حل 61.3% من النزاعات الأسرية في أبوظبي ودياً
حدد اختصاصيون اجتماعيون ومستشارون أسريون، ستة أسباب رئيسة للمشكلات الأسرية التي تصل بالأزواج إلى الطلاق، فيما كشفت دائرة القضاء في أبوظبي، نجاحها في إتمام التسوية الودية لنحو 61.3% من النزاعات الأسرية المعروضة على لجان التوجيه الأسري خلال العام الماضي، والتي بلغ عددها 15 ألفاً و667 نزاعاً أسرياً، وذلك في إطار الجهود المبذولة لترسيخ ثقافة التسامح، وتشجيع التسوية الودية للخلافات، لضمان الحفاظ على تماسك الأسرة واستقرارها، في وقت حددت دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي ثلاثة مسببات للطلاق في السنوات الأربع الأولى من الزواج.
وأكد وكيل دائرة القضاء في أبوظبي، المستشار يوسف سعيد العبري، حرص الدائرة على تعزيز نشر ثقافة الحلول البديلة، كجزء من جهودها لتطبيق أفضل الممارسات والأساليب المبتكرة والمطابقة لأعلى معايير الجودة، للتوصل إلى الصلح والتسويات الودية للخلافات الأسرية والمنازعات المدنية والتجارية والعقارية، وذلك تنفيذاً لتوجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، بتعزيز الجهود الداعمة لاستقرار الأسرة، والتماسك والتلاحم المجتمعي.
برامج ومبادرات
وقال العبري: «يرجع ارتفاع نسب التسوية الودية إلى نجاح البرامج والمبادرات التوعوية المختلفة التي تنفذها الدائرة، لاسيما برنامج (الصلح خير)، الذي نفذ خلال العام الماضي 47 ورشة توعوية أسرية، استفاد منها نحو 4000 شخص، وذلك بهدف رفع مستوى الوعي لدى الأسرة في ظل المتغيرات المتسارعة، مع توصيل الرسائل التوعوية باستخدام أساليب متطورة، وتنفيذ ورش تدريبية غنية بالوسائط المتعددة والتمارين التفاعلية لإكساب مهارات تحد من الشقاق بين الزوجين، وتساعدهما على تجاوز الصعوبات التي قد تفضي إلى التفكك الأسري». وشدد العبري، على مواصلة دائرة القضاء في أبوظبي، تنفيذ مبادراتها الرامية إلى تكريس ثقافة الحلول البديلة لإنهاء المنازعات والتوصل إلى اتفاقيات الصلح وحل النزاع بالتراضي، من دون الإحالة إلى المحاكم المختصة، بما يسهم في نشر قيم التسامح والتعايش، ضمن بيئة يسودها الوئام والتفاهم والوفاق، في ظل سيادة القانون، وتحقيق العدالة لدعم المكانة التنافسية لإمارة أبوظبي.
دور محوري
وأشارت دائرة القضاء بأبوظبي إلى أن الموجهين الأسريين لديها يقومون بدور محوري في تعزيز الجهود الفاعلة في إقناع الأزواج بإنهاء الخلافات ودياً، والتوصل إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف، وذلك عن طريق عقد جلسات توجيهية مكثفة لطرفي النزاع مع موجهين مختصين اجتماعياً ونفسياً وقانونياً، لبحث ومناقشة المشكلات وأسبابها من مختلف الجوانب، وتقديم المقترحات اللازمة، ضمن خطط علاجية تراعي التغيرات المحيطة بالأسرة، بما يمكنها من حل أي مشكلة تواجهها مستقبلاً، لافتة إلى أنها نجحت في حل 9698 نزاعاً أسرياً بالطرق الودية خلال العام الماضي، فيما أحالت 5969 حالة إلى المحاكم المختصة.
أسباب الخلافات
من جهتهم، قال استشاريون اجتماعيون وأسريون، محمد ناصر، ووفاء أحمد، ومها رفعت، وإيمان سعيد، إن أبرز أسباب الخلافات الزوجية عدم التكافؤ الاجتماعي والثقافي بين الزوجين، والتفاوت في المراكز الوظيفية والأجور ودخول الخلافات المادية بينهما، وتطلع أحد الطرفين للحياة الفردية وعدم رغبته في تحمُّل المسؤولية والحياة الأسرية الممتدة، وتدخل الأهل والأصدقاء المقربين في العلاقة بين الزوجين، إضافة إلى ضغوط العمل، والتغيب لفترات طويلة عن المنزل أو انشغال كل من الأب والأم في نشاطاته وعمله، وعدم تفهم رغبات الزوجة ومشاعرها، وما يترتب على ذلك من مشكلات، فضلاً عن اختلاف المستوى المعيشي بعد الزواج عما كان عليه قبله، وما يترتب عليه من مشكلات مادية، وعدم القدرة على سد احتياجات الأسرة.
حل
وحذروا من ترك الأزواج مشكلاتهم دون حلها أو معرفة التعامل معها، حيث يهدد ذلك ترابط وتماسك الأسرة، ويؤدي إلى تفاقم المشكلات واتساع الهوة بين الزوجين، ويؤثر سلباً في جميع أفراد الأسرة، خصوصاً الأطفال والمراهقين، مشددين على أهمية العمل على حل أي مشكلة في بدايتها، للحفاظ على ترابط وتماسك الأسرة، وذلك عبر تخصيص جزء من الوقت للأسرة، والتواصل المستمر بين أفرادها، وترسيخ مبدأ التشاور والتفاهم، والإدارة المشتركة للشؤون المالية للأسرة، وعمل موازنة بين الدخل والاحتياجات.
وأكدوا أن الصلح والتسويات الودية يعززان الجهود الداعمة لاستقرار الأسرة والتماسك والتلاحم المجتمعي.
دعم وإرشاد
من جانبها، صممت دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، منصة «تقهوى»، بهدف تقديم الدعم والإرشاد للأزواج الذين يواجهون صعوبات في التواصل والتفاهم وحل الخلافات الزوجية، لاسيما تلك الخاصة بالتفاهم والتواصل مع الأبناء، والتي قد تؤدي إلى المشكلات الأسرية بين الأزواج.
وأشارت إلى أن نتائج الدراسات أظهرت أن نسبة كبيرة من الأزواج الإماراتيين يتعرضون للطلاق خلال السنوات الأربع الأولى من زواجهم، موضحة أن أسباب الطلاق في سنوات الزواج الأولى في المجتمع الإماراتي، تشمل ضعف مهارات التواصل وحل النزاعات بين الأزواج، وقلة الوقت النوعي الذي يقضيه الأزواج مع بعضهم بعضاً، إضافة إلى التأخر أو عدم طلب المساعدة من قبل المتخصصين في العلاقات الأسرية والزواجية في مراحل مبكرة.
• 9698 نزاعاً أسرياً تم حلها بالطرق الودية العام الماضي.
«تقهوى» للاستشارات الزوجية
أطلقت دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي منصة «تقهوى» التي تُعد أول منصة رقمية استشارية في إمارة أبوظبي، تهدف إلى تعزيز التماسك الأسري، وتقديم استشارات زوجية من قبل نخبة من المستشارين والمختصين المهنيين المرخصين في الوقت الذي يناسب الأزواج، مشيرة إلى أنه مع «تقهوى» يمكن الاستفادة من البرامج التحفيزية في قضاء أجمل اللحظات والأوقات مع أفراد العائلة، واكتساب الوعي والمهارات التي تساعد على تعزيز وتوطيد العلاقات الزوجية، من خلال منصة سهلة للوصول، وتحفظ خصوصياتهم.
وتوفر المنصة للمتزوجين البرنامج المجاني «تمكين الأزواج»، عبر الإجابة عن بعض الأسئلة القصيرة حول حياتهم التي يطمحون لها، لإرشادهم في تسخير «قوة لغة الحب» الخاصة بهم، ما يتيح لهم التعامل بمحبة وتفاهم بعلاقاتهم، بالإضافة إلى تقديم مبادرات العافية النفسيّة ذات التأثير المجتمعي العميق، والمخصصة لمساعدة المجتمع على الازدهار.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
المصدر: الإمارات اليوم