اخبار الإمارات

كتاب ومثقفون : دعم الأهل المبكر للطفل أكبر حافز لتطوير خياله وملكاته

الشارقة في 13 مايو / وام / أكد عدد من الكتاب والمثقفين أهمية الدعم المبكر للطفل لتحفيز خياله الإبداعي وطاقته الفكرية، مشيرين إلى أن هذا الدعم يأتي بالدرجة الأولى من الأهل ثم المعلمين في المدرسة فالمحيطين بالطفل في سنين الطفولة المبكرة.

جاء ذلك خلال جلسة حوارية تحت عنوان “قيمة التفكير الإبداعي” ضمن فعاليات الدورة الـ 14 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل شاركت بها الرسامة والمصممة عائشة سيف الحمراني وكاتب أدب الأطفال جكيار خورشيد والمؤلفة والبطلة الرياضية إيلي روبنسون.

وقالت الفنانة عائشة الحمراني إنها كرسامة تتقمص شخصية الطفل لتقترب من تصوراته ومشاعره ورؤيته الخاصة للكون، مشيرة إلى أن البيئة أكبر حافز للإبداع لأننا نبحث عن ما يشبهنا عن شخصيات تحمل ملامحنا سواء في المحتوى القصصي أو الكرتوني وهذا لا يقتصر علينا فقد لاحظت أن الناس في كل العالم يميلون إلى ما يشبههم ويشبه ثقافتهم ومرد ذلك القيم العميقة في الذاكرة الجمعية.

بدوره قدم جكيار خورشيد نماذج من كتبه كما عرض مداخلات لبعض الأطفال يرى أنهم يمتلكون خيالاً إبداعياً من ضمنهم الطفلة حنين كفاح التي قدمت شرحاً لابتكارها “رسالة التسام”، مشيرا إلى أن إيمان الأمهات والآباء بالأطفال هو أكبر حافز وملهم لهم لتنشيط ملكاتهم الإبداعية وهناك عدة وسائل لتمكين الأطفال من ذلك عبر دفعهم للتخيل والتأمل قبل النوم والاستمتاع بالطبيعة وتشجيعه على الثقة بالنفس والتعلم الدائم والعصف الذهني والتعلم من أخطاء المحيط.

ودعت إيلي روبنسون إلى السعي الدائم نحو المعرفة ورأت في ذلك سر ومحرك العملية الإبداعية فالعالم يتطور في كل يوم ونرى كيف بدأ الذكاء الاصطناعي يقدم حلولاً في مجالات إبداعية عديدة لكن البشر يحتفظون دائماً بتميزهم في جانب المشاعر وصدقهم في إيصال العواطف التي قد لا تتمكن الآلة من ولوجها بنفس العمق ومازالت هناك فرص عديدة للتعلم والإبداع والأمر برمته في هذه العملية هو حب اكتشاف المعرفة والتفكير خارج الإطار والحدود النمطية والتعبير عن مشاعرنا بشكل خلاق.

وفي سياق متصل أكد مختصون في المسرح أهمية المسرح المدرسي في طرح بدائل تعليمية تختلف عن التلقين ودوره في تعزيز الثقة بالنفس لدى الطلاب وتدريبهم على الابتكار والتعرف على ألوان مختلفة من الفنون، وأشاروا إلى أن ما يقدمه المسرح المدرسي من فرص تحتم على الإدارات التربوية العربية إدراج أنشطته ضمن المناهج التعليمية والعناية بنصوصه للارتقاء بوعي الطفل والحرص على أن يجمع القائمون على تنشيطه في المدارس بين الخبرة المسرحية والتربوية.

جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان “أهمية وجود المسرح في المناهج التعليمية ” تحدث خلالها كل من شريفة موسى المازمي الباحثة في مجال المسرح المدرسي والناقد المسرحي الدكتور هيثم الخواجة والمؤلف والمخرج المسرحي رويستن أبيل.

وأكدت شريفة موسى أن المسرح المدرسي يهدف من الناحية التربوية إلى بناء شخصية الطالب وتنمية قدراته المعرفية والفنية والاجتماعية لذلك يجب أن يكون له مكانة في المناهج التعليمية وأن يتم الاهتمام بجودة نصوصه وأدائه، لأن الطالب الذي يشارك في النشاط المسرحي سواء كان ممثلاً أو مشاهداً يستفيد من تجربة متكاملة تمكنه من التعبير عن نفسه وقيادة ذاته والارتقاء بإنسانيته.

من جهته أشار الدكتور هيثم يحيى الخواجة إلى أهمية إقامة ورش في تأليف نصوص للمسرح المدرسي لإثراء المكتبة العربية والنظر إلى المسرح المدرسي كنشاطٍ حضاريٍ وتربوي لا يهدف إلى إنتاج الممثلين لأنه جزء لا يتجزأ من العملية التعليمية ووجوده في أي مدرسة يعني وجود معلم إضافي يعلم الطفل الموسيقى والتعاون والجرأة والخطابة واللغة العربية الفصيحة.

بدوره قال رويستن أبيل إن أهمية المسرح المدرسي تكمن في أنه يشجع الأطفال على الالتزام والمشاركة الإيجابية وأن الطفل الذي يذهب في رحلة مع المسرح يستمتع بالفن ثم يساهم عندما يكبر في جعل العالم أفضل بكثير لذلك علينا توجيه اهتمام الأطفال من خلال المسرح إلى ما يصرف أنظارهم عن تضييع الوقت لنخلق منهم بشرًا لديهم المواهب المتنوعة التي يساهمون من خلالها في بناء مجتمعاتهم.

بتل

أحمد البوتلي/ بتول كشواني

المصدر: وكالة انباء الامارات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *