حقق برنامج الجينوم الإماراتي إنجازاً نوعياً جديداً، بعد وصول عدد العينات التي تم جمعها من المواطنين إلى أكثر من 910 آلاف عيّنة، من أصل مستهدف يبلغ مليون عيّنة، ما يعني أن البرنامج أنجز أكثر من 91% من الهدف الوطني، ولم يتبق سوى أقل من 90 ألف عينة فقط لإكمال أكبر مبادرة جينوم سكانية بشرية في العالم من حيث حجم العينة والتقنيات المستخدمة، ما يساعد في تطوير علاجات شخصية جديدة ومخصصة للأمراض النادرة والمزمنة، لتحسين جودة الرعاية الصحية في المستقبل.
وقال مدير برنامج الجينوم الإماراتي، الدكتور أحمد العوضي، لـ«الإمارات اليوم»، إن الوصول إلى العدد الكامل (للمليون عينة) بات قريباً جداً، مؤكداً أن هذا الإنجاز جاء بفضل تكاتف أفراد المجتمع، ودعم المبادرة الوطنية الهادفة إلى رسم الخارطة الجينية لمواطني الدولة، وتسريع تطوير حلول الرعاية الوقائية، والتشخيص الدقيق للأجيال الحالية والقادمة.
وتفصيلاً، قال الدكتور أحمد العوضي إن برنامج الجينوم الإماراتي، منذ انطلاقه في يناير 2021، جمع حتى الآن أكثر من 910 آلاف عينة من المواطنين ويُعدّ هذا رقماً قياسياً عالمياً جديداً، نحو تحقيق هدف البرنامج في جمع مليون عينة، وسيتم تحقيقها قريباً، داعياً أفراد المجتمع من المواطنين إلى استكمال المشاركة في البرنامج لبناء مجتمع إماراتي أكثر صحة، ووضع أسس رعاية طبية متقدمة للأجيال الحالية والمستقبلية.
وأكد أن هذا التقدّم الكبير ما كان ليتحقق لولا دعم القيادة الرشيدة، معتبراً أن البرنامج مشروع استراتيجي صحي فريد من نوعه على مستوى المنطقة والعالم.
وأضاف أن فرق العمل ستواصل خلال الفترة المقبلة، التوسع في جمع العينات عبر 95 مركزاً ثابتاً منتشرة في مختلف إمارات الدولة، إضافة إلى فرق ميدانية تعمل خلال الفعاليات والمناسبات الوطنية للوصول إلى آخر فرد مستهدف، وتحقيق الهدف الوطني الكامل.
وأشار إلى أن البرنامج أحدث نقلة نوعية في فحوص الأمراض الوراثية، قائلاً: «في الماضي كنا نفحص عدداً محدوداً من الأمراض الوراثية قبل الزواج، أما اليوم فنفحص نحو 840 مرضاً وراثياً ومزمناً، وبمجرد اكتشاف أي خلل جيني يتم توجيه الشخص إلى مسار علاجي أو وقائي قبل إنجاب طفل قد يحمل مرضاً وراثياً»، لافتاً إلى أن كلفة مثل هذه الفحوص مرتفعة عالمياً، إلا أن الحكومة تتحملها بالكامل للمشاركين، ما يعكس التزام الدولة بصحة المجتمع.
وأضاف أن البرنامج يشمل أيضاً فحص حديثي الولادة للكشف المبكر عن أي خلل جيني قد يظهر مع نمو الطفل، ما يتيح وضع خطط علاجية أو وقائية منذ الأيام الأولى للحياة، كما يدعم البرنامج الفحص الجيني السريري (الكلينيك جينوم)، الذي يساعد الأطباء في التشخيص الدقيق للأمراض الوراثية والمزمنة، وتحديد العلاجات وخطط الوقاية المناسبة.
وأكد العوضي أن دولة الإمارات أصبحت تمتلك واحدة من أكبر قواعد البيانات الجينية عالية الجودة في العالم، بفضل استخدام أحدث تقنيات التسلسل الجيني والذكاء الاصطناعي، ما يُعزّز مكانتها كمركز عالمي للبحث والابتكار الطبي، ويمهّد لتطوير أدوية وعلاجات مستقبلية مخصصة، تتوافق مع التركيبة الجينية للمجتمع الإماراتي.
وتابع: «اكتمال جمع مليون عيّنة سيُمكّن الدولة من رسم الخريطة الجينية المرجعية للإماراتيين، ما يفتح الباب أمام عصر جديد من الطب الشخصي والتشخيص الدقيق والوقاية المتقدمة، ويُسهم في الحد من انتشار الأمراض الوراثية والمزمنة، ودعم صحة المجتمع على مدى العقود المقبلة».
ويستخدم البرنامج أحدث تقنيات التسلسل الجيني والذكاء الاصطناعي لتوفير بيانات جينية عالية الجودة، من شأنها إثراء البيانات الطبية المتاحة، وتعزيز قدرات الدولة كمركز للبحوث والابتكار في مجال الجينوم، وبالتالي الإسهام في تحقيق اكتشافات علمية واسعة النطاق.
ويساعد تحليل الجينوم الكامل لمواطني دولة الإمارات على إتاحة الفرصة للباحثين والأطباء والعلماء للتعرّف إلى مسببات الأمراض الوراثية، ونوعية الطفرات الجينية، وتوقع القابلية لبعض الأمراض ودراستها بشكل أعمق، والاستفادة من النتائج لوضع خطط رعاية صحية علاجية ووقائية عالية الكفاءة، بما يُسهم في الحد من انتشار الأمراض الوراثية والمزمنة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
المصدر: الإمارات اليوم
