“عسل حتّا”.. درة تاج المنتج الإماراتي تزينه 5 آلاف ملكة من النحل
السبت، ١١ مارس ٢٠٢٣ ٤:٤٢ م
25 طنا إنتاجية الموسم كل شهرين.. وإقبال كبير من الزوار في موسم الشتاء.
أشجار “السمر والسدر والغاف” ركائز لاستدامة العسل في حتّا.
ثروة محلية وجودة مستدامـة تتفوق على المنتجات العربية والأوروبية.
من محمد جاب الله.
حتّا في 11 مارس / وام / وسط أحضان جبال الحجر الشاهقة والطبيعة الخلابة لمنطقة حتَّا السياحية إحدى “وجهات دبي”، تم إنشاء حديقة النحل ومركز الاكتشاف في حتّا في أواخر عام 2018.
تشكل منطقة حتّا محوراً مهماً بوصفها وجهة رئيسية من وجهات الجذب في دبي بما تتمتع به من مقومات طبيعية وتراثية، وما تحتفظ به من عادات وتقاليد أصيلة لأهل الإمارات عموماً .
و في حتّا يُعتبر إنتاج العسل من أعرق صناعاتها كونها تشتهر بإنتاج أجوده .. وتعتبر “حديقة عسل حتّا” أول حديقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تُقدم جولات وورشا وفعاليات لتمكين الزوار من اكتشاف عالم نحل العسل المدهش.
تُغطي هذه الوجهة السياحية الطبيعية مساحة 16,000 متر مربع وتحتوي على 300 من أصل 4,000 خلية نحل تمتلكها شركة عسل حتا في ربوع دولة الإمارات .. و تعد موطنا لمئات الأشجار البرّية المعمّرة كأشجار السمر والغاف والسدر.
وخلال جولة داخل حديقة نحل العسل قال “مصطفي محمد” مسؤول إنتاجية حديقة النحل في حتا، إن العسل يكون سائلاً لزجاً عند نضجهِ، ثم يأخذ بالتبلور تدريجياً إلى أن يتجمد والعسل المتبلور هو العسل المصفى بحالة طبيعية ترك في درجة حرارة أقل من 22م تتجمع السكريات على شكل بلورات تعطي العسل شكلاً حبيبياً، وتعكر العسل في الوقت ذاته الذي يتصلب قوامه ويتشكل على سطحه غشاء رقيق أبيض وحبيبي تزيد سماكته تدريجياً، ينتج عن تبلور سكر الجلوكوز ويبقى سكر الفركتوز ذائباً في الماء الذي لايزال موجوداً بين بلورات الجلوكوز ولا تلبث البنية الحبيبية أن تجتاح مجمل كتلة العسل وبشكل تدريجي”.
وعـدد “مصطفي” في تصريحات له أنواع النحل وكيفية تربيته والعناية به وصولاً إلى عملية إنتاج العسل ذي القيمة الغذائية العالية ومنها عسل السمر والسدر والغاف والمنجروف (القرم) وعسل الزهور البرية، واستحداث أساليب جديدة في إنتاج ملكات النحل محلياً بدلا من استيرادها، واكتشاف خطوط الإنتاج والتعبئة والتغليف التي تعتمد على أحدث التقنيات المبتكرة.
وتنتج “حديقة عسل حتّا” ما بين 20 و 25 طنا في الموسم الواحد و مدته شهران تقريباً وتتسم حديقة النحل بوقوعها وسط منطقة طبيعية، تنتج ما يقرب من 5000 ملكة تقريباً في العام.. كانت الملكات في البداية من إيطاليا ثم تطورت تدريجياً إلى الهجين بين العربي والأوروبي “النحل الكرليوني من جبال الألب” ويحتاج لمزيد من الوقت بسبب الاختلاف بين البيئات الباردة والحارة.
وتحرص حديقة النحل ومركز الاكتشاف في حتا؛ منذ فتح أبوابها، على توعية الآلاف من الزوار بتاريخ المنطقة العريق في تربية النحل والإشادة بالدور الأساسي الذي يلعبه النحل والملقحات الأخرى في حماية التنوع البيولوجي، والمساهمة في الأمن الغذائي وتسليط الضوء على أهمية الحفاظ على هذه المخلوقات من خلال التوجه نحو تربية النحل المستدامة.
بدوره، أوضح عبدالعليم العبقري مرشد الجولات التعريفية داخل حديقة النحل، أن إنتاجية العسل في حتّا تختلف حسب أنواع الشجر، ودولة الإمارات من الدول المميزة عن الدول الأوروبية حيث أن الشجر الموجود بالدولة يتيح إنتاجية عسل أكثر كثافة وجودة عن غيره ويعد نجاح عملية إنتاج ملكات النحل محلياً خطوة مهمة تسهم في دفع وتطوير قطاع إنتاج العسل في حتّا، لما في ذلك من ضمان لاستدامة هذه الصناعة، والقدرة على تطويرها بما يتناسب مع الظروف البيئية في الدولة، والتعايش مع الطبيعة المناخية.
ونوه إلى وجود أنواع مهجنة من النحل المحلي ونظيره العماني والسعودي والمصري، للوصول إلي أجيال مهجنة تستطيع التكيف مع البيئة والظروف الصعبة، لافتاً إلى أنها تنتج أفضل الأنواع من العسل البري الذي يتواجد في أيام الخصب وسط المراعي خاصة من أشجار (السمر والسدر والغاف) بالإضافة إلى القرم والزهور البرية.
وأكد الحرص على استدامة النحل من خلال توفير البيئة اللازمة للمحافظة على صحة النحل، ويعد نحل “أبوطويقة” من أجود أنواع العسل المحلي الذي يتواجد في سلاسل الجبال والمزارع.
وعن أهمية العسل الإماراتي المميز بخصائصه الغذائية القيمة والتسويقية، أشار إلى أهمية العسل الإماراتي خاصة عسل السمر المحلي وهو غنيّ بالعناصر الغذائية المفيدة للجسم مثل الزنك، والبوتاسيوم، والمغنيسيوم، وله تأثير قوي في التخلص من مشاكل الجهاز التنفسي، ومحاربة الفيروسات المستجدة و المحافظة على سلامة الأعضاء كالقلب والكلى وتحسين وظائفها.
يُذكر أن حملة وجهات دبي كان قد أطلقها مجلس دبي للإعلام للمرة الأولى في سبتمبر 2021، ويستمر موسمها الشتوي الثاني برعاية “براند دبي” الذراع الإبداعية للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، بهدف وضع الوجهات الرئيسية في دبي في دائرة الضوء، سواء الترفيهية أو الثقافية وكذلك الرياضية والإبداعية إلى جانب تشجيع رواد الأعمال والمشاريع الصغيرة التي تقدم خدماتها في تلك الوجهات، للإسهام في إنجاحها وتطورها تأكيداً على أن دبي هي المكان الذي تتحول فيه الأحلام إلى إنجازات.
محمد نبيل أبو طه/ محمد جاب الله/ عاصم الخولي
المصدر: وكالة انباء الامارات