«العلاج بالفن».. متعافية من السرطان تدعم المرضى بجلسات رسم وتعليم الخط العربي
أطلقت متعافية من مرض سرطان الثدي، مبادرة لدعم المرضى من خلال العلاج بالفن ونظمت لهم جلسات للرسم وتعلم فنون الخط العربي، ومشاركة الأفكار الإيجابية، بالإضافة إلى استخدام الفن كوسيلة أساسية للتواصل وذلك بهدف تحسين الصحة النفسية للمرضى عبر الفنون وطاقتها الاستشفائية، وتعزيز قدرتهم على خوض رحلة علاجية، على إيقاع الفنون.
وتفصيلاً، تم تشخيص ريم، وهي أم، تبلغ من العمر 43 عاماً، بسرطان الثدي في المرحلة الثانية العام الماضي، وكانت قد سبق واستأصلت عدة أورام حميدة قبل 20 عاماً، لذلك اعتادت على الفحوصات المنتظمة، وخلال فحصها السنوي، تم تشخيصها بسرطان الثدي، مشيرة إلى أنها شعرت بأن عالمها أصبح مُظلماً عندما سمعت بتشخيصها بالسرطان ولم تستطع التوقف عن التفكير في أبنائها وعائلتها، حيث كانت خائفة من تأثيرات العلاج الكيميائي، واحتمالية إجراء الجراحة واستئصال الثدي كلياً.
وقالت ريم: “وقت اكتشاف إصابتي بسرطان الثدي كنت أقيم في سوريا، ونصحتني عائلتي، وخاصة خالتي المقيمة في أبوظبي، بالقدوم إلى دولة الإمارات لتلقي العلاج، وقامت بالتواصل مع مدينة برجيل الطبية التي قام فريقها الطبي فور وصولي إلى إمارة أبوظبي، بوضع خطة علاج بعد إجراء فحوصات شاملة واستغرقت رحلة العلاج عاماً، وتضمنت 16 جلسة علاج كيميائي، و20 جلسة من العلاج الإشعاعي”.
وأضافت: ” خلال فترة علاجي، ظل الفن مصدرا استمد منه قوتي، وكنت أجلس بالساعات لممارسة فن الرسم، حيث كانت وسيلة ناجعة لتخفيف الضغط والهروب من حقيقة كوني مريضة بالسرطان، ولو للحظة واحدة، ومع تقدم رحلتي مع المرض أدركت القوة العلاجية للفن وبدأت في تقديم جلسات فنية لمرضى آخرين في المستشفى لدعمهم، ومساعدتهم والرفع من روحهم المعنوية وتحسين حالتهم النفسية، حيث أتاح لنا الرسم والتلوين التعبير عن المشاعر المختلطة التي لا نتمكن من التعبير عنها بالكلمات”.
وأشارت ريم، إلى أن المبادرة التي نشأت من تجربتها الشخصية، تؤكد أن الفن يمكن أن يتجاوز الكلمات ومن خلاله نستطيع رفع معنويات المرضى أثناء الأوقات الصعبة التي يعيشها المريض خلال رحلة علاجه، خاصة فترة تلقي جلسات العلاج الكيميائي، لافته إلى أن الخطوط والألوان تحمل معاني عاطفية عميقة، بالإضافة إلى أنها أرادت من خلال مبادرتها أن ترد جزء من الجميل للمكان الذي دعمها خلال أصعب الأوقات في حياتها.
ووجهت ريم رسالة إلى مريضات السرطان والنساء بشكل عام، أكدت فيها على أهمية الكشف المبكر وفحص الماموغرام الذي يساعد في تشخيص الحالة وعدم الخوف لأنه فحص بسيط للغاية لكنه يساهم في الكشف المبكر وبالتالي ارتفاع نسبة الشفاء، بالإضافة إلى أن الكشف المبكر عن المرض يساعد على تلقي الرعاية الطبية والنفسية التي تحتاجها السيدة في هذا الوقت الصعب.
من جانبه أشار الرئيس التنفيذي لمعهد برجيل للأورام، البروفيسور حميد الشامسي، إلى أن رحلة ريم هي تأكيد على قوة الإيجابية والاكتشاف المبكر والتأثير الكبير للدعم النفسي والإبداعي أثناء المرض، لافتاً إلى أن رحلتها تعكس قدرة الأمل والإبداع في مساعدة المريض وتسريع الشفاء، وأن يكون المريض ذو رسالة وداعم لغيره من المرضى”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
المصدر: الإمارات اليوم