مجلس «محمد سعيد الملا» يناقش الترابط الأسري ودعم اللغة العربية

استهل مجلس المرحوم محمد سعيد الملا في دبي أولى محاضراته في العام الجاري، تحت عنوان «وطن يتألق، ومجتمع ينهض، وأسرة عينها على التحديات»، الأربعاء الماضي، بحضور شخصيات مجتمعية بارزة وكتاب وإعلاميين.
وناقش المجلس، الذي انعقد في منطقة ند الشبا، بإدارة رئيس قسم الثقافة الوطنية في مركز جمعة الماجد، الإعلامية شيخة المطيري، محاور عدة تتمثل في الترابط الاجتماعي، وأبرز التحديات التي تواجه المجتمع في ظل التقنيات الحديثة، إلى جانب دعم التعليم باللغة العربية.
وقدّمت المحاضرة مؤسِّسة ومديرة متحف المرأة ومؤسِّسة متحف الفن الإماراتي، الدكتورة رفيعة عبيد غباش، كلمتها التي أشادت في مقدمتها بدور المجلس في الاحتفاء ببر الوالدين، ودور صلة الرحم في الحفاظ على الروابط الاجتماعية، مؤكدة ضرورة تعزيز هذا المفهوم لدى الجيل الحالي، وذلك عبر تعزيز صلة الرحم ورعاية كبار السن وإيلائهم أقصى درجات الاهتمام، باعتبارهم جزءاً أساسياً من النسيج المجتمعي في دولة الإمارات.
وأشارت غباش إلى أن المجتمع الإماراتي، منذ خمسينات القرن الماضي، مثال للتلاحم والتكاتف القوي، مؤكدة أن التمسك بالقيم النبيلة والأخلاق المستمدة من تعاليم الدين السمحة يُعد ركيزة أساسية لاستمرار الترابط الأسري والتكاتف المجتمعي، ورسوخ قاعدته على مر الزمن.
وشاركت في الجلسة عضو المجلس الوطني الاتحادي سابقاً، عائشة محمد الملا، التي استشهدت بسيرة الوالد المرحوم محمد سعيد الملا، إذ كانت تتجلى لديه معاني بر الوالدين وصلة الرحم بأروع معانيها، مشيرةً إلى أنها نشأت في بيئة مزجت بين مظاهر الأصالة بكل معانيها في منزل الجدة ومنزل الوالد رحمه الله.
كما ناقش المجلس دور اللغة العربية في الحفاظ على الهوية الثقافية وتعزيز التقدم في الإمارات، مؤكداً أن اللغة «ليست مجرد وسيلة تواصل، بل أداة للتطوّر والإبداع».
وشدد المشاركون على أن اللغة العربية كانت الوعاء الذي احتوى أعظم الاكتشافات والإنجازات في شتى العلوم، من الطب إلى الفلك والرياضيات.
وأكدوا أن المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أرسى دعائم نهضة تعليمية ثقافية متجذرة، كان للغة العربية فيها الدور المحوري.
وأضافوا أن «اللغة العربية تظل، في إطار رؤية الإمارات 2030، ركيزة أساسية لتعزيز الابتكار العلمي والتكنولوجي، وهي تواكب المستقبل بقدرتها على التكيف مع التطورات الحديثة، مسهمة في تحقيق الريادة التي تسعى إليها الدولة في مختلف ميادين المعرفة والابتكار».
كما تحدثت في المجلس رئيسة جمعية الصحفيين الإماراتية، فضيلة المعيني، حول التعليم في دولة الإمارات، مؤكدة أنه ركز في البداية على القراءة والكتابة، كمهارات أساسية، ومع تطور النظام التعليمي، أصبح من الضروري أن تسهم المؤسسات المختلفة في تعزيز اللغة العربية خلال السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل. وأكدت أن «هذه المرحلة حاسمة في تشكيل هويته الوطنية، حيث إن تعليم الطفل لغته الأم يعزز ارتباطه بالتراث والثقافة الوطنية. من هنا، يتعين على الأسرة والمدارس والمجتمع العمل معاً لتوفير بيئة تربوية تدعم اللغة العربية وتسهم في تكوين جيل واعٍ بهويته».
وذكرت عضو المجلس الوطني الاتحادي سابقاً، جميلة أحمد المهيري، أن اهتمام الأم بالطفل في سنواته الأولى صمام أمان لهوية الطفل الثقافية والوطنية، فالأم هي الحاضن الأول للقيم، تزرع في قلبه مبادئ اللغة العربية وحب الوطن، ما يسهم في تكوين شخصية متماسكة، تحافظ على التراث وتواجه تحديات العصر دون أن تفقد ارتباطها بجذورها.
وأكّد المشاركون في مجلس محمد سعيد الملا أهمية تطوير مناهج اللغة العربية، إضافة إلى دعم توطين إدارة المدارس وتطوير مناهج علمية باللغة العربية، ما سيسهم في المحافظة على الهوية الوطنية ورفع جودة التعليم وتعزيز دور المواطن في رسم مستقبل التعليم في دولة الإمارات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
المصدر: الإمارات اليوم