مؤتمر دور وسائل الإعلام في صون التراث يبحث إدراج الصقارة في الكتب المدرسية
أبوظبي في 7 سبتمبر/ وام / ناقش مؤتمر دور وسائل الإعلام في صون التراث والصقارة والتراث الثقافي غير المادي الذي عقد ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية إدراج الصقارة في الكتب المدرسية وتعزيز الوعي المجتمعي بالعناصر التراثية.
من جانبه دعا الدكتور علي القحيص إعلامي وكاتب سعودي مهتم بالتراث خلال الجلسة الأولى إلى ضرورة إدراج التراث والصقارة في الكتب المدرسية لتوعية النشء بالتراث وثقافة بلادهم وتعزيز تقديرهم لرياضة الصيد والصقارة.
واقترح أن يتم صياغة كتب ومحتوى إلكتروني يتناول تراث الصقارة وأهمية الصيد المستدام سيما وأن التكنولوجيا والأجهزة المحمولة تشكل جزءا من حياة جيل الشباب حاليا.
وأكد أهمية صياغة محتوى مقنع ومبسط ليصل إلى أكبر فئة من النشء والطلاب في المدارس لافتا إلى ضرورة أن تتبنى الجهات التعليمية الرسمية في الدول هذا التوجه والعمل على أن يكون تدريس التراث جزءا من المناهج الدراسية.
وتناولت الدكتورة لمياء سيد رئيس اللجنة الدائمة للإذاعة باتحاد الإذاعات العربية كيفية التعامل مع المحتوى الإعلامي الخاص بالتراث بوعي من قبل وسائل الإعلام والفاعلين في وسائل التواصل الاجتماعي مشيرة إلى أنه في الآونة الأخيرة ومع دخول وسائل التواصل الاجتماعي والتي أصبحت ضمن وسائل الإعلام حدث نوع من التشويش لدى الناس سيما وأن بعض المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي ليسوا متخصصين في الثقافة والتراث ما تسبب بوصول معلومات ليست بدقيقة بما لا يحقق الهدف الذي نسعى إليه والمتمثل في الحفاظ على التراث.
وأكدت ضرورة أن تتولى الجهات الإعلامية مسؤولياتها في بث الرسائل الإعلامية الدقيقة والتي تسعى إلى الحفاظ على الهوية الثقافية لكل بلد باعتبارها حضارة ستتوارثها الأجيال.
وتحدث المهندس عماد سعد رئيس شبكة بيئة أبوظبي عن تحدّيات الإعلام العلمي وعلاقته بالتراث والصيد المستدام وبيّن أن الإعلام اليوم تحَّوَّل بالضرورة إلى قوة ناعمة شديدة التأثير من أولوياته ليس نشر الأخبار العاجلة أو تغطية الأنشطة والفعاليات حول العالم فقط وإنما الدفاع عن مكونات الذاكرة الوطنية وفي مقدمتها البيئة والتراث الثقافي المادي واللا مادي وبالتالي الدفاع عن مفردات الهوية الوطنية المهددة بالتشويه والانقراض وسط عالم عجيب تحطمت فيه القِيَمْ ولم يعد لديه احترام لأي شيء.
وأكد أهمية الإعلام العلمي خلال المرحلة الحالية لا سيما وأننا بتنا نعيش في عالم كلنا فيه شركاء في المسؤولية والبناء شركاء بالمعرفة شركاء بالتنمية كلٍ من موقعه ومسؤولياته لتحقيق التنمية المستدامة.
وتناولت الجلسة الثانية من مؤتمر دور وسائل الإعلام في صون الصقارة والتراث الثقافي غير المادي تعزيز الوعي المجتمعي بالعناصر التراثية وترأستها الكاتبة فاطمة المزروعي رئيس قسم الأرشيفات التاريخية في الأرشيف والمكتبة الوطنية.
كما تناولت الجلسة الختامية من المؤتمر عدّة محاور هي: كيفية مخاطبة الجيل الجديد للترويج لأهمية إحياء التراث ودور وسائل التواصل الاجتماعي في إعادة إحياء الرياضات التراثية الأصيلة وتعزيز القيم والعادات والتقاليد ومخاطبة الاهتمامات البيئية والتراثية وتعزيز الوعي المجتمعي وتشكيل الرأي العام في حماية الموروث وأدارت الجلسة الدكتورة إحسان الميسري باحثة وإعلامية متخصصة في الاستدامة الثقافية وشؤون التراث.
واستعرضت فاطمة المنصوري مدير مركز زايد للدراسات والبحوث التابع لنادي تراث الإمارات أنشطة النادي في صون التراث واستهداف فئة الأطفال الناشئة لكي يتعرفوا على أهمية تراث الأجداد وبالتالي يقومون بصونه وحمايته.
وقالت إنّ “الإمارات اليوم من خلال فلسفة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ”طيّب الله ثراه” استطاعت الحفاظ على التراث على الرغم من أنها واحدة من أكثر الدول انفتاحاً على العالم حيث تعيش على أرضها مختلف جنسيات العالم وفي هذه التوليفة والانسجام فيما بينها جاء الحفاظ على المكتسبات الوطنية وعلى الهوية والموروث نتيجة الاهتمام الكبير”.
وأضافت أن “نادي تراث الإمارات وضع الشباب والناشئة في قلب اهتمامه ووجّه جميع أنشطته المتخصصة في التراث المادي والمعنوي والحرف والفروسية إلى جانب الإصدارات المتنوعة في مجال التراث”.
وقالت ” نتج عن اهتمام نادي التراث تخريج أجيال من ممارسي الأنشطة التراثية استطاعوا فيما بعد أن يتقلدوا مناصب مهمة وهذا كله جزء من استدامة التراث”.
من جانبه تحدث الباحث في التراث مسلم العامري عن ظهور التراث في الإعلام من خلال عدة برامج مثل “اليولة” وغيرها.
وقال ” عملت كثيراً في الميدان ورأيت فرحة الأطفال الصغار عند الالتحاق بالكثير من الأنشطة التراثية وعندما يعرض صوره التذكارية في هذه الأنشطة تأتي ردة فعل الفصل الذي ينتمي إليه هذا الطفل فيشارك نسبة كبيرة من الأطفال في الأنشطة التي تقام لاحقاً”.
وأضاف ” فخر كبير لنا أن ننقل هذا التراث إلى خارج الدولة ويتحقق ذلك من خلال البطولات العالمية داخل الإمارات وخارجها بعد أن أصبحت هناك بطولات محترفين” لافتا إلى أن تتويج الفائزين من خلال تغطية إعلامية شاملية سنحصل على شهرة واسعة وهكذا يتم تصوير تراثنا في الميدان ويظهر هذا على وسائل الإعلام المختلفة”.
مزون أحمد.
المصدر: وكالة انباء الامارات