أصدر المكتب الإعلامي لحكومة الفجيرة كتابا توثيقياً بعنوان «مع زايد.. ذكريات يرويها حمد بن محمد الشرقي»، يضيء من خلاله صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، على وقائع عايشها إلى جوار القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كاشفاً عن ملامح شخصيته الفريدة، ورؤيته الحكيمة، وبصماته العميقة في بناء دولة الاتحاد وترسيخ أركانها.

صدر الكتاب بمناسبة الذكرى الـ51 لتولي سموه مقاليد الحكم في إمارة الفجيرة، في ٢٢ باباً حملت عناوين ذات دلالات سامية، تعكس القيم النبيلة التي حملها المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، والتي كانت أساساً صلباً لترسيخ بنيان الدولة ومشروع الاتحاد، ومن بين تلك العناوين: «التعليم يعني بناء الإنسان»، و«لا خير في المال إذا لم يُسخَّر في خدمة الشعب»، و«أريد أن يتعلم كل أبناء الخليج»، و«أعطوني زراعة أضمن لكم حضارة»، وغيرها من العناوين التي تختصر جوهر فلسفته، إذ آمن بأن بناء الإنسان هو الأساس، وأن الثروة الحقيقية تكمن في استثمار العقول قبل أي شيء آخر.

وقد تصدَّر الكتاب إهداء بليغ بقلم سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، لروح القائد المؤسس، طيب الله ثراه، تحت عنوان: «الرجال العظماء يصنعون التاريخ»، إهداء يفيض وفاءً وإجلالاً، يذكّر بأن العظماء يمضون بأجسادهم لكن آثارهم تبقى منارة للأمم ما بقي الدهر، مستذكراً سموه أول لقاء له مع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حينما قال له: «استوي نفس أبوك»، وهو لقاء مازال في ذاكرة سموه، نظراً لما له من أثر كبير وعميق في آن معاً.

وفي سطور هذا الباب يتجلى المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، ليس فقط كحاكم استثنائي، بل كإنسان بسيط المعاش، عظيم الرؤية، قريب من شعبه، حريص على وحدته، ويستعرض صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي مواقف مفصلية في مسيرة الدولة، بدءاً من أول اجتماع لمجلس الوزراء، وصولاً إلى مواقفه من القضايا العربية الكبرى، كغزو الكويت عام 1990، ودعمه الثابت لفلسطين، مؤكداً أن «الدم العربي هو الأغلى».

ويستعيد الكتاب مقولة المغفور له الشيخ زايد الشهيرة: «أعطوني زراعة أضمن لكم حضارة»، مؤكّداً أنها لم تكن مجرد عبارة عابرة، بل رؤية حضارية متكاملة، تجلّت في مشروعات التشجير، وبناء السدود، وحماية الحياة الفطرية، لقد كان يؤمن بأن الحضارة تولد حين يلتقي احترام الأرض مع بناء الإنسان.

وأفرد الكتاب فصولاً لاهتمام القائد المؤسس، طيب الله ثراه، بدور المرأة، مبرزاً رؤيته الثاقبة لمكانتها بوصفها ركيزة أساسية في بناء الأوطان، فقد سنّ التشريعات التي مكّنتها في ميادين الحياة كافة، لتكون بحق «أم الأجيال» وشريكاً فاعلاً في مسيرة النهضة.

ونوه الكتاب بمسيرة إمارة أبوظبي التي أضحت اليوم وجهة عالمية تستقطب شعوب الأرض، بفضل عزيمة القائد المؤسس، طيب الله ثراه، وإيمانه بقدرة هذا الوطن على بلوغ المعالي.

إن كتاب «مع زايد» ليس مجرد سرد للذكريات، بل سفرٌ في تاريخ من البطولة والحكمة والعطاء، يختزن دروساً للأجيال، ويجسد وفاء قائدٍ عاصر المؤسس واقترب من حكمته، وهو إضافة نوعية إلى المكتبة الإماراتية والعربية، ومرجع ثقافي وتربوي جدير بأن يُقرأ، ليبقى المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، حاضراً في الوجدان كما كان أساساً في بناء الاتحاد.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

المصدر: الإمارات اليوم

شاركها.