أكد كبار مواطنين وشخصيات مجتمعية أن قيام الاتحاد شكّل النقلة الأهم في تاريخ الإمارات الحديث، بعد أن نقل السكان من حياة تعتمد على العيون والآبار وطرق الجبال الشاقة، إلى دولة حديثة تمتلك بنية تحتية متطورة ومدارس ومستشفيات وخدمات عصرية، مشيرين إلى أن قصصهم الشخصية تختزن تفاصيل فارقة تجسد حجم التحوّل الذي شهدته البلاد منذ عام 1971.
وجاءت شهاداتهم لـ«الإمارات اليوم» لتوثق مراحل ما قبل الاتحاد وما بعده، بدءاً من المدن كالشويب وحتا، وصولاً إلى التجارب التعليمية والفنية الأولى في الفجيرة ودبي، مؤكدين أن الاتحاد نقل حياتهم إلى دولة حديثة تمتلك بنية تحتية متطورة ومدارس ومستشفيات وخدمات عصرية.
وتفصيلاً، قال علي سليمان الكتبي، متقاعد من القوات المسلحة، إن الحياة في الشويب قبل الاتحاد كانت «بسيطة وعفوية»، تعتمد على الزراعة والرعي والحرف التقليدية، بينما تشيّد البيوت من الطين وسعف النخيل، ويجمع الماء من العيون والآبار، ويعتمد على الإبل أو المشي في التنقل اليومي.
وأضاف أن قيام الاتحاد عام 1971 شكّل بداية «نهضة لم تتوقف»، حيث وصلت الكهرباء والمياه والطرق المعبدة للمنطقة، وتوسعت المدارس والمراكز الصحية، ونمت المشاريع الزراعية، ما جعل الحياة «أكثر راحة وتنظيماً مع الحفاظ على أصالة المجتمع».
واستذكر الكتبي لحظة فارقة جمعته بالمغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، قائلاً: «عندما بدأ العمل في ميناء جبل علي، قال لنا المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم: (هذا المكان سيكون عظيماً)، حينها كنا نتساءل: كيف لهذه الأرض أن تتغير ملامحها؟ لكنه كان يرى المستقبل بوضوح واليوم أصبح جبل علي من أهم الموانئ في العالم، شاهداً على صدق رؤية المؤسسين».
وأشار إلى أهمية مجالس الكبار ودورها في نقل الخبرات، وتشجيع الشباب على التمسك بقيم الاتحاد ونهج القيادة، مسترجعاً كذلك ذكريات فريق كرة القدم في «الشويب» خلال الثمانينات الذي وحد المجتمع وعزّز روح الفريق والانضباط.
وفي مدينة حتا قالت الوالدة موزة ربيع، إن حتا عاشت تحولات واسعة منذ السبعينات، إذ كانت المنازل «عريشاً» و«خياماً» قبل أن تنشأ المنازل الشعبية عام 1977 بتوجيهات المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، إلى جانب إنشاء المدارس وتأسيس نادي حتا الرياضي الثقافي عام 1981.
فيما تحدثت (أم سعيد) عن الحياة عام 1976، حين كان الأهالي يجلبون الماء من الآبار، مشيرةً إلى رجل كفيف يُدعى «زعيل»، كان يتولى توزيع الماء على البيوت بدقة لافتة، إذ كان رغم إعاقته يتمتع بذاكرة حادة، وفطنة جعلت الأهالي يندهشون من قدرته على إيصال المياه من دون خطأ، ليصبح واحداً من أبرز أفراد المجتمع في ذلك الوقت.
وأكدت أن الخدمات الحالية لكبار المواطنين من سكن ورعاية صحية ومعونات اجتماعية تعكس خير الاتحاد ورعاية القيادة، مضيفة أنها سمت حفيدها (راشد)، تيمناً بالقيادة وحباً للمغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه.
وذكرت موزة سهيل أن الأهالي، رغم التطور، لايزالون محافظين على موروثهم الشعبي في الزي التقليدي والبرقع والعادات، التي تُعد جزءاً لا يتجزأ من الهوية.
من جانبها، روت الوالدة حمامة حارث، التي تزوجت في عجمان ثم انتقلت إلى دبي، أنها سكنت في منطقة بورسعيد 20 عاماً قبل انتقالها إلى منطقة أخرى، مؤكدة أن المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، كان يتفقد أحوال الناس في مختلف الأوقات، الأمر الذي جعل الأهالي يشعرون بقرب القيادة واهتمامها بشؤونهم اليومية.
وأضافت أن خبر قيام الاتحاد كان «فرحة انتقلت من بيت لبيت»، إذ حمل أملاً بوطن واحد ومستقبل أفضل.
وفي الفجيرة، استعاد مدير بلدية الفجيرة سابقاً، أحمد شاكر، بدايات التعليم في الإمارة عام 1962، مشيراً إلى أنه كان ضمن أول دفعة تضم 52 طالباً، قبل أن يواصل دراسته لاحقاً بفضل برنامج «الانتساب الموجه».
وتحدث عن مسيرته المهنية، من عمله في التعليم والإقامة وشؤون الأجانب، إلى توليه إدارة بلدية الفجيرة بين 1982 و1997، ومشاركته في الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي، مؤكداً أن مرحلة الاتحاد أسهمت في تطوير البنية التحتية والخدمات البلدية.
وأوضح أن الطريق الجبلي بين الفجيرة ودبي كان يستغرق أربعة أيام عبر «الحويلات» و«رافاد» و«نصلى» أو عبر «وادي حام»، قبل أن تُحدث مشروعات الطرق الحديثة تحولاً جذرياً في الحركة والتنقل، مشيراً إلى أن الأجداد كانوا يتمنون الوحدة، وهو ما تحقق بإرادة المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، باتحاد متماسك.
إلى ذلك، أكد الفنان الإماراتي عبدالرحيم سالم، أحد مؤسسي الحركة التشكيلية، أن الفنون التشكيلية قبل الاتحاد لم تكن واضحة إلا عبر محاولات فردية، لكن مع جهود وزارة الشباب والرياضة، ووزارة الإعلام، بدأت الحركة تأخذ شكلاً منظماً.
وأضاف أن تأسيس جمعية الإمارات للفنون التشكيلية عام 1981 شكّل نقطة تحول، إذ أسهمت في رعاية الفنانين الشباب وتنظيم المعارض والورش والدورات الصيفية.
وأشار إلى أن الفنان الإماراتي تميّز لانطلاقه من بيئته المحلية، مستشهداً بأسماء مثل عبدالقادر الريس ونجاة مكي ومنى الخاجة وعبيد سرور، مؤكداً أن «الفن رسالة لابد أن تستمد روحها من التراث والبيئة».
ووجه نصيحة للفنانين الشباب بتوظيف التقنيات والذكاء الاصطناعي في العمل الفني دون الاستغناء عن الحس الإبداعي والمهارة اليدوية، معتبراً أن «الموهبة الحقيقية عملة نادرة».
كبار مواطنين:
• «الاتحاد» نقلنا إلى دولة حديثة تمتلك بنية تحتية متطورة ومدارس ومستشفيات وخدمات عصرية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
المصدر: الإمارات اليوم
