدة المصرية ياسمين فراج في ورقتها الموسومة “المسرح الموسيقي في مصر19532023: التوجهات والإشكاليات” تأثير التحولات السياسية في مسيرة المسرح الموسيقي، وذلك استناداً إلى ثلاثة تحولات بارزة منذ مطلع الخمسينيات وإلى العام 2000، مشيرة إلى أن كل انتقال سياسي كان ينعكس بمستوى أو آخر على تطور أو تراجع المسرح الموسيقي.
وشهد جمهور المهرجان في الفترة المسائية مسرحية “السيرك” لفرقة المسرح القومي السوري، وهي من إعداد وإخراج أيمن زيدان، والنص الأصلي للعرض هو للكاتب الأرجنتيني أوزوالدو دراكون عن مسرحية “قصص تروى”، وتناول زيدان لوحة “ضربة شمس” ولوحة “الرجل الذي صار كلباً”.
واستفاد جمهور اليوم الثاني للمهرجان من ورشة تدريبية في صناعة وتنفيذ فن خيال الظل، أشرفت عليها الفنانة الفلسطينية فيروز نسطاس.
عبد الناصر منعم
المصدر: وكالة انباء الامارات