حذّر أطباء من المخاطر الصحية الجسيمة المرتبطة بالذبح العشوائي خارج المسالخ النظامية خلال فترة عيد الأضحى، مؤكدين أن هذه الممارسات لا تقتصر خطورتها على انتشار الروائح والمخلفات، بل تُعد مصدراً رئيساً لتفشي أمراض مشتركة بين الإنسان والحيوان، في ظل غياب الرقابة البيطرية والإجراءات الوقائية المناسبة.
وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن هناك سبعة أمراض خطيرة قد تنتقل بفعل هذه الممارسات، تشمل «الحمى المالطية»، و«الجمرة الخبيثة»، و«حمى كيو»، و«داء المقوسات»، و«السل البقري»، و«السالمونيلا»، و«عدوى الإشريكية القولونية».
وشدّدوا على أن الذبح في المنازل أو في الأماكن العامة يعزّز فرص تلوث اللحوم، لا سيما عند غياب وسائل التبريد الملائمة، كما يسهم التخلص العشوائي من النفايات الحيوانية في جذب نواقل الأمراض، ويزيد احتمالية التعرّض لإصابات جسدية مباشرة نتيجة التعامل غير الآمن مع الأدوات الحادة.
وأوصوا بتقديم مفهوم الأضحية للأطفال في سن ست إلى ثماني سنوات بطريقة مبسطة، تركز على القيم الروحية والإنسانية مثل الشكر، والعطاء، ومساعدة المحتاجين.
وتفصيلاً، حذر أخصائي الطب الباطني، الدكتور جوزيف يوسف، من المخاطر الصحية نتيجة الذبح العشوائي خارج الرقابة البيطرية، مؤكداً أنه يُعد مصدراً رئيساً لتفشي عدد من الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، إذ تنتقل من الذبيحة للإنسان، وأبرزها «الحمى المالطية» و«الجمرة الخبيثة»، و«حمى كيو» و«داء المقوسات» و«السل البقري»، و«السالمونيلا» و«عدوى الإشريكية القولونية».
وأضاف أنه من الناحية البيئية فإن الذبح العشوائي يؤدي إلى تلوّث المياه نتيجة تسرب الدم والمخلفات إلى شبكات الصرف، إضافة إلى تلوّث الهواء بسبب الروائح الكريهة أو الحرق غير المنظم للنفايات الحيوانية، ما يجذب الحشرات والقوارض والكلاب الضالة، ويهدد الصحة العامة.
وأكد أن الذبح في المنازل يعزّز انتقال العدوى نتيجة تلوّث اللحوم، خصوصاً في حال غياب وسائل التبريد الملائمة، كما يؤدي التخلص العشوائي من النفايات الحيوانية إلى انتشار نواقل الأمراض، ويزيد من فرص التعرض لإصابات مباشرة عند استخدام أدوات حادة بطرق غير آمنة.
وشدّد على أهمية الذبح في المسالخ النظامية، حيث تتوافر إجراءات وقائية صارمة تشمل الإشراف البيطري، النظافة، تدريب الطاقم، التبريد السليم للحوم والتخلص الآمن من النفايات.
وقال: «هذه المعايير تقلل من خطر انتقال الأمراض، وتحافظ على جودة اللحوم وسلامة المستهلكين، مقارنة بالذبح العشوائي».
ودعا إلى الالتزام بالاشتراطات الصحية عند التعامل مع الأضاحي ونقلها وحفظ لحومها، وتشمل غسل اليدين والأدوات جيداً، وبشكل متكرر، واستخدام أسطح نظيفة ومعقمة أثناء التحضير، إلى جانب تجنّب التلوّث المتبادل بين اللحوم النيئة والأطعمة الأخرى، والتأكد من حفظ اللحوم في درجات حرارة مناسبة بعد الذبح مباشرة.
ودعا أخصائي الطب النفسي، الدكتور وليد العمر، إلى أهمية عدم تعريض الأطفال دون سن السابعة لمشاهد ذبح الأضاحي، قبل التهيئة النفسية المسبقة لهم. ودعا إلى مراقبة ردات فعلهم بعدها، كما نصح بتوفير مساحة للحديث الحر معهم، والسماح لهم بالتعبير عن مشاعرهم دون التقليل من شأنها، حيث إن الدعم العاطفي من الأهل أساسي في تجاوز أي أثر سلبي.
وأكد استشاري طب الأطفال، الدكتور عمرو الظواهري، بدوره، أن اختيار المسالخ المرخصة للحصول على الذبائح آمن من كل النواحي.
وقال إن تعرّض الأطفال لمشهد الأضحية داخل المنزل، من دون تهيئتهم مسبقاً، قد يُحدث تأثيرات نفسية وسلوكية لديهم، خصوصاً إذا كان الطفل دون سن السادسة.
وأوضح أن «الأطفال في سن ما بين الثانية والسابعة هم الأكثر تأثراً وحساسية لمثل هذه المشاهد، لأنهم في مرحلة لاتزال قدرتهم فيها محدودة على الإدراك، ما يجعل تفسيرهم للمواقف مباشراً وحسياً. ومع ذلك، تختلف ردود الأفعال بين طفل وآخر، بناءً على مدى نضجه العقلي والعاطفي، وتأثير مواقف الوالدين اللذين يُشكلان مصدر الأمان والفهم بالنسبة له».
وفي ما يتعلق بالسن المناسبة لتعريف الطفل بمفهوم الأضحية، قال إنها تبدأ من السادسة حتى الثامنة، حيث يبدأ الأطفال بفهم القيم الأخلاقية والدينية بشكل أعمق، ويُفضل شرح الفكرة باستخدام لغة مبسطة ترتكز على المعاني الروحية، مثل الشكر والعطاء ومساعدة المحتاجين، دون الدخول في تفاصيل مزعجة، وإذا دعت الحاجة للتطرّق إلى تفاصيل الذبح، فالأجدر التركيز على أهمية الرحمة والرفق بالحيوان، بعيداً عن التهويل أو التبسيط المخلّ.
وأكّد ضرورة تعامل الأهل الواعي مع الطفل، من خلال الإجابة الصادقة عن تساؤلاته بلغة تتناسب مع عمره، واحترام مشاعره وعدم التقليل منه، فالدعم العاطفي والتفسير الهادئ هما السبيل الأمثل لزرع القيم دون التسبب في اضطراب أو قلق، كما أوصى بالتركيز على الجانبين الإنساني والديني للعيد.
• الذبح في المنازل أو في الأماكن العامة يعزّز فرص تلوث اللحوم، لاسيما عند غياب وسائل التبريد الملائمة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
المصدر: الإمارات اليوم