وثق مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي صورة لافتة علقها المواطن محمد علي الفلاسي على سور منزله قيد الإنشاء في منطقة ند الشبا4 بإمارة دبي، يعتذر فيها لجيرانه عن أي إزعاج قد تسببه أعمال البناء لهم، وعبر عن أمله في انتهاء الأعمال قريباً.

ومن المعروف أن أصوات الحفر والهدم وحركة الشاحنات تصحب أعمال البناء، ما قد يزعج سكان المنطقة ويسلبهم الراحة بعد يوم عمل طويل، لكن الفلاسي اختار أن يحول هذا الوضع اليومي إلى رسالة إنسانية تعبر عن احترامه وتقديره لصبر جيرانه وتفهمهم.

وقد حملت اللافتة التي كتبها بخط واضح عبارة «اعتذار.. ونأسف للإزعاج.. جيراني الأعزاء لقد أوصى النبي على الجار وحقه على جاره، وعلى ذلك أعتذر عن أي إزعاج تسببت به سابقاً أو لاحقاً، على أمل الانتهاء قريباً من أعمال البناء لأتشرف بجيرتكم الطيبة. أخوكم محمد علي الفلاسي».

وأكد الفلاسي لـ«الإمارات اليوم» أن فكرة وضع لافتة اعتذار أمام منزله قيد الإنشاء جاءت من زوجته قبل انطلاق مشروع البناء، مضيفاً أنها كانت حريصة منذ البداية على مراعاة مشاعر الجيران، وحثته على وضع راحتهم في المقام الأول خلال تنفيذ الأعمال.

وتابع الفلاسي أنه قرر وضع اللافتة على سور منزله تقديراً لجيرانه، خاصة في الأوقات التي يكون فيها غائباً عن الموقع، لتظل الرسالة حاضرة وتظهر احترامه لصبرهم وتفهمهم خلال فترة البناء.

وبين أن ردود أفعال الجيران جاءت على نحو إيجابي ومفاجئ، تعكس عمق الروابط الإنسانية التي تنشأ حتى في غياب المعرفة المسبقة، فقد اتصل به أحد الجيران، على الرغم من أنه لم يسبق له لقاؤه، ليعبر عن دعمه الكامل له، قائلاً له: «نفذ ما تشاء، فأنت عزيز وغالٍ»، في موقف يجسد روح التآلف والتسامح التي تميز المجتمع الإماراتي.

وأضاف أن بعض الجيران لم يكتفوا بالتعبير عن تأييدهم، بل أبلغوه بأنهم ينتظرون بفارغ الصبر لحظة انتقاله إلى المنزل الجديد، مؤكدين أن وجوده بينهم سيكون إضافة طيبة للحي، وهو ما اعتبره الفلاسي دليلاً على أن حسن النية والاحترام المتبادل كفيلان ببناء جسور من الثقة حتى قبل السكن الفعلي.

وذكر أنه ليس الوحيد الذي حرص على هذه اللفتة الإنسانية، مشيراً إلى أن أحد الأشخاص اتخذ خطوة مماثلة، إذ وزع بطاقات اعتذار على جيرانه قبيل بدء أعمال البناء في منزله.

وتعد هذه المبادرات دليلاً على تنامي الوعي المجتمعي بأهمية التواصل المسبق، وحرص الأفراد على احترام مشاعر من حولهم، لاسيما في ظل ما قد تسببه أعمال الإنشاء من إزعاج مؤقت أو تأثير سلبي في راحة الجيران.

وأكد الفلاسي أن مراعاة الجيران ليست مجرد تصرف حسن النية، بل التزام أخلاقي واجتماعي يجب أن يبدأ قبل الشروع في البناء، ويستمر أثناء التنفيذ، ولا ينتهي حتى بعد الاستقرار في المنزل الجديد، مشدداً على أن الجيرة الطيبة لا تقاس فقط بالمسافة، بل تبنى على الاحترام، والتقدير، والمبادرة إلى التواصل الإيجابي.

ودعا إلى استحضار وصية الرسول في حسن الجوار، باعتبارها قيمة إنسانية راسخة، تتجاوز حدود الزمان والمكان، وتسهم في بناء مجتمعات متماسكة، يسودها الاحترام والتراحم.

وقال إن وجود جار طيب وخلوق هو «نعمة تستحق الحفاظ عليها»، لما لها من أثر مباشر في جودة الحياة، والاستقرار النفسي، والطمأنينة داخل الحي السكني.

فيما حظيت الصورة بتفاعل مجتمعي واسع، إذ تداولها عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مشيدين بالمبادرة، معتبرين أنها تعبير عن احترام الجوار وتجسيد عملي للقيم الاجتماعية.

وأكدوا أنها نموذج للمبادرات الفردية التي تعكس الوجه الإنساني والطابع الحضاري للمجتمع الإماراتي.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

المصدر: الإمارات اليوم

شاركها.