النسخة الـ 34 للأولمبياد الدولي للأحياء تحتتم فعالياتها بالعين
العين في 10 من يوليو / وام/ أختتمت اليوم في مدينة العين فعاليات النسخة الـ 34 للأولمبياد الدولي للأحياء التي استضافتها دولة الإمارات العربية المتحدة، ونظمتها وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع شريكها الاستراتيجي جامعة الإمارات على مدى ثمانية أيام في الفترة من 3 إلى 10 يوليو الجاري .
حضر الحفل الختامي معالي الدكتور أحمد بن عبد الله حميد بالهول الفلاسي وزير التربية و التعليم وسعادة الدكتورة آمنة الضحاك الشامسي، رئيس اللجنة المنظمة للنسخة الـ 34 للأولمبياد الدولي للأحياء الوكيل المساعد لقطاع الرعاية وبناء القدرات بوزارة التربية والتعليم، وسعادة الدكتور أحمد مراد، النائب المشارك للبحث العلمي في جامعة الإمارات العربية المتحدة، والدكتورة لينكا ليبرسوفا، رئيسة اللجنة التنفيذية لأولمبياد الأحياء الدولي، والدكتور صابر مظفر، رئيس اللجنة الأكاديمية للنسخة الـ 34 للأولمبياد الدولي للأحياء.
و رحب أحمد بالهول الفلاسي في كلمته خلال الحفل الختامي بالطلبة والمحكمين والمختصين والباحثين والخبراء في علم الأحياء وجميع المشاركين في الأولمبياد الدولي المرموق الذي يقام لأول مرة في الوطن العربي وتستضيفه دولة الإمارات في تأكيد جديد على مكانتها وريادتها العالمية في مجال التعليم.
وقال معاليه: “تمضي دولة الإمارات قدماً نحو تحقيق رؤيتها في أن تصبح واحدة من أكثر الدول إنتاجاً للعلوم والمعرفة وذلك من خلال خلق بيئة محفزة على البحث العلمي، والاستثمار في الشباب من خلال تزويدهم بالمهارات والعلوم والمعرفة اللازمة لتمكينهم من أن يكونوا قادة المستقبل، وليساهموا في ترسيخ مكانة دولة الإمارات بين أفضل دول العالم.”
وأضاف معاليه: “تلعب المسابقات الدولية مثل الأولمبياد الدولي للأحياء دوراً كبيراً في ترسيخ ثقافة الإبداع والابتكار والبحث العلمي ودعم مفاهيم التميز المعرفي لدى الطلبة ليكونوا نواة لعلماء وباحثين ومبتكرين ومخترعين قادرين على مواجهة التغييرات السريعة والمُطّرِدة التي يشهدها العالم اليوم ومواكبة متطلبات المستقبل”.
وتوجه بالتهاني للمتسابقين الموهوبين الفائزين في هذه المسابقة التي تعد من أهم المسابقات في مجال علم الأحياء في العالم، والتي شهدت مشاركة أكثر من 320 طالباً وطالبة من الموهوبين في علم الأحياء من 80 دولة متحدين في شغفهم ومتنافسين بشكل إيجابي فيما بينهم على النجاح والصدارة والتميز إلى جانب 300 عضو لجنة تحكيمية ونخبة من الخبراء في علم الأحياء من مختلف أنحاء العالم.
من جهته أشاد معالي زكي أنور نسيبة المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة، بنجاح فعاليات النسخة الـ 34 للأولمبياد الدولي للأحياء وأشار إلى أن دولة الإمارات أصبحت مقصداً للعلوم والأنشطة البحثية والأكاديمية بفضل التطور الكبير الذي تشهده جامعاتها البحثية.
و نوه معاليه إلى أن مشاركة جامعة الإمارات شريكا استراتيجيا أكاديميا في تنظيم هذا الحدث العلمي العالمي سيعزز مكانتها العلمية البحثية الرائدة وسيحفز الطلبة والأساتذة والباحثين المختصين في علم الأحياء على المزيد من التميز والبحث العلمي والإبداع.
ووصف الأولمبياد بأنه فرصة لأبناء وبنات الإمارات لتطوير قدراتهم العلمية والبحثية في مجال علم الأحياء وهو ما يتماشى مع حرص القيادة الرشيدة في الدولة على الاستثمار في رأس المال البشري للنهوض بالمجتمع وبناء الاقتصاد التنافسي القائم على المعرفة، وتحقيق المزيد من الأرقام القياسية في مجال التنمية البشرية على مستوى المنطقة والعالم.. وقال :” من هذا المنطلق، تحرص جامعة الإمارات على تبني الأفكار الخلاقة والإبداعية وتطوير مهارات الشباب والشابات عبر خططها الاستراتيجية المستقبلية لتحقيق رؤية القيادة الرشيدة للدولة ومئوية الإمارات 2071 وبناء مستقبل راسخ يستند لأفضل الممارسات العلمية العالمية”.
بدورها، أكدت سعادة الدكتورة آمنة الضحاك الشامسي أن هذه النسخة من الأولمبياد تميزت بانسجامها مع أفضل الممارسات والتوجهات العالمية في مجال الاستدامة وقالت: “ حرصنا على أتمتة الاختبارات لتتم عبر أجهزة الحاسوب بدلاً من الاختبارات الورقية، الأمر الذي ساهم بالاستغناء عن طباعة ما يفوق 65,000 صفحة ورقية لاستخدامها لأغراض أداء الاختبارات.. وقمنا باستضافة مؤتمر التعليم الأخضر على هامش الأولمبياد لتعزيز الوعي وتمكين المشاركين من المساهمة بحلول مبتكرة لمواجهة التغير المناخي وهو ما يأتي انسجاماً مع توجه دولة الإمارات الذي يؤكد أن العمل المناخي يعتبر من الركائز الأساسية لاستراتيجيتها الاقتصادية الوطنية وسياساتها الداخلية والخارجية ويتوافق مع الجهود المبذولة في دولة الإمارات الساعية للحد من تداعيات تغير المناخ وتعزيز التعليم الأخضر ورفع مستوى الوعي البيئي لمجتمع دولة الإمارات وتعزيز ثقافة الاستدامة في المؤسسات التعليمية استعداداً لاستضافة الدولة مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (cop28) هذا العام ”.
وأضافت أنه تم تحسين وتطوير آلية أداء وإدارة الاختبارات وتقييمها في هذه النسخة من الأولمبياد ما ساهم في توفير الوقت المخصص لذلك وأتاح للطلبة المشاركين بالاختبارات وللقائمين على إدارتها و تقييمها المزيد من الوقت للراحة والترفيه فحظي الطلبة بفرصة زيارة بعض المعالم الثقافية والترفيهية الهامة في دولة الإمارات.
وتوجهت بالتهنئة للمتنافسين على مساهمتهم القيمة خلال الأولمبياد وعبرت عن ثقتها بأن العديد من المشاركين سيواصلون شق مسارات جديدة في علم الأحياء والمجالات ذات الصلة، والوصول لاكتشافات ستلعب دوراً بارزاً في تحسين جودة الحياة وحماية البيئة .
شهدت فعاليات النسخة الـ 34 للأولمبياد الدولي للأحياء الذي يعد أهم مسابقة دولية في مجال علم الأحياء، العديد من الاختبارات المكثفة التي تحدت معارف ومهارات التفكير الناقد لدى الطلبة، إلى جانب مجموعة من ورش العمل التي ساهمت في تعزيز روح الصداقة، والتبادل الثقافي، والنمو الفكري لدى المشاركين، فضلاً عن تكوين صداقات طويلة الأمد، وتوسيع آفاقهم، وإيقاد فضولهم لاستكشاف عجائب علم الأحياء.
فيما شهد الحفل الختامي الإعلان عن أسماء الفائزين في المسابقة الذين احتلوا مقاعدهم بجدارة على المنصة الدولية لأولمبياد الأحياء الدولي حيث تصدرت الهند وسنغافورة الدول الفائزة بالميداليات الذهبية بواقع أربع ميداليات ذهبية لكل منهما فيما جاءت الصين والصين تايبيه والوفد الأولمبي المستقبل بالمركز الثاني بواقع ثلاث ميداليات ذهبية.
وسجلت دولة الإمارات فوزها الأول في أولمبياد الأحياء الدولي بعدما حصلت الطالبة الإماراتية ريم راشد النقبي على الميدالية البرونزية في المنافسات.
تجدر الإشارة إلى أن المتسابقين في الأولمبياد الدولي للأحياء خاضوا ستة اختبارات خلال فترة المسابقة تضمنت الاختبارين النظري الأول والثاني اللذين جرى تنفيذهما عبر جهاز الحاسوب وتمحورت الأسئلة حول مواضيع تتعلق بتشريح الحيوان والنبات وعلم وظائف الأعضاء، وعلم الخلية والأحياء الدقيقة والبيولوجيا الجزيئية، وعلم الوراثة، وعلم البيئة، والسلوك، والنظم الحيوية في حين تضمنت الاختبارات الأربعة الأخرى تجارب حول الكيمياء الحيوية، والبيولوجيا الجزيئية النباتية، والمعلوماتية الحيوية، وعلم البيئة والأخلاق.
وفي ختام الحفل تم تسليم العلم والكأس الرسميين لأولمبياد الأحياء الدولي من دولة الإمارات إلى كازاخستان، الدولة المستضيفة لأولمبياد الأحياء الدولي لعام 2024.
المصدر: وكالة انباء الامارات