«عوامل حماية» تقلل من احتمالات سقوط الأبناء في فخ تعاطي المخدرات
كشف اختصاصيون وخبراء أمنيّون أن هناك عوامل حماية تقلل من احتمالية تعاطي المواد المخدرة والمؤثرات العقلية، وهناك على النقيض من ذلك عوامل خطورة تزيد من احتمالية السقوط في فخ التعاطي، وتختلف تلك العوامل باختلاف المرحلة العمرية للطفل.
وشرحوا لأفراد الجمهور خلال فعاليات ملتقى الوقاية من المخدرات، الذي ينعقد في دبي برعاية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس مجلس مكافحة المخدرات، سبل تعزيز عوامل الحماية للأبناء حسب كل مرحلة عمرية، وتقليل عوامل الخطورة.
وأشاروا إلى أن عوامل الحماية تبدأ في سن مبكرة منذ ولادة الطفل حتى الخامسة، وتتنوع بين عوامل فردية تتمثل في تدريبه على استخدام المهارات الاجتماعية، مثل تحية الآخرين والترحيب بهم، وتكوين صداقات محدودة، وطلب المساعدة، والإنصات، فيما تتمثل العوامل الأسرية في دعم تطوير مهارات الأبناء الاجتماعية والسلوكية، وتلبية احتياجات الطفل المادية والعاطفية، والإنصات إليه والتحاور معه.
أما عوامل الخطورة في هذه المرحلة، بحسب الدليل الذي عرض خلال الملتقى تحت عنوان «دليل الوالدين للوقاية من المخدرات»، فتنقسم إلى فردية، تتمثل في الاضطرابات النفسية والسلوكية مثل فرط الحركة، والخجل وتأخر النطق والانعزال، وعوامل خطورة أسرية، تشمل التدليل وتناول الكحول أثناء فترة الحمل، ما يجعل الطفل عرضة للخلل السلوكي، وتعاطي أحد الوالدين أو كليهما المواد المخدرة، وإهمال الطفل وعدم تلبية احتياجاته المادية والعاطفية، وانفصال الأبوين.
وأشار الخبراء إلى أن العوامل تتوسع حسب الدليل خلال المرحلة العمرية من سن السادسة إلى العاشرة، فبالنسبة للجاني الفردي، تتمثل عوامل الحماية في الانضباط واتباع الأنظمة واللوائح السلوكية، والقدرة على تكوين صداقات وعلاقات جيدة، وامتلاك مهارات السيطرة على النفس، وبدء تطوير مهارات اتخاذ القرار وحل المشكلات.
وتابع أن عوامل الحماية الأسرية تتمثل في وجود تعليمات منزلية لتنظيم سلوك الطفل، مثل تحديد وقت النوم، ووقت مشاهدة التلفاز، ومحاورة الأبناء والاستماع إليهم في المواقف التي يتعرضون لها، ومشاركتهم هواياتهم، والإشراف على أوقات فراغهم، والتعرف إلى أصدقائهم والتداخل معهم، فيما تضاف في هذه المرحلة عوامل مجتمعية، تتمثل في وجود أنشطة مجتمعية مختلفة، مثل الانضمام إلى الأندية الرياضية وممارسة نشاط تحت إشراف مختصين.
فيما تتمثل عوامل الخطورة الفردية للمرحلة العمرية من 6 إلى 10 سنوات في العدوانية والقلق والاكتئاب، وعدم الالتزام بالأنظمة واللوائح السلوكية المدرسية، بينما تشمل العوامل الأسرية، الخلافات بين الأبوين، وغياب الضوابط المنزلية، والتدخين أو تعاطي أحد الوالدين أو كليهما المواد المخدرة، وإساءة معاملة الأطفال جسدياً ونفسياً، والتدليل الزائد على الحد، وقلة المراقبة، فيما تضاف عوامل خطورة مجتمعية إلى هذه المرحلة العمرية، منها سهولة الحصول على منتجات التبغ، وانتشار معتقدات غير صحيحة عن التدخين والتعاطي.
وأوضح الدليل الذي حرص الخبراء والاختصاصيون بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات الاتحادية على شرحه لرواد دبي هيلز مول، خلال فعاليات الملتقى، أن عوامل الحماية والخطورة تزيد مع تقدم الأطفال في السن، وتحديداً في المرحلة العمرية من الـ11 حتى الـ18، فتشمل عوامل الحماية الفردية، النمو البدني الجيد، والقدرة على التحكم في الانفعالات، والثقة بالنفس، ومهارات اتخاذ القرار، وحل المشكلات، ومهارات رفض المواد المخدرة والمؤثرات العقلية، ومهارات اختبار الصحبة أو الأصدقاء الجيدين.
وتشمل عوامل الوقاية الأسرية، وجود قواعد منزلية منظمة لسلوك الأبناء، والاستماع إليهم والتحاور معهم، وتشجيعهم ومشاركتهم هواياتهم، ومتابعة التحصيل المدرسي، ومعرفة دائرة الأصدقاء، والابتعاد عن أسلوب العنف في التعامل معهم، ومراقبتهم وتوجيههم بشكل دائم، وتوعيتهم بالمخاطر وسبل التصدي لها.
أما العوامل المجتمعية، فتتمثل في نشر الثقافة الرافضة للتعاطي، وتوفير الأعمال التطوعية والمجتمعية، والأندية.
فيما تتمثل عوامل الخطورة في هذه المرحلة العمرية، في الاندفاع والتهور، والإحساس بالقلق واليأس، والتدخين أو استخدام المواد المخدرة والمؤثرات العقلية، وانخفاض التحصيل المدرسي، وقلة الوعي بأضرار المواد المخدرة، وضعف مهارة مواجهة الضغط السلبي للأقران.
فيما تتمثل عوامل الخطورة الأسرية، في التدخين أو تعاطي أحد الوالدين أو كليهما المواد المخدرة، وانعدام الرقابة، وضعف العلاقة والروابط بين الأبناء، والإهمال وعدم مراقبة سلوكهم، والتدليل الزائد للأبناء، وضعف ضوابط الإنفاق المالي، بينما تشمل عوامل الخطورة المجتمعية، توافر المواد المخدرة، والمؤثرات العقلية وسهولة الحصول عليها، والدور السلبي للإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، مثل نشر المعتقدات غير الصحيحة عن التعاطي.
10 أيام من التوعية والفعاليات في دبي هيلز مول
تمتد فعاليات ملتقى الوقاية من المخدرات 2024 تحت شعار «أسرتي.. أكبر ثروتي» لـ10 أيام في منصة بمركز دبي هيلز مول، وشهدت خلال اليومين الأولين إقبالاً كبيراً من الأسر والأطفال خصوصاً على مختبر الابتكار الذي يتضمن كثيراً من الألعاب، ويحرص القائمون على المنصة على إجراء مسابقات طريفة لرواد الملتقى.
وقال المقدم مصطفى الحمادي، من الإدارة العامة لمكافحة المخدرات الاتحادية لـ«الإمارات اليوم» إن وزارة الداخلية حرصت على إقامة الملتقى الذي يتزامن مع اليوم العالمي للمخدرات لـ10 أيام كاملة، نظراً لأهمية الموضوع، وفي إطار الحرص على توعية الآباء بمخاطر المخدرات وسبل وقاية الأبناء منها.
. ملتقى الوقاية من المخدرات يواصل فعالياته تحت شعار «أسرتي.. أكبر ثروتي».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
المصدر: الإمارات اليوم