أفاد الرئيس التنفيذي لشركة «تاليس» في الإمارات والرئيس التنفيذي لشركة «تاليس الإمارات للتقنيات»، عبدالحفيظ موردي، بأن شركة «تاليس الإمارات للتقنيات» قررت توسيع مركز التميز العالمي للرادارات التابع لها عالمياً، بإنشاء منشأة جديدة ومتطورة لإنتاج الرادارات في الإمارات في مجمع توازن الصناعي، مشيراً إلى أن هذه المنشأة ستدخل مرحلة التشغيل الكامل بحلول عام 2027، وستتولى دمج واختبار وتأهيل رادارات المراقبة الجوية «غراوند ماستر» المتقدمة للأسواق المحلية وأسواق التصدير في إطار التزامها برؤية «اصنع في الإمارات».
وأضاف، في حوار لـ«الإمارات اليوم»، أن إقامة هذه المنشأة في الإمارات ستعزز قدرات التصنيع الدفاعي في الإمارات، واعتماد الدولة على التقنيات الرئيسة في تقنيات الدفاع الحيوية، ودعم سلسلة التوريد الوطنية، كما تعمق المنشأة، الخبرة المحلية في أنظمة الرادار المتقدمة، مشيراً إلى التعاون الكامل مع مجلس التوازن الاقتصادي ووزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة لتحقيق هذا الهدف.
وأشار موردي إلى أن التصنيع المحلي يوفر مرونة واستجابة أكبر، ويتيح الوصول إلى الكفاءات المحلية، ويدعم المساهمة في تنويع اقتصاد الدولة وتحقيق السيادة الصناعية للإمارات، ودعم خططها للتنويع الاقتصادي وتصنيع أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا، لافتاً إلى التعاون مع جامعات الإمارات بشكل مستمر لتعزيز البحث والتطوير المحلي، ما يُسهم في إنتاج تقنيات محلية لبناء الخبرات الوطنية.
وشدد موردي على أن من أولويات «تاليس» المساهمة في النظام الصناعي البيئي للإمارات، من خلال ابتكار تقنيات جديدة قابلة للتصدير وزيادة الأثر الاقتصادي عالمياً، وهو ما يُشكل جزءاً أساسياً من «مشروع 300 مليار»، مع الحرص على أن تُشكل الاستدامة محوراً رئيساً في جهودها لتمكين الصناعات الإماراتية من تحقيق الحياد الكربوني من خلال تقنيات ذكية موفرة للموارد.
ولفت إلى أن مساهمات «تاليس»، التي تحتفل هذا العام بمرور 50 عاماً على تأسيسها في الإمارات، تتجاوز المساهمات التقليدية، وتتنوّع في مجالات مختلفة مثل حلول الطيران والفضاء والدفاع والأمن، وصولاً إلى الحلول الموثوقة القائمة على الذكاء الاصطناعي، التي تدعم الدولة، فضلاً عن إنشاء مراكز التميز الرقمية في إطار مبادرات مجلس التوازن الاقتصادي «توازن».
وأشار إلى أن الشركة وقعت أخيراً شراكة لسنوات عدة مع شركة «غلوبال إيروسبيس لوجيستكس GAL» لدعم وتطوير أنظمة مشتركة لمنصات الطيران الحالية والمستقبلية، وتتضمن الاتفاقية توفير تدريب متخصص وفرص عالمية للمتخصصين الإماراتيين الطموحين في مجال الطيران والفضاء، ما يعزّز الالتزام المشترك ببناء القدرات الوطنية.
ونوه بأن «تاليس» تعمل من خلال مبادرة «وجهتك الإمارات» التي أُطلقت العام الماضي، بالتعاون مع مجلس التوازن الاقتصادي بدعم من وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة لدعم التصنيع المحلي، على بناء منظومة قوية للتكنولوجيا العميقة والتصنيع الفضائي بالتعاون مع الجهات الإماراتية المعنية، حيث تم في هذا الإطار التوقيع على اتفاقية بين المجلس و«تاليس» خلال النسخة الأخيرة من «اصنع في الإمارات 2025» لدمج 20 مورداً محلياً في سلسلة التوريد العالمية لشركة «تاليس»، مشيراً إلى أنه تم ضم تسعة موردين إماراتيين، تم اختيار كل منهم لقدراتهم التكنولوجية وحصولهم على شهادات دولية في إطار بناء قاعدة توريد محلية معتمدة للأسواق المحلية وأسواق التصدير.
ولفت إلى أن «تاليس» تستثمر في المواهب المحلية من خلال شراكات مع أفضل الجامعات، ما يتيح البحث والتطوير العملي للجيل القادم من المهندسين والمبتكرين الإماراتيين، مشيراً إلى أن مبادرات مثل منشأة تصنيع الرادار المُرتقبة في الإمارات، تظهر كيف يمكن للشركات العالمية دمج القدرات التكنولوجية المتقدمة محلياً، ليس فقط لتلبية الاحتياجات المحلية، بل للتصدير أيضاً، فضلاً عن التعاون الوثيق مع الجهات المحلية في إطار مبادرات مثل «اذهب إلى الإمارات» لضمان دمج الموردين المقيمين في الإمارات في سلاسل القيمة العالمية، ما يرفع الجودة والقدرة التنافسية والمرونة في جميع المجالات.
وأشار إلى أهمية شراكة «تاليس»، مع شركة ستراتا للتصنيع المملوكة بالكامل لشركة مبادلة للاستثمار، حيث نجحت ستراتا في تصميم وتصنيع المشروع الأولي للوحة الهوائي لأنظمة الرادار المتقدمة التي تستخدمها شركة «تاليس»، مشيراً إلى أن هذا المشروع يُعد أول مشروع تُصممه «ستراتا» بالكامل بمساهمات كبيرة من كفاءاتها الهندسية الوطنية، حيث عمل مهندسو «ستراتا» ومتخصصوها في مختلف التخصصات، تاركين بصمة إماراتية بارزة في مجال تصنيع الرادارات والأقمار الاصطناعية المتقدمة.
التكنولوجيا المتقدمة
قال الرئيس التنفيذي لشركة «تاليس» في الإمارات والرئيس التنفيذي لشركة «تاليس الإمارات للتقنيات»، عبدالحفيظ موردي، إن «ترسيخ مكانة الإمارات كمركز عالمي للتكنولوجيا المتقدمة والابتكار الفضائي يتطلب توفر أربعة عوامل أساسية، هي: خط إمداد للمواهب مُؤهّل للمستقبل، وإطار تنظيمي يُشجّع على التطوير المُشترك، وحماية الملكية الفكرية، وبنية تحتية صناعية قوية تُمكّن من دعم التصنيع المُتقدم»، مشيراً إلى أن الإمارات تُحرز تقدماً كبيراً في هذه المجالات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
المصدر: الإمارات اليوم