معلمون لا يلتزمون بحصص «التقوية».. ومدارس تؤكد إجراءها قبل الامتحانات
أفاد أولياء أمور طلبة بأنهم تلقوا مكالمات هاتفية تسويقية، تقوم بالترويج لحصص دروس خصوصية «عن بعد» لجميع المناهج التابعة لوزارة التربية والتعليم، والمناهج البريطانية والأميركية، مشيرين إلى أن المنافسة بين أصحاب الدروس الخصوصية وصلت إلى مرحلة تسويقها عبر مكالمات ترويجية مزعجة.
فيما رصدت «الإمارات اليوم» انشغال أمهات بالبحث عن أفضل دروس خصوصية في قروبات التواصل الاجتماعي مع بداية امتحانات نهاية العام الدراسي لمختلف المراحل الدراسية، وأرجعت أمهات ذلك إلى أن الطالب يجد صعوبة في دراسة المنهج ليلة الامتحان، وأن معلمي الدروس الخصوصية لديهم خبرة كافية في شرح المنهج، وإعطاء الطالب الإجابات النموذجية المختصرة، مشيرات إلى أن معلمين لا يرسلون أوراق العمل أو إجراء حصص تقوية قبل الامتحانات، ولا يجيبون عن أسئلة الطلبة المرسلة عبر البريد الإلكتروني.
في وقت أكدت إدارات مدرسية أن الدروس الخصوصية تركز فقط على جزء من المنهاج، ما يصدم الطلبة خلال الامتحانات التي تكون أسئلتها شاملة للمنهاج، وأن المعلمين ملزمون بإرسال أوراق عمل إلى الطلبة من مختلف المراحل الدراسية عبر النظام الإلكتروني، وإجراء حصص تقوية «عن بعد» في جميع المناهج الدراسية، مساء ليلة كل امتحان.
وتفصيلاً، قالت أمهات الطلبة راشد حسان وسعيد عبده وهمام العز، إن قروبات التواصل الاجتماعي من أكثر المنصات تفاعلاً بين أمهات طلبة المدارس خلال موسم الامتحانات، حيث تساعد الأمهات بعضهن بعضاً في نشر أسماء أفضل معلمي ومعلمات الدروس الخصوصية، من أجل مساعدة بقية عضوات القروبات على التواصل لحجز مواعيد وحصص خصوصية «عن بعد» لأبنائهن الطلبة.
وأضفن أن السبب وراء بحث الأمهات عن معلمي دروس خصوصية قبل امتحانات نهاية العام الدراسي هو عدم إرسال المعلمين أوراق العمل للمناهج الدراسية التي ستدخل في الامتحانات، أو أي مقاطع فيديو مختصرة لشرح المناهج، الأمر الذي يؤدي إلى صعوبة فهم الأمهات للمناهج وشرحها بشكل واضح لأبنائهن الطلبة.
وأشرن إلى أن الطالب يجد صعوبة في دراسة المنهج ليلة الامتحان، خصوصاً الأسئلة التي تتطلب قياس مهارات الطالب، وتحتاج لإجابات موسعة وواضحة. وتابعن أن معلمي الدروس الخصوصية لديهم خبرة كافية في شرح المنهج، وإعطاء الطالب الإجابات النموذجية المختصرة، والإجابة عن المصطلحات العلمية.
وأوضحن أنه على الرغم من رفضهن فكرة الدروس الخصوصية، باعتبارها تؤسس لجيل اتكالي، إلا أن عدم قيام بعض المعلمين بإرسال أوراق العمل، أو إجراء حصص تقوية قبل الامتحانات، أو الإجابة عن أسئلة الطلبة المرسلة عبر البريد الإلكتروني، يدفع ذوي الطلبة، خصوصاً الأمهات، للبحث عن معلم خصوصي مع بداية امتحانات نهاية العام الدراسي.
من جهتها، أفادت إدارات مدرسية، فضّلت عدم ذكر اسمها، أن لجوء الأمهات إلى حجز مواعيد مع معلمي الدروس الخصوصية قد يؤدي إلى التركيز على أسئلة يتم تقديمها على اعتبارها متوقعة في ورقة الامتحان، كما يؤدي إلى التركيز على جزء من المنهاج وإغفال الباقي، ما يُحدث صدمة للطالب عند إجراء الامتحان، في حال كانت طريقة فهمه للمنهج وطريقة الإجابة عن الأسئلة مختلفة عما درسه في الفصل الدراسي، وقد يؤدي إلى عدم تمكنه من الإجابة عن ورقة الامتحان بشكل نموذجي، وبالتالي انخفاض درجاته.
وأضافت أن جميع المعلمين ملزمون بإرسال أوراق عمل إلى الطلبة من مختلف المراحل الدراسية عبر النظام الإلكتروني، وأن أي طالب لم يستلم أوراق العمل، بسبب وجود عطل تقني أو لأي سبب ما، عليه التواصل مع رئيس القسم، والحصول على أوراق العمل المتعلقة بامتحانات نهاية العام الدراسي، وعدم اللجوء إلى معلمي الدروس الخصوصية.
وأشارت إلى أن المعلمين ملزمون بإجراء حصص تقوية «عن بعد» في جميع المناهج الدراسية، في الساعة السابعة مساء ليلة كل امتحان، من أجل شرح الدروس في ورقة الامتحان، وآلية الأسئلة التي ستتضمنها الورقة، وكيفية الإجابة عنها، كما يتم الرد على أسئلة جميع الطلبة الحاضرين «أونلاين». وعزت الإدارات المدرسية لجوء بعض الأمهات إلى معلمي الدروس الخصوصية إلى عدم متابعتهن البريد الإلكتروني الخاص بأبنائهن الطلبة، وعدم التواصل مع رؤساء الأقسام لمعرفة تفاصيل استعدادات المدارس لامتحانات نهاية العام الدراسي.
من جهة أخرى، قال ولي أمر طالب في المرحلة الثانوية، عبدالله محمد الزعابي: «تلقيت مكالمة تسويقية عبر الهاتف خلال الأيام الماضية، تروج لدروس خصوصية (عن بعد)، بعد أن أقوم بتحديد المواد التي يحتاج ابني فيها لتقوية، ثم أحدد الباقة التي تناسبني من ناحية السعر، إذ تبدأ الحصة الواحد من 70 درهماً لنصف ساعة، وكلما احتاج الطالب وقتاً أكثر يتم احتساب قيمة إضافية على الوقت الذي يقضيه بعد الوقت المحدد من الدرس». وأضاف أنه لا يثق بمثل هذه الشركات الترويجية التي تقوم بالتواصل عبر هواتف الأشخاص بشكل عشوائي.
وأيدته في الرأي ولية أمر طالبتين في المرحلة الابتدائية بإحدى المدارس الخاصة في إمارة الفجيرة، خلود البلوشي، قائلة: «اعتدت على الاتصالات الهاتفية التسويقية لترويج عقارات أو أدوات منزلية كهربائية، وغيرها، أما شركات تروج لدروس خصوصية قبل فترة امتحانات نهاية الفصل فهذا إزعاج جديد من نوعه».
وأضافت: «نال مني هذا الترويج اهتماماً، حيث بدأت بسؤال الشخص المتصل عن كيفية معرفة مستوى الطالب قبل دخوله في مرحلة اختيار المعلم المناسب للدروس الخصوصية، ومدة كل درس، وجاءت إجابته بأنه تتم معرفة طبيعة المنهاج الدراسي الذي يتلقاه الطالب، وما المواد التي هو بحاجة لها من الدروس الخصوصية، ثم يتم عمل اختبار (عن بعد) للمواد التي اختارها ولي الأمر، ويحدد مستوى الطالب بحسب نتيجة الاختبار، ليتم بعدها ترشيح المعلمين المخولين إعطاء الدروس الخصوصية».
وأكدت أن الأسعار تنافسية، مقارنة بالدروس الخصوصية الحضورية، موضحة أنها خلال فترة جائحة «كورونا»، خاضت تجربة مسبقة مع الدروس الخصوصية «عن بعد»، وتجدها غير مجدية بالنسبة لطلبة المرحلة الابتدائية، نظراً لقلة تركيز الطالب على الشاشة، وعدم الاكتراث لشرح المعلم.
فيما قالت ولية أمر أربعة طلبة في مراحل تعليمية مختلفة بإحدى المدارس الخصوصية في مدينة كلباء التابعة لإمارة الشارقة، فاطمة حميد: «الاتصالات التي تأتي من الشركات التسويقية عبر الهاتف، والتي تكون تابعة لشركات تعليمية تخصص دروساً خصوصية (عن بعد) قليلة، مقارنة بالاتصالات المزعجة التي تسوق لبيع عقارات وشقق سكنية وغيرها».
أمهات: «أبناؤنا يجدون صعوبة في دراسة المنهج ليلة الامتحان.. ومعلمو الدروس الخصوصية لديهم إجابات نموذجية مختصرة».
مدارس تؤكد ضرورة عدم اللجوء إلى معلمي الدروس الخصوصية.
70
درهماً سعر الحصة «عن بُعد» لنصف ساعة.. وكلما احتاج الطالب وقتاً أكثر يتم احتساب قيمة إضافية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
المصدر: الإمارات اليوم