طفرة عقارية مدروسة
تواصل سوق العقارات في دبي، النمو والازدهار، وليس هذا فحسب بل تتفوق على العديد من الأسواق الدولية الكبرى، ففي وقت تشهد بعض الدول تباطؤاً اقتصادياً وتتعثر بعض البنوك المشهورة في دول أخرى، نرى تطوراً غير مسبوق تشهده دبي على كل الأصعدة الاقتصادية والجوانب المعيشية.
بالتالي ما تشهده دبي هو ليس «ترند» عالمياً ملحقاً به ولا تأثراً بأسواق أخرى عالمياً، لكن هو بمعزل عن كل ما يحدث بالعالم، لخلق حالة خاصة متفردة بدبي، نتيجة للعمل المتقن والمخطط بكل حكمة واقتدار وعزيمة.
نجاح دبي ليس نجاحاً عابراً، بل هو نتيجة لمساعي التخطيط الاستراتيجي والمرن لحكومة دبي.
بالتأكيد فقد مهدت الجهود المدروسة والمستمرة التي تبذلها حكومة دبي، الطريق لاقتصاد مزدهر، وبالتالي خلق سياق مربح وجذاب لسوق العقارات.
وفي ما يلي بعض العوامل المهمة التي أسهمت في النجاح الجدير بالثناء للتسويق العقاري في دبي:
دعم حكومي لا يتزعزع: ففي محاولة لدعم القطاع العقاري، اتخذت الحكومة سلسلة من الإجراءات المهمة، ونجحت هذه الإجراءات الهادفة إلى دعوة المستثمرين الأجانب، وتبسيط اللوائح، وتقديم الحوافز لكل من المطورين والمشترين، في خلق مساحة ترحيبية ومشجعة للاستثمار العقاري.
التميز في البنية التحتية: أعطت دبي الأولوية واستثمرت على نطاق واسع في تطوير مرافق البنية التحتية الرئيسة مثل شبكات النقل المتقدمة والمرافق العامة.
استقرار السوق الذي لا يمكن إنكاره: على الرغم من الاضطرابات العالمية التي أحدثتها الجائحة، ظلت سوق العقارات في دبي ثابتة ومرنة.
ارتفاع مبيعات العقارات: قفزت المبيعات في سوق العقارات في دبي، بشكل ملحوظ خلال العامين الماضيين. وتشير البيانات الرسمية إلى تسجيل مستويات قياسية جديدة من النمو خلال النصف الأول من عام 2023، محققة أفضل أداء على الإطلاق للفترة نفسها بقيمة 179.5 مليار درهم.
ويُعد النجاح الثابت بمثابة شهادة مدوية على مرونة الإمارة وتخطيطها الاستراتيجي وعقليتها الموجهة نحو النمو. وهذا الإنجاز الضخم هو أكثر من مجرد اتجاه، إنه تجسيد للواقع الذي تم تحقيقه بشق الأنفس في قطاع العقارات في دبي.
دبي أثبتت أنه لكل مجتهد نصيب وما تتبعه حكومة دولة الإمارات من نهج سياسي ينعكس بشكل إيجابي على المساعي الاقتصادية لدبي، التي أصبحت في مصاف المدن العالمية نتيجة للاستقرار والاستدامة الاجتماعية التي تقدمها الدولة والإمارة لكل من يقطن فيها أو يزورها من أمن وأمان ومرافق على مستوى عالمي لا مثيل لها في أي مكان في العالم لتقدم دبي ما أصبح يعرف بـ«معايير دبي».
أصبح المثل، يضرب بدبي عندما تريد أن تقارن فخامة أي شيء، وأصبح يستشهد بها كمركز للرفاهية والسعادة والاستقرار والتطور على كل الأصعدة، بسبب الانفتاح الذي اتّبعته حكومة دبي لجذب المفكرين والمستثمرين وروّاد الأعمال.
من الواضح أننا سنشهد فترة مقبلة، تتضمن استدامة مبشرة واستقراراً على المدى الطويل، لأن عوامل الجذب ستبقى مستمرة وليست طفرة، لاسيما في ظل العمل للحفاظ على هذه العوامل والجميع يثق تمام الثقة بخطة حكومة دبي الواضحة لعشرات السنوات المقبلادمة والتي تتمثل بدعم قطاعات جديدة، تساند القطاع العقاري كالقطاعات الصناعية، والسياحية، والترفيهية، والطبية.
tabakhsaleh@
الرئيس التنفيذي لشركة «الأندلس كورت يارد» للتطوير العقاري
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
المصدر: الإمارات اليوم