المكتب الإعلامي لحكومة دبي يلعب دورًا محوريًا في تعزيز مكانة الإماراة

يلعب المكتب الإعلامي لحكومة دبي دورًا محوريًا في تعزيز مكانة دبي باعتبارها مدينة ديناميكية في تطور مستمر. علاوة على ذلك، وفي خضم التطور السريع للمنصات الرقمية وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، فقد طرح مجلس دبي للإعلام، وهو الجهة المُشرفة على المكتب الإعلامي لحكومة دبي، الأطر التنظيمية الحاكمة للابتكار في الإعلام الرقمي.
أجرت ” Economy Middle East” حواراً مع منى المري، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، وتحدثت عن كيف كان المكتب الإعلامي في صدارة نسج خيوط رواية دبي، حتى مع استمرار تطورها بمرور الوقت.
كما سلّطت الضوء على الدور الذي لعبته المرأة في مشهد الأعمال داخل الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى أهمية التوازن بين الجنسين في المناصب القيادية والقطاعات البارزة.
يؤدي المكتب الإعلامي لحكومة دبي دورًا رياديًا في صياغة استراتيجية التواصل التي تنتهجها الإمارة. ما هي بعض ملامح آخر المبادرات أو المشروعات التي اضطلع بها المكتب الإعلامي لتعزيز مكانة دبي العالمية؟
يلعب المكتب الإعلامي لحكومة دبي دورًا مهمًا في صياغة رواية دبي على المستويات المحلية، والإقليمية، والعالمية. وفي ضوء تطوّر المشهد الإعلامي العالمي، تبنى المكتب الإعلامي نهجًا استراتيجيًا متعدد الجوانب يجمع بين الإعلام التقليدي والرقمي، والسرد الاستراتيجي للقصص، لتعزيز مكانة دبي باعتبارها مركزًا عالميًا للأعمال، والسياحة، والتجارة، والابتكار.
كان واحد من مُنجزات هذه المسيرة هو توسيع إطار اختصاصات مجلس دبي للإعلام، الذي صار يشرف على الأنشطة الإعلامية في ربوع الإمارة، بما في ذلك بالمناطق الحرة. ويسهم هذا التحوّل الاستراتيجي في تعزيز التعاون، وتوطيد الإبداع، وضمان أن تظل دبي في صدارة الريادة الإعلامية العالمية. والمكتب الإعلامي لحكومة دبي، الذي يعمل تحت مظلة مجلس دبي للإعلام، عنصر محوري في تنفيذ هذه الاختصاصات.
هناك أيضًا مبادرة مهمة تحت إطار استراتيجيتنا الأوسع نطاقًا وهي قمة الإعلام العربي 2025 التي تُعقد في مركز دبي التجاري العالمي في الفترة بين 26 و28 مايو. ستضم هذه القمة في طياتها منتدى الإعلام العربي، والمنتدى الإعلامي العربي للشباب، وقمة رواد التواصل الاجتماعي العرب، مما سيخلق أكبر منصة بالمنطقة لريادة الفكر الإعلامي، والحوار، وتبادل المعرفة. تسعى القمة إلى تشكيل مستقبل الابتكار الإعلامي في العالم العربي، مع وجود أكثر من 6,000 مشارك في القمة، يشملون صانعي سياسات، ومسؤولين تنفيذيين في مجال الإعلام، وصانعي محتوى رقمي.
هناك مبادرة مهمة أخرى، وهي مكتب دبي للأفلام والألعاب الإلكترونية، والذي أُنشئ دعمًا للاقتصاد الإبداعي المتنامي في الإمارة. يسعى المكتب إلى تعزيز مكانة دبي كوجهة رائدة لصنع المحتوى والترفيه الرقمي، وذلك بتنظيمه صناعتي الأفلام والألعاب وتعزيزها، واجتذاب استثمارات عالمية، وراعية المواهب المحلية.
واستكمالًا لهذه المساعي، تواصل دبي تعزيز صورتها باعتبارها وجهة عالمية من خلال استراتيجيتها الرامية إلى الانخراط الثقافي وحكي القصص المجتمعية. ولدينا مثال على ذلك، وهو حملة #رمضان_في_دبي، وهي الحملة التي تنفذها “براند دبي” بالتعاون مع جهات حكومية، وشبه حكومية، وأخرى خاصة، يعملون جميعاً على تحقيق هذه الاستراتيجية. توحّد هذه الحملة الجهود الرامية إلى خلق تجربة ثقافية غامرة تحتفي بروح رمضان عبر العروض الضوئية والفعاليات التراثية والاحتفالية في أنحاء المدينة.
يلعب الإعلام دورًا حاسمًا في التأثير على تصورات المستثمرين وتحفيز النمو الاقتصادي. كيف تستفيدون من المنصات الإعلامية لاجتذاب مستثمرين عالميين ومن أجل ترسيخ مكانة دبي باعتبارها وجهة مُفضّلة للأعمال والابتكار؟
طوّر المكتب الإعلامي لحكومة دبي استراتيجية تواصل شاملة لتعزيز مكانة دبي باعتبارها مدينة ديناميكية مدفوعة بالفرص وتسهم في بناء مستقبل مشرق. إننا نحرص على وصول رسالة دبي القيّمة لكافة أصحاب المصلحة الإقليميين والعالميين، عن طريق الاستفادة من الإعلام التقليدي، والمنصات الرقمية، وكذلك عن طريق فعاليات القيادة الفكرية.
وبمساعدة “براند دبي”، فقد تمكننا من تنويع أساليب سرد الروايات لربط الجماهير والمجتمع بالعروض الفريدة في دبي. وتعزز التجارب الحضرية الإبداعية والمشروعات الفنية العامة التي تضطلع بها “براند دبي”، مكانة المدينة كوجهة ثقافية وإبداعية.
وبترسيخ صورة أن دبي مدينة تقدمية ومستقبلية الرؤية، فإن المبادرات الإعلامية للمكتب الإعلامي لحكومة دبي سيواصل تعزيز صورة الإمارة باعتبارها وجهة عالمية للأعمال، والابتكار، والسياحة، والتجارب الثقافية.
في ضوء التطور السريع الذي تشهده المنصات الرقمية وتقنيات الذكاء الاصطناعي، كيف يتكيف المكتب الإعلامي لحكومة دبي مع الاتجاهات الجديدة في الإعلام والتواصل الرقمي لضمان السرد المؤثّر للحكاية وتفاعل الجماهير؟
ثمة عناصر هي التي تشكّل مستقبل الإعلام، وهي الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات والتجارب الرقمية الغامرة، ونحن في المكتب الإعلامي في صدارة هذا التحوّل. ويستهدف توسيع دور مجلس دبي للإعلام، تأسيس أطر تنظيمية للابتكار في الإعلام الرقمي، مما سيتيح حوكمة أفضل لصنع المحتوى وتوزيعه، بالإضافة إلى استهدافه رعاية صناعة إبداعية. ومع استمرار تطوّر الإعلام الرقمي، فإننا نعمل على ضمان أن تظل دبي رائدة في هذا المضمار. لذا، يسعى المكتب الإعلامي لحكومة دبي، تحت مظلة مجلس دبي للإعلام، إلى ضمان أن تظل البيئة الإعلامية لدبي ديناميكية، ومستعدة للمستقبل، ومؤثرة على الصعيد العالمي، وأن تضع معايير جديدة للتميز والابتكار.
مع مواصلة دبي خوض غمار رحلتها نحو أن تكون مركزًا عالميًا للأعمال والتكنولوجيا والسياحة، كيف تتواءم استراتيجيتكم مع رؤية القيادة، وما هي مجالات التركيز الأساسية في المستقبل؟
تتوافق استراتيجية المكتب الإعلامي لحكومة دبي توافقًا وثيقًا مع رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي،رعاه الله ، التي تعطي الأولوية للصناعات المستقبلية، والتحوّل الرقمي، والنمو الاقتصادي المُستدام. ينعكس هذا النهج على التطور الذي يشهده قطاع الإعلام في دبي، حيث أُوكِلَ إلى مجلس دبي للإعلام دور أكبر في الإشراف على الأنشطة الإعلامية في أنحاء الإمارة، مما يتيح إنشاء إطار متكامل وديناميكي يعزز النمو والابتكار والتنافسية العالمية.
ولا تتكيف دبي مع هذا التغير فحسب، بل إنها تشكّل مستقبل الإعلام والتواصل. ولعل تأسيس مكتب دبي للأفلام والألعاب الإلكترونية جزء من جهود أوسع تستهدف ترسيخ مكانة الإمارة باعتبارها رائدة في صنع المحتوى، والألعاب، والترفيه الرقمي، واجتذاب استثمارات دولية، مع سيأتي مع تمكين المواهب المحلية.
وبخلاف البنية التحتية والقواعد التنظيمية، يظل رأس المال البشري في صدارة استراتيجيتنا. ولقد صُمِمَت مبادرات مثل برنامج صناع مجتوى دبي بهدف صقل مواهب الجيل التالي من المحترفين في الإعلام، وتزويدهم بالخبرات اللازمة لمواكبة المشهد الرقمي سريع التطور.
وفي هذا الصدد، يواصل المكتب الإعلامي لحكومة دبي العمل على تعظيم حضور دبي، وضمان وصول منجزاتها، وطموحاتها، وابتكاراتها، للجماهير المُستهدفة والأكثر أهمية.
كيف ترين الدور المتطور للمرأة في مشهد الأعمال بالإمارات العربية المتحدة؟ وما هي المبادرات القائمة الرامية إلى مواصلة تعزيز القيادة النسائية؟
لطالما التزمت دولة الإمارات العربية المتحدة، منذ تأسيسها، بتعزيز التوازن بين الجنسين، وهي الرؤية التي كانت محفزة للتحول السياسي والمجتمعي، وكانت محفزة للنمو الاقتصادي. وعلى مر السنين، تقلّدت المرأة أدواراً قيادية على نحو متزايد في الحكومة والقطاعات الرئيسة. واليوم، تشكّل إسهامات المرأة في تشكيل مستقبل الإمارات، مما يجعل الدولة رائدة في التوازن بين الجنسين.
إن تأسيس مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، حيث أعمل نائبة لرئيسة المجلس، يعكس التزام الإمارات بالمساواة بين الجنسين. وتحت مظلة قيادة سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، فقد حقق المجلس إصلاحات بارزة لضمان لعب المرأة دور أساسي في تشكيل مستقبل البلاد. وكان لتشريع المساواة في الأجور، والتمثيل الإجباري للمرأة في مجال إدارة الشركات والحكومة، ووضع موازنات تراعي منظور النوع الاجتماعي في مختلف الجهات الحكومية، بالغ الأثر في الترسيخ لمعايير جديدة للدمج والمشاركة الاقتصادية. علاوة على ذلك، فقد أطلق المجلس مؤشر التوازن بين الجنسين وهو يتتبع التقدم المُحرز في مختلف القطاعات الحكومية، فيما يوفر دليل التوازن بين الجنسين، الذي تطور بالاشتراك مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وهما يشكّلان إطارًا للتمكين في مكان العمل ولضمان التوازن بين الجنسين.
وبفضل هذه السياسات التقدمية، تشكل المرأة 51% من خريجي الجامعات في الإمارات، وتشغل ما يصل إلى 46% من الحاصلين على شهادات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات “ستيم”. وتشكّل المرأة اليوم 54.5% من القوى العاملة في الإمارات العربية المتحدة، وتشغل 44% من الوظائف في القطاع العام، وتشغل أيضًا 64% من المناصب القيادية. بالإضافة إلى ذلك، تضم الحكومة الإماراتية 10 نساء يمثلن 26% من مجلس الوزراء، فيما تشغل المرأة 50% من المجلس الوطني الاتحادي، وهو الهيئة البرلمانية للبلاد.
المصدر: الإمارات اليوم